نعت وزارة الثقافة الكويتية، اليوم الأحد، الأديب محمد الشيخ صالح الإبراهيم، الذي توفي مساء السبت، وقالت إن الكويت فقدت برحيله باحثاً معطاءً وأديباً كبيراً ومؤلفاً مبدعاً أثرى الحركة الثقافية محلياً وخليجياً وعربياً.
وأضاف الوزير الكويتي: "الفقيد كان محباً للعلم والأدب منذ الصغر، وهو ما انعكس لاحقاً على تميزه وإبداعه"، معرباً عن تعازيه للأسرة الثقافية والأدبية في الكويت وإلى أسرة الأديب الراحل.
وفي أحد اللقاءات الصحفية قال الأديب الراحل إنه تعلّم القراءة والكتابة عبر الاستماع إلى أبيات الشعر العربي من الأدباء والشعراء الذين كانوا يأتون إلى ديوان والده، ثم بدأ بشراء الكتب من المكتبات الكويتية في ذلك الوقت، والتي لا تتعدى ثلاث مكتبات.
وكان الإبراهيم عالماً فقيهاً، يتقن اللغة العربية، متمكناً من فهم خصائص القرآن، وكان يذيّل كتبه دائماً بعبارة "هذا الكتاب من نشر المؤلف ولا يباع".
وينتمي محمد الشيخ صالح إلى أسرة معروفة باهتمامها بدعم العلم والعلماء والثقافة (أسرة الإبراهيم)، حيث تكفّل أحد أبناء هذه الأسرة، وهو الراحل علي محمد الإبراهيم، بإصدار "نيل المأرب" الذي صدر سنة 1871 من مطابع بولاق بالقاهرة، وكان أول كتب يوزَّع في الكويت.
ومن أبرز مؤلفات الإبراهيم كتاب "خصائص القرآن" و"الخيل عند العرب"، فضلاً عن رسائله الثلاث "أما آن لهذه الأمة أن تستيقظ"، و"بلدي الكريم"، و"وطني الأشم".
وكان للإبراهيم مكتبة خصص لها منزلاً كاملاً، وكتب على مدخلها "رأس الحكمة مخافة الله"، وكانت هذه المكتبة بمنزلة محراب لمقتنيات الأدب والمخطوطات النادرة.
وتضم المكتبة، بحسب صحيفة "القبس" الكويتية، نحو 7 آلاف كتاب و800 مخطوطة نادرة، جمعها الأديب الراحل على مدار سنوات عمره، وفقد منها 30 مخطوطة أثناء الغزو العراقي للكويت في تسعينيات القرن الماضي.
ومن بين هذه المخطوطات النادرة كتاب "الطريقة المحمدية" للمؤلف تقي الدين علي البركوي الرومي الحنفي (توفي عام 929 هجرية)، ورواية عن قصة نبي الله موسى بخط النسخ.
وتضم مكتبة الإبراهيم أيضاً مصحفاً نادراً غلافه من الجلد وفي وسطه طرّة ذهب، وآخر يعود للعام 970 هجرية، وهو مغلف بالجلد، وفواصل الآيات والإطار الخارجي خط بماء الذهب.