-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

هل قتلتَه أم قتلكَ؟ رمضان مصباح الادريسي


من وحي الفاجعة الدبلوماسية:
لا حضور اليوم،على ألسنة ساسة العالم ؛وفي وسائل الاعلام ،ووسائل التواصل ،أقوى من حضور هذه الهاء ،في "قتلته".
وعليه فهو القتل الذي يعني الاحياء؛وان قطِّع الجسدُ، أو دفن في السحاب ،كملف من ملفات غوغل.
جمال خاشُقجي لم يكن يخيف بجسده ،لنقولَ لقد هلكَ الرجل؛وخر صريعا بطعنة غادرة منكَ.
أفكاره ،وامتداداتها ،دون أن يكون مُعارضا بتيار أو حزب،هي التي أخافتك؛فهل تستطيع قتلها ،وهي  الآن في وادي السلكون؟
لا لا تستطيع ؛اذ تناسلت من القلم الواحد أقلامٌ ؛فهل تذبحها جميعا ؟
من أنت يا هذا الذي يختبئ في هذه الكاف المجرمة؟
عرفنا الهاء ،بل صرنا كلنا هاءا ؛فمن يتدرع بالكاف التي أهدَرت الدم؟
مهما حصَّنتك اليوم ،العاديات ضبحا ،والموريات قدحا؛فأنت مجرد انسان غبي ؛لأنك ناديت على الملأ ،ودعوت العالم ،ليشهد على هزيمتك الفكرية، أمام قلم حر؛وعلى جريمتك المادية ،وأنت تستعيد أبشع وأخبث بناتِ الاستبداد العربي.
قُتل قبله كتاب ،وما ماتوا ؛وساد قبلك طغاةٌ ،ثم ذهبوا الى مزابل التاريخ،تتخطفهم ضباعها؛ولدى كلِّ ذكر يُرذلون.
من أنت يا هذا المختبئ في الكاف؟
هل أنت أمير عربيٌ؟ أم رجل دولة؟ أم سياسي؟
لا ،أبدا لا أرى كلَّ هؤلاء في هذا الدرك الأسفل للجريمة:
تكسير عظام قلم،والبحث في أمواج مداده الهوجاء،عن أفكار المستقبل لوأدها.
بئْستِ الامارة ان كنت أميرا.
وبئست الدولة ان تسميت  ،أنت،رجلا بها.
وبئست السياسة ان كنت سينَها.
لا ،أنت مجردُ مجرم ،عاد الى أزمنة الجرائم السياسية البشعة ،ليختار منها أبشعها.
وهو يتوهم أن العالم سيرحل معه الى الماضي الاستبدادي ،لكي لا يرى جُرما في جريمته.
من أنت يا هذا الذي يتلصصُ الآن على قلمي،من وراء سقف الكاف؟
ابحثوا عن كافاتكم يا كتاب ،فخلفها مجرم يتربص بكم.
واحذروا يا قراء من حرف الكاف هذا.
والله لا أعرف لمن أنسبك؛لأنني أربأ ،بكل الإمارات أن تقع اليوم في ما وقعت فيه يا هذا.
نعم لا  أملك أن أدين أحدا، دون حجج دامغة.
لكن من حقي أن أمسك بهذه الكاف المجرمة،التي في حوزتي الآن، التي تتعقب الأقلام ؛حتى وهي لا تقرأ لأحد؛عدا لأشباهها من المجرمين.
لو كات تقرأ لغرست القلم ،وسقته حتى يتجذر و يكبر شجرة للحرية.
وما أحوجنا الى مثل هذه الشجرة.
أمسكُ بالكاف،  الآن ،متلبسة بمحاولة قتل الفكر الحر – وهي لا تستطيع- لأقول لها ما أغباكِ يا كاف الخِضاب الدموي.
ان الذي توهمتِ قتلَه قتلكِ.
فان كنتَ أميرا فقد حفرتَ للإمارة قبرا في تاريخك وتاريخها.
وان كنت رجل دولة ،فقد زلزَلْت أركانها.
وان كنتَ مجرد عاشق للجريمة ؛فقد بُؤتَ بها:
"شمطاء شاب وليدها"
وبئس ما نسمع من تصريحات ،عالية المستوى،تتهافت على الجثة ،كما جوارح الطير ،لتعُب من دمها حتى الثمالة.
ان الذي قتلتيه أيتها الكاف المجرمة قتلك؛والأيام بيننا.
ولا كان هذا العالم الحر القوي ،ان لم يكشف عن مصير رجل، ذهب ليتزوج فقط،فأصبح شهيدا للحرية ،وهي مرتبة أعلى من امارة زائلة..

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا