-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

في خيانات البشر نثور،نعاقب، ونغضب، ونقاطع فماذا تفعل لو خانت المعرفة؟ بقلم هناء السعيد

تراجع صلاحية طعامك وتختاره وتضبط مذاقه ليروق لك ولذة الأكل ثواني، وضرر فساد الصلاحية هين، ولا تراجع بنفس الألية الحريصة معارفك التي تغلق عليها خزانة
عقلك وتحدد مصير حياتك!! عقليتنا “العربية ” تعيش علي الموروث وتقيس صلاح اللحظة الراهنة به واذن حركة الحاضر منه اولا. فالموروث ليس ماضي في ذهننا -كما مفترض ان يكون- فهو لم يؤرخ ولم يوضع في سطره المكتوب. وضمنا تبرمج العقل أن موروثك مصيرك المحتوم الذي لا فرار منه. نحمله بكل مافيه – وفيه مافيه- دون استثناء ولا فرز ووضعنا دستور كتبناه كوشم ( عار الأجداد شرف ) وبه صار الموروث هو كل المعرفة، هو كل شيء وإن فني فداه كل شيء. فحصرنا نتاج هذه الفعلة التي اقترفتها ايدينا فكان الناتج جمود/ تخلف/ فرقة / غربة وغرابة ( بالمعني السلبي لهما ). الحقيقة أنك تساوي ماتعتقد، ونحن صدقنا بل ءامنا بالسلف. والجزاء الوفاق العادل لمن ءامن بالبشر الناقص هو ( النقص ). ونصيب من عطل ملكاته أن يعيش جسد ميت بروح من أرشيف التاريخ. خانتنا المعرفة لما سألناها،، بماذا أفادتنا الآن ؟؟ أيتها المعرفة الخائنة.. لدينا مخلوقات دينهم اسم في بطاقة، هيئة منتحلة من حقبة زمن تخيلوه الأفضل، يؤدون أوراد وحركات بلا مضمون ولاغاية ولا أثر لها في واقعهم الحي لا (المستعار ). صرنا مسلمين بلا إسلام، لأننا اختلفنا عنه وخالفناه وقد نزل بالتدبر والفهم، واعتنقنا تجارب السابقين معه كدين، ولم تكن لنا مع ديننا تجربة. فنحن علي دين الأباء.. ولسنا علي دين مُحمد. أليست هذه خيانة لله وللرسول وللدين ؟؟ لا أخفيكِ يا خائنة أن العيش بفكر لاننتمي له أنشأ فجوة تري من أخر المجرة. فجوة بين القول والفعل. فالقول هو صدي صوت من آلاف السنين يفتي في أزمات عصر التكنولوچيا. عصر تزرع فيه ( الرأس ) نعيش فيه بفكر يقطع الرأس. في عصر مناقشات تفتح آفاق وتبني جسور تواصل ننغلق ونختبيء لأننا نخشي علي ضياع هويتنا المنسوبة لنا زورا ونسمي الفكر ( غزو ) فنركض لنحتضن تراب الجدود ونلقيه في وجه كل محاولة تجديد وإصلاح. يا خائنة،، الخيانة كانت لأنفسنا بالوفاء الأعمي والعشق المقدس لمعارف فرضت علينا، وتحميها كأنك بانيها وربما لاتدري ما الموجود أصلًا فيها. والحل ” ثورة ” كما ثورنا علي الخونة فالعقل والإنسانية والحياة أيضًا كالوطن الذي يحلم بالحرية..وطن بلا خونة ومعرفة ان خانت هانت دون فصال ولا تردد. وأن نسمع تحذير النذير : لا تفتح الموروث.. الموروث فيه فكر قاتل. وكما أوصي حكيم ولده فقال : تركت لك هذه الكتب فإذا رأيتها تخونك فاجعلها طُعمة للنار.. فما بالكم بخيانة معرفية طائفية عنصرية جاهلية تراثية صنفت مسجد الصوفية ( مسجد الروضة بالعريش ) بأنهم ” مبتدعة” وازهق الوارث الملعون روحهم وهم يصلون في بيت الله صلاة الجمعة 24/11/2017..لقد قتلت المعرفة الخائنة ماتجاوز ال 300 نفس في نهار واحد.. ولم تكن هذه أول جرائمها، ولن تكون أخرها إذا لم نقتص منها ونقتلها كما قتلتنا. ومايبكي ويضحك ان حماة هذه الخائنة ذهب النوم من عيونهم ليس حزنا علي الشهداء انما بحثا عن مخرج يُنزه حرم معرفتهم القاتلة..المعرفة عندهم اولي من الحياة. استنجد بجبلتكم التي تنفر من الخيانة وتبغضها أليس من الغباء أن نحب خائنة ونضحي لأجلها ونُبقي عليها !!! المصدر : مصر المدنية

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا