-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

وفاة ألبير ممي، الكاتب والمفكر الفرنسي من أصل تونسي

توفي ألبير ممي، الكاتب والمفكر الفرنسي من أصل تونسي في باريس، ليلة 22 مايو/ أيار، عن عمر قارب 100 عام بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويعتبر ممي من بين المثقفين والمفكرين الذين ناضلوا ضد العنصرية والاستعمار، فعرف بمساندته لحركات التحرر الوطني وخصص كتبا هامة لهذا الموضوع، أبرزها "بورتريه المُسْتَعْمَرين"، وتبع عمله هذا "بورتريه المتحررين من الاستعمار" في 1957 الذي كتب الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر مقدمته.
ولد ألبير ممي في حي يهودي فقير بتونس العاصمة يدعى "الحارة" في ديسمبر/كانون الأول 1920. كان والده حرفيا من أصول إيطالية، أما والدته فكانت امرأة أمية من أصول أمازيغية، فترعرع في كنف عائلة كبيرة ومتواضعة مكونة من 12 فردا.
بدأ دراسته منذ سن الرابعة في مدرسة حاخامية حيث تعلم اللغة العبرية، وكانت لغته الأم العربية (وبالتحديد العامية التونسية) التي لم تكن والدته تتكلم غيرها. وإضافة إلى ذلك بدأ ممي بتعلم الفرنسية عام 1927.
في عام 1945 انتقل ممي للجزائر حيث درس الفلسفة، ثم التحق بجامعة السوربون في باريس لإكمال دراسته الجامعية.
وكان صديقه وزميله غي دوغاس، وهو أستاذ في جامعة مونبلييه (جنوب شرقي فرنسا)، نشر خبر وفاة ألبير ممي قائلا "توفي ألبير ممي بهدوء ليل الخميس الجمعة".
كما تعاون غي دوغاس مع ألبير ممي وألف الكثير من الكتب حول حياة وأعمال هذا الرجل الذي كرس حياته للدفاع عن الحقوق والحريات ومحاربة الأفكار الاستعمارية والعنصرية.
سعى ممي طيلة حياته لبناء جسور بين الثقافتين الشرقية والغربية وبين أوروبا والمغرب العربي، فألف كتبا عديدة تتناول ثنائية المستعمِر والمستعمَـر ومتاهة البحث عن الهوية.
وكان يملك موهبة خلاقة في الكتابة ما جعله يلفت أنظار الكبار. فقبل سارتر، كان صاحب جائزة نوبل ألبير كامو قد كتب مقدمة لسيرة ممي الذاتية "عمود الملح" في 1953.
وفي مقال نشرته جريدة "الوطن" الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 2005 من توقيع الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة، كتب هذا الأخير "ألبير ممي كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بتونس حيث عاش طفولته هناك ويملك ثقافة استقاها من الفضاء المغاربي فضلا عن أنه كان يتحدث بسهولة كبيرة العربية العامية (الدارجة)". وأضاف "ألبير ممي يعيش في ثلاثة عوالم وثلاث ثقافات مختلفة (العربية والفرنسية واليهودية). استطاع أن يترجم تجربته الحياتية الصعبة إلى دراسات اجتماعية حيث كان يعبر فيها عن الصعوبات التي كانت تواجهها الشعوب الأصلية التي تعيش في ظل الاستعمار والمواطنون اليهود الذين يعيشون في فضاء معاد للسامية أو السكان من أصول أفريقية في مجتمع أوروبي يسود فيه الرجل الأبيض". وتابع "ألبير ممي حاول عبر تاريخه الغني وحياته الشخصية فهم ماذا يعني أن نكون يهودا أو عربا أو أناسا ببشرة سوداء أو نساء أو محتلين".
وعبر السفير الفرنسي في تونس أولفييه بوافر دارفور عن حزنه بعد رحيل ممي قائلا "لقد رحل بعيدا عن تونس حيث ولد. بعيدا عن تونس التي أثرت فيه وساعدته على تأليف أثر فريد وقوي ورائع ومعقد وغير مفهوم أحيانا". وتابع "إنه كاتب كبير من شمال أفريقيا، سارتر وكامو كانا يعتبرانه كاتبا مغاربيا كبيرا في حين لا يعترف له المغاربة بهذه المكانة".

https://diffah.alaraby.co.uk/diffah/agenda/2020/5/26

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا