يشكّل "الإعلان" التلفزيوني على القنوات العربية موضوع الملفّ الذي يخصّصه العدد الثالث لعام 2018 من هذه المجلّة. إذ يقترح أربع مقالات ودراسات تناولت فيها ثلّة من
الخبراء والجامعيين الإشهار من جوانب عدّة، ذلك أنه اكتسح الشبكات البرامجية الإذاعية والتلفزيونية في المدار العربي، حتى بات محرّكا لمختلف القنوات العامة والخاصة، ومحرارًا دقيقا يضبط درجات نجاح البرامج وكذلك القنوات.يطرح المقال الأول تساؤلات تتصل بالإطار المفاهيمي للإعلان التلفزيوني، ويركّز على الأسباب الكامنة وراء بحث المستشهرين وشركات الإعلانات والمؤسسات الصناعية والتجارية عن مساحات إشهارية في وسائل الإعلام للتعريف بسلعها ومنتَجاتها، هذا إلى جانب تأثير الإشهار على السلوك الاستهلاكي للمتلقّي.
ويستعرض المقال الموالي أهمّ ما جاء في الدراسة التي نشرها المرصد الأوروبي للسمعي البصري حول التطوّر الذي شهدته سوق الإعلان التجاري عبر الوسائط الرقمية على شبكة الإنترنات في أوروبا خلال سنتي 2015 و2016.وفي هذه الدراسة تحليل بالأرقام الموثّقة لتنامي ظاهرة الإعلان عبر الوسائط الرقمية، مقارنة بسوق الإعلان عبر الوسائط التقليدية الأخرى.
كما يخصّص مقال آخر للإشهار التلفزيوني والطفل والشروط الإبداعية للإشهار الموجّه إليه والمبادئ التي يستوجب توفّرها فيه.
ويتوّج الملفّ بدراسة تعرض لتجربة المغرب في ميدان الإشهار. وتحاول الإجابة عن عدّة إشكاليات، من بينها هل أنّ الآليات القانونية المتوفّرة باستطاعتها التوفيق بين رهان حفز الاستثمار وحماية الاستهلاك ؟ وإلى أيّ مدى يحظى البعد المهني والأخلاقي في هذا الشأن ؟
افتتاحية المجلّة تطرّق فيها المدير العام المهندس عبد الرحيم سليمان إلى الاستعدادات الجارية للاحتفال بخمسينية تأسيس الاتحاد. وذكّر بأهمّية انعقاد أول جمعية عامة لهيئات الإذاعة والتلفزيون العربية يوم 9 فبراير 1969 بالعاصمة السودانية الخرطوم، حيث رسمت معالم الطريق لهذه المنظمة المهنية المتخصّصة، التي توفّقت بفضل جهود القائمين عليها إلى الاضطلاع برسالتها الإعلامية والحضارية والتكنولوجية كأحسن ما يكون، ووفق رؤى تقدّمية ومناهج عصرية.
كما تحدّث المدير العام في مستوى آخر عن "الإعلام الجديد" وانتشاره الواسع في العالم اليوم، وما أحدثه من تحوّل نوعي طال المجالين الإعلامي والاتصالي. كما توقّف عند تأثيراته البيّنة على وسائل الإعلام التقليدية (الإذاعة والتلفزيون) والمتمثّلة في تغيير أساليب اشتغالها ومناهج إنتاج المضامين الإعلامية وضوابطها ووسائطها، مشيرا إلى حرص الاتحاد على التفاعل مع هذا الوافد، من خلال تحديث أنظمته الاتصالية، ومبادرته إلى إنشاء لجنة الإعلام الجديد والدور المنتظر منها لمسايرة التطوّرات الحاصلة في الشأن والانخراط في أنساقه.
الإذاعة تستعيد عهدها الذهبي، هي الخبر الذي يتصدّر الركن التكنولوجي القارّ في المجلّة، وذلك عبر التحوّل إلى البثّ الرقمي، ويتوقّع الخبراء أن تسجّل قريبا قفزات كبيرة، حيث إنّ أغلبية المستمعين تتابع الإذاعة الرقمية، بدلا من التردّدات القديمة على آف إم.
ويطالع القارئ مقالأ يعرّف بتقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم VARالتي اعتمدت رسميا في كأس العالم لكرة القدم 2018، ويرسم خارطة انتشارها وطنيا ودوليا، موضّحا مدى الإقبال عليها في المنطقة العربية. كما يتناول بالتحليل منزلة الرياضة بشكل عام وكرة القدم بصورة خاصة ضمن تطبيقات التكنولوجيا الحديثة، ومستقبل العلاقة بين التكنولوجيا والتلفزيون من ناحية كرة القدم، في ضوء استخدام هذه المنظومة.
ويتضمّن العدد مواضيع أخرى هي من صميم مشاغل الإعلام السمعي البصري العربي واهتمامات العاملين فيه وتطلعاتهم.
تصفح وتحميل العدد الجديد من مجلة الإذاعات العربية