-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

نداء من منظمة "أفاز" 2020 العالم في مواجهة المتصيدين‎

ملاحظة: هذه ليست حملة من حملات آفاز المعتادة، لكن بعدما أجرينا استطلاعاً للرأي، صوت ٩٠٪ من أعضاء آفاز ممن شاركوا في الاستطلاع لصالح إرسال هذه الرسالة لجميع أعضاء مجتمعنا…
أصدقائي الأعزاء حول العالم
خاضت آفاز معارك عدة خلال العقد الماضي، وتمكنت من تغيير القوانين والتشريعات والسياسات حيال قضايا عدة، محققين بذلك انتصارات هامة للغاية.
لكن ذلك لم يكن كافياً.
لأن هناك بعض الأمور التي تملك تأثيراً أقوى من القوانين والسياسات. وهي الثقافة والقيم والمعتقدات التي يؤمن بها الناس. وفي وقت نحاول فيه تغيير السياسات والقوانين، كان الخوف والغضب وفيسبوك والكرملين يعملون بدورهم على تغيير آراء الناس وتهديم قيمهم.
ما يحدث أشبه بصراع كبير من أجل معنى وجوهر الإنسانية. صراع بين الأمل واليأس، بين الثقة والشك وبين الحقيقة والكذب وبين الخوف والحب، بين التعصب القبلي والوحدة وبين الحكمة والجهل. وهو صراع مستمر في داخل كل مجتمعاتنا وفي داخل كل شخص منّا.
قوات النخبة في أحد طرفي هذا الصراع: المتصيدون/the trolls. وسواء كانوا متصيدين لأنهم مأجورين أو لأنهم يعانون من عقد نفسية ما، فإنهم ينشرون سماً اجتماعياً على نطاق واسع.
لكن ذلك لا يجعلنا في الطرف المقابل لهم من الصراع. لأن الحقيقة هي أن في كل شخص منّا متصيد قد يظهر فجأة تحت وطأة ظرف ما. وهنا يأتي دور آفاز.
المتصيدون/the trolls أو النزعة باتجاه التصيد الموجودة بداخلنا، سلبت الكثير منّا -- شبكات تواصلنا الاجتماعي والكثير من وسائل الإعلام والسياسة، بل إنها باتت تؤثر حتى على علاقاتنا الشخصية والعائلية.
رغم سوداوية هذا المشهد، إلا أننا نملك القدرة على جعل عام ٢٠٢٠ بداية عقد جديد نسترد فيه كل ما سُلب منّا.
وعلينا أن نبدأ بأنفسنا، من خلال الالتزام بمجموعة من المبادئ لاتباعها سواء في حياتنا اليومية أو على الإنترنت، من أجل السيطرة على المتصيد في داخلنا (تم إجراء استطلاع للرأي بشأن هذه المبادئ، وجرى اعتمادها بناء على اختيارات المشاركين في الاستطلاع من أعضاء آفاز)


١- السيطرة على المحفزات السلبية
تضعنا المحفزات السلبية في حالة من الغضب والخوف. ونحن معرضون لها بشكل دائم، ما قد يدفعنا إلى القيام بردات فعل نابعة من الغضب والخوف. لكن إن تمكنا من السيطرة على محفزاتنا السلبية، وهي غالباً ما تكون ناجمة عن عدم الشعور بالأمان نتيجة لحدث أو ظرف ما، فلن ننزلق لنكون من المتصيدين وستتحلى أفعالنا بالحكمة لأنها ستكون نابعة من الشعور بالحب والتفهم والتضامن.
٢- التحلي بالحكمة
نستطيع كبشر، عندما لا نكون في حالة من الغضب والخوف، الإصغاء بعمق إلى وجهات نظر الآخرين، كما نستطيع الإصغاء إلى ذلك الصوت الهادئ بداخلنا يدعونا إلى التحلي بالحكمة. يمكنكم أن تدعوه بصوت الضمير أو صوت العقل أو بالحدس. لكن، وبغض النظر عن التسمية فإن ذلك الصوت موجود دائماً وجل ما علينا فعله هو الإصغاء جيداً له.
٣- التحلي باللطف مع القوة
يمكن أن يتحول اللطف إلى جبن إن لم يكن مصحوباً بشيء من العزيمة أو القوة. والعكس صحيح أيضاً، فإن لم تكن القوة مصحوبة باللطف فقد تتحول إلى تنمر وبلطجة. نحن بحاجة إلى مزيج من الإثنين من أجل النجاح في حماية ما نهتم لأجله.
٤- الامتناع عن نشر الشائعات والسعي وراء الحقيقة
يتم نشر الأخبار والمعلومات الكاذبة وأنصاف الحقائق إما بسبب الخوف وقلة الوعي وإما تنفيذاً لأجندات معينة، وفي بعض الأحيان تثير هذه الأخبار والشائعات غضبنا لتخرج أسوأ ما فينا. البشر محترمون بطبيعتهم، لكننا عاطفيون أيضاً. وهو ما يجعلنا نتأثر سريعاً بالأخبار المريعة وقد نتبناها لتبرير عدائيتنا مع الآخر. دعونا نبتعد في العام الجديد عن شيطنة الآخرين، والسعي وراء تقصي الحقائق على الدوام.
إن عبرت هذه المبادئ عنكم، اضغطوا هنا للتأكيد على الالتزام بهم بنقرة واحدة، وشاركونا تعليقاتكم. دعونا ندعم ونُلهم بعضنا البعض من أجل تحسينهم وتطويرهم. أحياناً حينما تتصرف مجموعة صغيرة من الناس بطريقة معينة، يصبح هذا السلوك محفزاً إيجابياً للإسراع في التغيير نحو الأفضل. ويمكن لآفاز أن تلعب دور هذا المحفز.
تخيلوا أن نعيش في عالم حيث يتبع فيه البشر قيماً ومبادئ كهذه. قد نختلف مع بعضنا البعض حيال العديد من القضايا، لكن هذا الاختلاف لا يجب أن يكون عنيفاً أو مجرد نقد تافه، بل يجب أن يتحلى بالاحترام والمعنى. تبقى التعددية والاختلاف سمة جميلة في الإنسانية، حتى وإن دفعنا الاختلاف إلى الاشتباك فيما بيننا أحياناً. لكن التحلي بالنبل واجب في جميع الأوقات ومهما كانت الظروف.
ربما هكذا هي ماهية الإنسان الحقيقية.
أو ربما هذي هدية المتصيدين لنا: أن ننر إليهم ونقول أنهم لا يشبهوننا وأننا لن نتحول لنكون منهم أن نتمكن من الإصغاء إلى ذلك الصوت في داخلنا من أجل التقدم بإصرار لكي نعبر عن جوهر الإنسانية التي نريد لها أن تسود في عالمنا.
مع الأمل والحب،
ريكن وفريق عمل آفاز

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا