أعد الملف - أحمد
الطراونة «ما زلت غير قادر على طباعة أيّ جملة على هذا الحاسوب، وما زلت أكتب بيدي
وبقلم رصاص، وأستخدم الممحاة للتعديل..»، هكذا يقول روائي مكرّس أثرى الساحة
الأدبية بأعماله وظفر بجائزة عربية مهمة.
مساحة شاسعة بين وجهتي نظر لكاتبين من جيلين ما يزالان يجلسان على أريكة واحدة، وهما تتفاعلان مع هذا المحيط الرقمي الذي بدأ غريبا علينا، أو بدأنا غرباء فيه، نلهث خلف سياقاته التي يبنيها سوانا وتجرفنا كسيل عرم.
وما بين نص بسيط يُكتب على عجل في صفحة (فيسبوك) أو (تويتر) أو غيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، ونص تفاعلي يستخدم كل ممكنات التكنولوجيا، هنالك مساحة شاسعة اختلطت فيها المصطلحات واختلف فيها المشتغلون في هذا الفضاء الافتراضي الواسع ما بين مؤيد ورافض، لتنفلت أسئلة كبرى تستفز راهنية الشكل السائد للإبداع، وتمضي إلى عمق علاقة هذا الراهن بالمستقبل، ومدى قدرتنا على الانخراط فيه وسط دهشة مرعبة خلقتها فجوة رقمية واسعة بيننا وبين الآخر الذي نروم اللحاق به.
منذ فترة ليست بعيدة شاع ما يسمى «الأدب الإلكتروني»، ثم «الأدب الرقمي»، ثم «الأدب التفاعلي»، وغيرها من المصطلحات، فاختلطت المفاهيم والمقاصد على غير الباحثين والمتخصصين، لكنها جميعها تصب في تعريف طبيعة العلاقة بين الأدب والتقنية.
في هذا الملف تتساءل الرأي عن الحضور الإبداعي الرقمي للعرب، وهل واكب تحولات هذه القفزة الهائلة في التقنية أسوة بالتجربة الغربية التي شهدت عملية تأليف وإنتاج أدبي رقمي واسعة بفعل إيجابية وحيوية الشروط التقنية والمعلوماتية، أم إننا ما نزال نراوح مكاننا، وما نراه ليس سوى تجارب إبداعية فردية لا تجد أيّ سند نقدي يسهم في تطويرها أو تجذيرها ضمن جنس إبداعي مستقبلي، بسبب الخوف من «الجديد»؟ وكيف يمكننا تحليل علاقة الثورة الرقمية بالإبداع من جهة التحديات والآثار؟