يظل موضوع المخدرات، رغم ما كتب عنه
من بحوث ومقالات ودراسات، بحاجة ماسة وملحة إلى اهتمام المختصين في الطب وعلم
النفس وعلم الاجتماع، كما في علم الاقتصاد وعلم السياسة، لما يشكله من خطورة على
الإنسان هنا، وفي كل مكان في الأرض.
لقد استيقظ العالم في بداية هذا القرن ليجد المخدرات في متناوله، تلطف من ويلات
حروبه وأهوالها، ولكنه في نهاية القرن وجد نفسه أمام كارثة تهدد بفناء الإنسان
والقضاء على قدراته وحضارته، إذ توسعت زراعتها وتطورت صناعتها، كما توسعت وتطورت
أسواقها في شتى أنحاء العالم، ليصبح عدد المدمنين عليها بمئات الملايين، غالبيتهم
من الشباب، في الدول الغنية والفقيرة على السواء، إلا أن المجموعات البشرية التي
تنتجها، مازالت هي الأكثر تخلفا في الحقل الاقتصادي والاجتماعي والفكري، ومناطقها
مازالت هي الأكثر تخلفا في الحقل الاقتصاد والاجتماعي والفكري، ومناطقها مازالت هي
الأكثر تعرضا لإهمال السلطات المسؤولة عنها.
في هذا الملف الخاص، نقدم للقارئ، قاموسا يحتوي على مختلف أنواع المخدرات
الطبيعية، والكيميائية والمصنعة الأكثر انتشارا في المغرب وفي العالم، مرتبه حسب
الحروف الأبجدية، ومتضمنة أهم المعلومات عن منشئها وتاريخها وتأثيرها على العقل
والصحة.
إننا تعاملنا مع مادة المخدرات، من منطلق “اعرف عدوك” لتتجنبه، أو
لتحاربه. ونعتقد أن الوضع الراهن للمخدرات في بلادنا اليوم، يفرض علينا أن نتعرف
أكثر على أخطارها المحدقة… والقاتلة.
– أ –
الأفيـون
هو عصارة نباتية تستخرج من غلاف الخشخاش، والخشخاش نبتة جميلة المنظر، ذات أوراق
بيضاء وبنفسجية، بعد سقوط توجياتها، يحز المزارع الغلافات بخطوط مستطيلة أو أفقية
في أماكن عدة، بواسطة آلة صغيرة تنتهي بثلاث شفرات متوازية، فيخرج عصير سائل على
شكل قطرات تشبه قطرات الحليب، لا تلبث أن تجمد، فتقشط بواسطة مقشطة بعد 24 أو 48
ساعة، مجموع هذه القطرات يعطي الأفيون الخام غير الصالح للاستعمال قبل تجهيزه.
يعود استعمال الأفيون إلى أزمنة وحضارات بعيدة، كان الفرس والمصريون القدامى على
علم بزارعته، وقد اكتشفت مخطوطة تعود إلى ألف وخمسمائة سنة قبل الميلاد، تتكلم عن
الأفيون. كان هيبوقراط يصفه في حالات مرضية عدة، ويقال أن الأمبراطور الروماني
“مارك أوريل” (Marc AURELE) كان من أوائل المدمنين المشهورين عليه، دخل الحضارة الصينية في
القرن الثامن للميلاد، وكان استعماله طبيا بحتا خصوصا لوقف حالات الإسهال، ولم
تبدأ وتنتشر عادة تدخينه إلا في أوائل القرن الثامن عشر، وقد شجع الانكليز تفشي
هذه الآفة لدى الصينيين، كان الأطباء العرب على معرفة تامة باستعماله منذ القرن
التاسع للميلاد، في الهند لم يعرف إلا في القرن السادس عشر، كذلك لدى العثمانيين
الذين كانوا شديدي التعلق بتدخينه في هذه الفترة من التاريخ.
لم تعرف أوروبا الأفيون قبل القرن الخامس عشر وكان استعماله طبيا فقط.
يستعمل الأفيون ومشتقاته بطريقة التدخين أو تناوله عن طريق الفم أو طريق الحقن تحت
لجلد، حيث أن هذه الطريقة تظهر أثار الأفيون بسرعة، كما أن متعاطى المخدرات يصنعون
أنواعا خاصة من أدوات الحقن بجانب الإبر الطبية.
يحدث استخدامه تأثيرا كبيرا على الجهاز العصبي المركزي، ويحدث لمتعاطيه ضعفا عاما
في الأداء العقلي والجسدي وقيء مع جفاف بالفم والرغبة في النوم، وانخفاض في معدل
التنفس، مما قد يؤدي إلى توقف الرئتين والوفاة، وكذلك فقدان الشعور بالألم.
في السنوات الأولى لاكتشافه، كان بيعه
حرا غير خاضع لقانون المخدرات، ووصفه الطبي سهلا ككل دواء حديث الاكتشاف وجيد
الفعالية، لكن بعد ظهور حالات الإدمان وتكاثرها بين المستهلكين، حصل تغيير في
النظرة الطبية إليه، ولم يعد يوصف إلا في الآلام الحادة وتحت المراقبة الشديدة، إذ
دخل لائحة المواد الممنوع بيعها في الصيدليات
– ح –
الحــشيش
الحشيش، ويسمى أيضا القنب الهندي،
نبات متوحش ينمو في مناطق معتدلة، علو نبتته تتراوح بين مترين وستة أمتار وهي على
نوعين: ذكر وأنثى، عندما تنضج النبتة الأنثى، تفرز زهرتها مادة سائلة تستخرج
وتجهز.
الوريقات والأزهار والسيقان المجففة، أكانت ذكرا أو أنثى، تعطى الحشيش الذي يتغير
اسمه من بلد إلى آخر.
سائل زهرة الأنثى فقط، يعطي الحشيش الذي يسمى في المغرب الكيف/ “بانغو” في
السودان/ “شيراس” في “الهند”/ “دغا” في إفريقيا الجنوبية/ “لبامبا” في البرازيل
إلخ).
وردت أول إشارة عن الحشيش في مؤلف للامبراطور الصيني –شينج نانج سنة 2737 ق.م وقد
سمى هذا النبات بأزيد من 350 اسم مما يدل على شهرته وقدمه.
وتذكر بعض الكتب، أن تاريخ ظهور هذه
العشبة عربيا وافريقيا وعالميا كان في القرن الثاني عشر الميلادي وبالضبط سنة
1175، انطلاقا من بلاد التتار أو البلاد الهندية، إلا أنها لم تصل المغرب من هذه
البلاد بل جاءته من بلاد السودان في عهد الدولة السعدية حينما حمل بعض السودانيين
معهم الفيل إلى السلطان أحمد المنصور السعدي، فكانوا من الذين يتعاطون لهذه العشبة
تدخينا “وتنفيحا” فحملوا معهم بذور هذه العشبة، ومن ثمة انتشرت في المغرب، وبقيت
إلى يومنا هذا.
هناك رأيا آخر يرى أن ظهور العشبة في
المغرب يرجع إلى زمن بعيد إلا أنها كانت محصورة الاستعمال وغير مشهورة، وهو رأي لا
تدعمه القرائن ولا تشهد عليه الأدلة والحجج، لأن النقاش الفقهي حولها لم يظهر إلا
زمن السعديين.
وفي العصر الحديث تركز الحشيش في
المغرب على يد الدول الأوربية خاصة: اسبانيا.
– د –
ديوكامفين
مزيج من “كامفوسلفونات الصوديوم”
و”كوديتيلين”. يستعمل ضد الأوجاع الحادة خاصة مرض “الزونا” ولكنه يسبب حالات إدمان
سريعة من جراء استعماله، فهو يسبب حالة هوان، وتبعية نفسية قوية، رغم أن تبعيته
الجسدية ليست بقوة تبعية المورفين أو السيدول مثلا.
– س –
سوسيغون
مركب كيماوي، يشبه في تأثيره
المورفين، فعاليته الرئيسية ضد الآلام، يبدأ مفعوله بعد الحقنة في العضل بخمسة عشر
أو ثلاثون دقيقة ويدوم من ثلاث إلى خمس ساعات. يوجد أيضا على شكل أقراص.
حاليا، يوجد بكميات كبيرة في السوق السوداء، باروبا والشرق الأوسط وعدد لا بأس به
من الشباب مدمن عليه، إذ يجر إلى تبعية جسدية ونفسية ويسبب حالة إدمان قوية، تؤدي
إلى الجنون… وإلى الوفاة أحيانا.
– ق –
القــــــات :
القات كلمة عربية مشتقة من اللاتينية Catha edulis وهو نبات من
الفصيلة السيلاستراكية التي تزرع في المرتفعات الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة
العربية منذ سبعة قرون، تمضغ أوراقه كمنبه، فتنتج شعورا بالنشاط والخفة يعقبه شعور
بالإحباط.
شجرة القات نبتة ليست في الأصل يمنية،
بل كان استيرادها من بلاد الحبشة في وقت سابق، فاستطابها اليمنيون، ونشطوا في
غرسها والعناية بها، وتلاءمت بنجاح مع الظروف المناخية في اليمن ومع خصائص تربتها،
وتوسعت عمليات غرسها في عدة جهات من البلاد، واتسع الإقبال عليها من طرف الأهالي.
– م –
الماريخوانا :
تتكون بصفة عامة من الأوراق والأجزاء العليا لزهرة إناث نبات القنب (كانابس
ساتيفا، كانابس انديكا) التي تزرع في عدة أجزاء من العالم، ويمكن زراعتها في
الأماكن الباردة، وتستعمل سيقان هذا النبات وعلى وجه الخصوص النباتات المذكرة في
صناعة الحبال والخيش.
تدخن الماريخوانا في بعض البلاد الأروبية وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تؤدي
إلى الإدمان، وإلى أمراض القلب والتنفس والأمعاء.
مسكــالين :
– المسكالين: استخرج سنة 1919
من أحد أنواع الصبير الذي ينمو في أمريكا اللاتينية، من الممكن أيضا الحصول عليه
بطريقة مصنعة في المختبر، من أحد أنواع الفطور في المكسيك. وهو يستعمل لدى الهنود
أثناء طقوسهم الدينية. مفعوله يشبه إلى حد كبير مفعول ال “ال.اس.دي” الذي تمت
الإشارة إليه في حرف الألف من هذا المعجم، لكن الأعراض التي تظهر من جراء تناولهما
أقل شدة وحدة، على أن “المسكالين” يسبب تقيوءا واستفراغا أكثر من غيره، كما أنه
بعد تناوله تظهر اضطرابات انفعالية حادة تفوق التي تظهر مع باقي مواد الهلوسة.
المــورفيـن :
هو أحد أهم مشتقات الأفيون.
الاسم مشتق من اليونانية “مورفيوس”.
اكتشفه الكيميائي الألماني “سرترنر” حوالي سنة 1805. يقول الفرنسيون أن الكيميائي
الفرنسي “سيغان” الذي كان يعمل في جيش نابليون، هو الذي اكتشفه سنة 1806، ربما ثم
الاكتشاف بفارق قصير من الوقت، لم تكن الاتصالات وتبادل المعلومات العلمية في ذاك
العصر تسمح بمعرفة ما اكتشف في هذا البلد أو ذاك، بالسرعة التي تتم في عصرنا
الحالي.
لم ينتشر الإدمان عليه إلا في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، من جراء استعماله
في المستشفيات، فكما يحصل مع معظم الأدوية المكتشفة، بولغ في استعماله، لاعتقاد
الأطباء أنه دواء “عجيب”، لا يزال هذا الاستعمال، احد أسباب الإدمان في أيامنا،
لكن بنسبة أقل بكثير من الماضي، لأن تقدم الأدوية، ومعرفة المخاطر، والتشدد
القانوني، جعل الأطباء يقللون من وصفه الطبي. رغم ذلك، لا زال من أكثر الأدوية
المؤدية إلى الإدمان القاتل.
عندما حوصرت باريس سنة 1870 عدة أشهر من الجيش الألماني، كانت نسبة كبيرة من
سكانها قد أدمنت على المورفين، كذلك حصل أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى في
فرنسا وألمانيا.
– هـ –
هبروميت :
أنتجت في عام 1950م، وتوجد منها أنواع: ميلثاون، اكونيل، اسكيه، باميت.
وجميعها تؤدي إلى الإدمان القاتل.
هيدرات الكورال:
التي بدأ انتاجها في عام 1762م، وهي
ذات طعم مر، وتوجد على هيئة محلول، أو كبسولات جيلاتينية.يؤدي استعمالها إلى تنشيط
العضلات… فالإدمان القاتل.
الهيرويين :
مستخرج مصنع ينتج عن تحويل كيمائي للمورفين.
هو أكثر المخدرات سمية، وأخطرها على المدى القصير والبعيد.
على المدى القصير، هناك خطر تناول عيار مكثف، لأنه من الصعب معرفة نوعية مسحوق
الهيرويين والكمية الحقيقية الموجودة فيه، فالمهربون يخلطونه بمواد أخرى بقصد
الغش والربح، ويحصل الموت المفاجئ يتوقف القلب والتنفس.
على المدى الوسط، تنشأ تبعية قوية واستعباد تجاه المخدر، كما تظهر الأمراض الجسدية
كالالتهابات الجلدية والتهاب الكبد الفيروسي.
على المدى الطويل، يؤدي الإدمان على الهيرويين إلى حالة انحطاط وتدهور جسدي وعقلي.
– و –
الوكسيكودون:
ويتم تركيبها من مادة الثيباين التي
تشبه الكرادائين، ويؤدي الإدمان عليها إلى الإحباط، ثم إلى الهلوسة، فالانتحار.