اِستضافَ السيد ياسين عدنان (مشارف26/09/2018) على قناتنا التلفزية الأولى
غياث المدهون، باعتباره مواطناً سويدياً وفلسطينياً وسورياً (اِنتبهواْ معي يا ناس!)،
وباعتباره أيضاً شاعراً (وهنا الكارثة ما قبل العظمى طبعاً!).
واعترفتْ حنان رحاب على الافتراضي (وهي بالمناسبة، برلمانية باسم حزب
إدريس لشكر وجماعته)، بحجمِ الكراهية التي تكنها لسورية وللسيدة أسماء الأسد، مع بعضِ
السب والكثيرِ من التشفي المقيت...
وما بين عدنان وحنان، بل قبلهما وبعدهما أيضاً... تَحركَ بعضُ المجندين
والمجندات هنا وهناك، على طريق موشي ديان، وفوق أرض مغربِ المشرقِ طبعاً.
حنان هذه، لا شك أنها تدركُ جدليةَ النفْساوِي و"السياسوي"
معاً، أكثر مِمنْ اضطرواْ أو اضطررن إلى كشفِ آفةِ "النفساوي" في حالتها
مع تعريةِ الجوهر "السياسوي" أو "الصبياني" في خرجاتها تعريةً
كاشفة، وذلك منذ أنْ طالبتْ بإعدامِ صحافي مغربي قبل أن يقول القضاء كلمته، ومنذ أنْ
هاجمتْ بشراسةِ "صاحبة المصالح" ما عُرفَ بحراكِ المقاطعة... وربما قبل هذا
وذاك، وهي تحشرُ نفسها في ملف الأزمة في سورية، على خط أمراءِ الخليج وقوى الاستعمار
الأجنبية.
يهمني، هنا والآن، ياسين عدنان وغياث المدهون، ليس لأنهما يساويان شيئاً،
ولكن فقط لأنهما عَبَرَا فينا على إحدى قنواتنا التلفزية الوطنية... وهو ذات العبور
المؤدى عنه، ويبقى في أحسن الأحوالِ في عدادِ الحالة "النفساوية" التي جَرتْ
السيدة حنان رحاب، وغيرهم وغيرهن قلة، الى إعلانِ وإشهارِ الكراهية المقيتة في وجه
أنثى من سورية؛ اسمها أسماء الأسد.
غياث المدهون هذا، الذي فتح له ياسين عدنان حيزاً رسمياً على قناتنا الوطنية
الأولى، اِستغل هذا المنبر الوطني المغربي، ليُمررَ موقفين (وهنا الكارثة العظمى!)؛
الأول، تَم التعبيرُ عنه تحت عنوانِ "الهوية الفلسطينية"، حيث
قال ما مضمونه؛ زرتُ فلسطين (عبر إسرائيل طبعاً؟)، فتأكدتُ أن ما قرأته من أشعار ومن
كتابات تقدم فلسطين بلداً للزيتون والحضارة والجمال، مجرد كذب.. لذلك على فلسطينيي
وفلسطينيات الشتات (حوالي 07 ملايين تقريباً)، أنْ لا يفكرواْ أو يفكرنَ في العودة
إلى فلسطين...؟
وها أنتم ترون، حجم التطابق بين هذا الموقف وبين
الموقف القاضي بإقبار الأونروا، وأهدافه الرامية إلى إقبار حق العودة وتجويعِ ملايين
اللاجئين واللاجئات من أرضِ فلسطين المحتلة، (وعبثاً يحاولون!).
أما الموقف الثاني، فقد تم تمريره تحت عنوان "الهوية السورية"،
حيث لخصه المدهون هذا، في كونه كان من الأوائل الذين حجواْ لدرعة السورية في 2011،
هاتفاً شعار "حرية"، مع إظهارِ الكراهية لرموز الدولة السورية... إلا الشعر
والإبداع، في برنامج ياسين عدنان الذي انتقل من "مقولة الشعر يلطف النفوس والأجواء"،
إلى ظاهرةِ "التكسب" أو مقولةِ
"إن أشباه الشعراء قد يسممون النفوس والأجواء معاً"، بين الناس والدول...
بين المغرب هنا وبين فلسطين وسورية مثلاً...
وهكذا، يكون السيد ياسين عدنان، قد فتح قانتنا الوطنية الأولى، في وجه
مَنْ هَب ودَب(ولو بجنسيات ثلاث أو أكثر؟)، وكذا في وجهِ مَنْ جُندَ لتعميقِ
"الشقيقة العربية" بتعبيرِ المبدعِ دريد لحام مثلاً... وذلك بالتزامن مع
شروعِ أوطان منطقتنا في لملمةِ الأوجاع والآلام والجراحات والخيبات، المُصَدرِ منها
والمحلي أيضاً... وإعادةِ تجسيرِ العلاقات البينية على ضوءِ المستجداتِ والآفاق...
إن بلادنا، وهي تُحَينُ تَمَوْقُعَها الإقليمي والجهوي والدولي على ضوءِ
متغيراتِ الشرقِوالمشرقِ العربي وكل الدنيا، لن تقبلَ أبداً -على الأقل في مؤسساتها
الوطنية- مَنْ تجندَ لخدمةِ أجندةِ ومخططاتِ الخارج عموماً و"الإفْرَنْجَة"
والصهاينة خصوصاً، سواءٌ عن قصدٍ أو غير قصد، سيما وأن بلد الياسمين مثلاً، قد علمنا
أنْ ننتبهَ لمخططاتِ الأعداء حتى إنْ كانتْ من قبيلِ "إظهار الربيع وإخفاء الحافة"،
وبأنْ لا نَهزمَ أنفسَنا بأنفسنا، وبأنْ نعتمدَ على الذاتِ ما استطعنا... وكذا على
"التحالفات والصداقات الدولية الحقيقية" وعلى ربنا دائماً، وذلك في كل الأحوال...