إحراق العلم المغربي بباريس
نهاية الأسبوع الماضي، في لقطة تافهة ،فاقدة لأي معنى أو مسؤولية، من طرف انفصالية
منحدرة من مدينة الناضور ومن معها، أثار
موجة عارمة من الغضب داخل المغرب وخارجه،
لا باعتبار هذا الحدث المشين جريمة نكراء يعاقب عليها القانون فقط، ولكن أيضا لأنها
خدش للشعور الوطني، ولان العلم الوطني خط احمر، لا يحق لأي كان انتهاكه، المساس به
جريمة لا علاقة لها لا بحرية الرأي، ولا بإيديولوجية سياسية ،بقدر ما لها علاقة بالإساءة
إلى رمز الهوية الوطنية.
نعم، هناك من قال إن الاستبداد والاحتكار
وفساد القضاء ونشر الرذيلة ونهب المال العام وبطالة الخريجين والتضييق على الحريات
هي السبب في دفع تلك الجماعة إلى ارتكاب هذه الجريمة النكراء، ولكن الكل يقول بصوت
مرتفع، العلم الوطني خط احمر يتجاوز كل الخلافات الداخلية.
وهناك من قال أن بمغرب اليوم من يحرق
الوطن ألف مرة في اليوم، ومن يغرس أصابعه في جراحاته دائما وباستمرار، ولكن مع ذلك
يبقى بالنسبة لهم حرق العلم الوطني جريمة لا تغتفر، لان العلم رمز فوق الخلافات، إن
إحراق العلم تعبير عن مراهقة سياسية وعملا صبيانيا وسلوكا همجيا يسئ للوطن وهويته
وقيمه وهو ما جعل ردود الفعل قوية إعلاميا وسياسيا واجتماعيا ،داخل المغرب وخارجه.
إن الأمر يتعلق برمز من رموز السيادة،
وبفعل يفتقد لأي معنى، وبعمل جبان، مستفز للشعب المغربي بكل طبقاته ، وخطيئة لا
يغسل عارها أي من التبريرات السياسية، وهو ما جعل كل النخب الغاضبة، كل المجتمع
المدني يطالب النيابة العامة بالتحرك السريع ضد مرتكبي هذه الجريمة السوداء
لمواجهة العقاب المستحق لها.
أفلا تنظرون... ؟