استحوذت قصص وأخبار فيروس "كورونا المستجد (Covid-19)" على مساحات كبيرة من التغطية الصحفية التي تجريها وسائل الإعلام العالمية،
حيث تترقب غرف الأخبار أرقام المصابين، والوفيات، والمتعافين، وأسباب الإصابة، وطرق الوقاية، واكتشاف مصل جديد للمرض وغيرها من الموضوعات التي تشغل اهتمام الصحافيين وجمهور المستخدمين حول العالم، وبالتالي أصبح لزاماً على الصحافيين تطبيق المعايير المهنية والأخلاقية عند الكتابة عن "فيروس كورونا" لتخفيف حدة التوتر الذي يشعر به الجمهور، ولايقاف ماكينة الشائعات، والأخبار المضللة التي يروجها الكثيرون.
وتقدم لكم "شبكة الصحفيين الدوليين" دليلاً مهنياً لقواعد الكتابة الصحفية عن "فيروس كورونا" ليكون نموذجاً يحتذى به لقيادات غرف الأخبار، والصحافيين، حيث يقدم لنا د."ياسر عبد العزيز" الخبير الإعلامي، ومدير مكتب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بالقاهرة أهم المعايير المهنية والأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها الإعلاميون أثناء تغطية الأخبار والموضوعات المتعلقة بفيروس "كورونا"، وذلك على النحو التالي:
- القاعدة المهنية الأولى هي السلامة المهنية للصحافيين لأنهم من أكثر الفئات التي تتواجد في البيئات الميدانية التي قد يتعرضون فيها للإصابة بالأمراض مثل التحدث مع المصابين، والتواجد في المستشفيات، وبالتالي يجب أن يحافظ الصحافي على صحته وسلامته من خلال إتباع الإجراءات الوقائية، فالكثير من الصحافيين يفكرون في السبق الصحافي عن سلامتهم الشخصية وهذا خطأ كبير.
-إحداث التوازن بين تغطية موضوعات "كورونا"، وتلبية احتياجات وأولويات الجمهور من الخدمات الإخبارية، فيجب عدم الإخلال بحق الجمهور في المعرفة وخصوصاً لأن موضوعات "فيروس كورونا" تحتل مرتبة متقدمة في أجندة وسائل الإعلام في الدول المختلفة، كما ينبغي علينا عدم التفريط في حق الجمهور من التزود بالأخبار والموضوعات في المجالات المختلفة.
-التوازن بين القصص الإخبارية التي تبث روح التفاؤل والإيجابية بين المواطنين مثل قصص التعافي، والشفاء، وأن تتصدر مقدمة المواقع الإلكترونية منعاً لإثارة الذعر بين المواطنين.
-التدقيق في استخدام المصطلحات: هناك الكثير من الألفاظ التي وظفها الصحافيون في موضوعاتهم مثل: "حظر التجوال"، و"الاشتباه في الإصابة"، و"تشخيص الإصابة بالمرض"، "تفشي"، و"الحجر المنزلي"، "المتعافي"، و"المصاب"، ويجب أن يقوم الصحافيون بتوظيفها على النحو الأمثل.
-الانتباه إلى مصادر المعلومات: كثير من الصحافيين يعتبرون أن كل شخص يعمل في المجال الصحي يصلح أن يقدم إفادات عن مرض كورونا، وبالتالي يجب أن يتأكد الصحافي من خبرات المصدر التي تؤهله لتقديم معلومات وافية عن المرض، ويجب نسب المعلومات إلى مصادر واضحة ومعرفة تعريفاً صحيحاً.
-توظيف الأشكال الخبرية المساندة عند تغطية الموضوعات المتعلقة بفيروس "كورونا"، مثل: القصص الجانبية، والدراسات، والإحصائيات، والفيديوجراف، والفيديوهات، والإنفوجراف لأنها تُسهم في تلبية احتياجات الجمهور.
-أنصح الإعلاميين الذين يقدموا برامج البرامج التوك شو، بعدم الإسراف في المحاضرات التي تتجاوز الساعتين، حيث يكون فيها مقدم البرنامج بمثابة الخبير الصحي، والمتخصص في إدارة الأزمات، والسياسي المحنك، والاقتصادي المخضرم، وهو يؤدي إلى ملل الجمهور من متابعة هذه النوعية من البرامج.
-أن يستقي الصحافيون معلوماتهم من المصادر الرسمية وذلك منعاً لانتشار الشائعات والأكاذيب، والأخبار المغلوطة، بالإضافة إلى الاطلاع على ما تنشره الوكالات الكبرى مثل: الأسوشيتدبرس، ووكالة الأنباء الفرنسية، ورويترز، مع الأخذ في الاعتبار أن جميع الوسائل الإعلامية يمكن أن تقع في الخطأ.
-أن ينظر الصحافي إلى مصدر المعلومات على مستويين وهما: الوثائق والتقارير المشورة في الموضوع وأن يقوم بتدقيقها، والمصادر التي استند إليه الصحفي للحصول على المعلومات، ويخضعها لتدقيق أخر.
ويقدم "محمد الهواري " الصحافي بصحيفة "المصري اليوم" لنا أنماط الممارسات المهنية الجيدة التي يجب أن يطبقها الصحافيون عند تغطية الموضوعات المتعلقة بفيروس "كورونا"، وذلك على النحو التالي:
-أن يقوم الصحافي باستيفاء عناصر الكتابة الخبرية الأساسية وذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة الخمسة في الموضوع الصحفي الذي يقوم بإعداده.
-لا يفضل اللهث وراء السبق الصحفي أثناء تغطية موضوعات عن "فيروس كورونا"، حتى لا يكون الصحافي جزء من ماكينة إثارة الرعب والفزغ.
-يجب ألا ينضم الصحافيون إلى مجموعات فايسبوك المنتشرة بكثرة تحت شعار "الوقاية من فيروس كورونا"، فهناك العديد من المجموعات المنتشرة حالياً في موقع فايسبوك، والتي اتخذت شعارات كثيرة ظاهرها توعية المواطنين بطرق الوقاية من فيروس كورونا، ولكنها تبطن الكثير من الشائعات، والأخبار المغلوطة.
-أن تكون تعليقات الصور مناسبة لطبيعة الموضوع، وألا تحمل الألفاظ المستخدمة ما يؤدي إلى بث الهلع والخوف بين المواطنين.
- يجب على الصحافي عدم نشر صور أشخاص يجلسون في المقاهي، أو الأندية حتى لا يعمم ممارسات يجب تفاديها أثناء فترة الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا المستجد.
-لا يفضل الاستعانة بشهود العيان منعاً لذكر أرقام مبالغ فيها.
-يجب أن يتذكر الصحافي دائماً أن شبكات التواصل الاجتماعي تعتبر خيطاً للوصول إلى المعلومات ويمكن الاستفادة منها من خلال الحصول على أفكار تصلح للتغطيات الإخبارية، والعثور على مصادر جديدة للتواصل معها.
-عدم نشر صور المصابين أو المتوفين جراء الإصابة بفيروس "كورونا" حتى لا ينتهك الصحافيون خصوصية الأفراد ويزيد من معاناة أسرتهم عندما يشاهدون صور ذويهم تتلقفها المواقع الإلكترونية.
-التفرقة بين مصادر المعلومات الأولوية، والخبرات المستقلة: فالمصادر الأولية هي مصادر ذات صلة مباشرة بالموضوع، ويجب أن تكون معلنة، أما الخبرات المستقلة فهم الخبراء المعنيون بالموضوع، والذين لديهم خبرات مهنية وأكاديمية متنوعة تؤهلهم لإبداء آرائهم حول الموضوع مثل: المتخصصون في علوم الفيروسات، وعلوم الأوبئة، ومكافحة العدوى، وغيرها..
-أن يقوم الصحافي بإخضاع المواد المصورة لقواعد التدقيق وذلك من خلال الاستعانة بالمواقع والتطبيقات الرقمية للتعرف على مكان وتوقيت نشر الصور.
وهناك مجموعة من المواقع الإلكترونية التي تساعدنا في التحقق من الصور والفيديوهات التي تحتوي على محتوى يتعلق بفيروس كورونا مثل: "Google Images"، و"Tineye"، و"Invid".
الصورة الرئيسية من تصميم مراسلة الموقع أسماء قنديل، والصور الأخرى مأخوذة من الصفحة الرسمية لـ"مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار" على فايسبوك.