مِـنْ بَـرْقِ الكَـلام...
وَمِـنْ لَـمعانِ النَّـار
فِـي الأُقْحـ.وان...
مِـنْ صَحــوِ النَّهـار
وَمِـنْ أسْئلِـة الغُيـوم
فِـي العُنْفـوان...
يخَـافُ الفـراغُ
مْـنْ لَـوْنْ البَيـاض
مِـن ضوءٍ...
بِـعُمْرِ لَهيـبِ الظَّـلام...
(2)
مِـنْ أيــن أدخـلُ سِـراجَ الكلمـات
مِـنْ أيْـن يتسـلَّـلُ خُيـوط الشَّمـس
شَبابيـك الشُّرفـات ...
والقَناديْـل الحزينة
حِينَ يَغمـرها أقـداحُ الجِـراح
يغـدُو الُأفـق وطـواطاً...
يَقطـعُ بَريـقَ الأمَـل بجَناحَـْيهِ
تُفاجئُنـي دمـوع الشِّتـاء
يَفِيـضُ نَهـًـر عيْنـي
أنْظـرُ مِـنْ غُرفـةاللَّيـل
وُجُـوهاً تَـنحنـِي وراء أحْلامِـي
وأنَـا ثَمـِلٌ مِـنَ الرَّغبَـاتِ
وسَـطٍ السَّمـاء الخَرْسـاءِ.
(3)
فِـي جَـوْفِ اللَّيل ...
قُلْـتُ لِتفسي: لا بَـأْس أنْ ينـام الـنّوم قلـيلاً
مَـا دام الصَّبـاحُ قريبـاً...
والحُـزن قريبــاً
والمـوتُ قريبــًا
قـلتُ لِنفْسي:عِنْدما يصحو النُّعاس
أهْـدِي له بيْـتاً مِنً شِِعر «غارسيا لوركا»
هنــاك،
سمِعـتُ صَوتِِــي
تحـت ظلام نافذتِـي
يَلتحـفُ خَوفِـي
وكـان بـرْدُ هذا المسـاء
قَـدْ جَمَّـدَ جُموحِـي
وخُـطاي تَدْنـو
الى البـابِ...
الذي يحتـاجُ إلى دِفئـي
وتعزيتـي...
فَاجأنِـي شَبَحِـي...
يَمشـي في كـل اتجاه
يحـاولُ أن يأخـذ منِّي كلَّ قصائـدِي
فـقدْتُ تناغُـمي...
عـلَى دمعـةٍ بَـاردةٍ
يَشْربُني كَأْسـي...|
فِـي كبِـد النَّهَــار.
يُغـطِّي السّحـابُ مُجونـي
يَرْتبـكُ ظـلِّي...!
لَـنْ اعُـود إلـى رُشْـدي
أبــداً...
مَـا دام وَجْدُ الشِّتـاءِ يَدْمَــعُ
فَـوْق خَـدِّي...!
-شفيق الإدريسي-