صدر لمحمد بنيس عن دار توبقال ديوانه الجديد الذي يحمل عنوان “يقظة الصمت”، في 240 صفحة. يتألف الديوان من عشر قصائد، هي: ليل الحروف، استكشافات، من
أرض إلى أرض، صمت يضيء هارلم، ليل ونهار، بلاغة مضادة، أرض بدماء كثيرة، لا يغيب، المقام، من هنا. قصائد الديوان طويلة، وبعضها يشمل قصائد قصيرة.
“يقظة الصمت” تجربة يدخل بها الشاعر إلى عالم اليوم وعالم الدواخل في آن، من خلال استحضار الصمت، الذي هو صمت يقظ؛ صمت لا يشبه الصمت الذي تعودنا على أن معناه القبول والرضا، أي الاستسلام لزمن يقسو على الإنسان كما يقسو على الحرية. بل هو صمت المقاومة المبدعة. لذلك فإن هذا العمل الشعري دعوة للسفر نحو الصمت. صمت يخترق الضجيج المتعدد الأشكال، وقد تحول إلى حاجز بين الإنسان والعالم، بين الإنسان والحرية، بين الإنسان والمجهول. بالصمت تفتح القصيدة مغالق لا نراها بسهولة، لشدة الضجيج. والشعر، هنا، انتقال عبر الصمت إلى تعرية عالم العنف والمظالم والكذب والهيمنة، فيما هو تجربة اللقاء بعوالم الحيوي، المقاوم، الراحل نحو أراضي المواجهة والضوء واللانهائي.
من أجواء الديوان:
الصمت بلاد تظهر من جهة الأنفاس
لا يبلغها أحد
يخشى
أن يبقى محروماً في الليل
وحيداً يبحث عن
أثر من دون ضجيج
تكتمه الأحجار
في السر هناك
تتوقف عند الباب بطيئاً
تكتب آيتك الأولى
عين في صحن في مرآة
لا قبل
أمامك
لا بعد
حروف تسقط في بحر أعمى
قطرات الشك على صفحات كتاب
