للمغرب طريقته للتعبير عن تضامنه مع الشعوب الأخرى، وهي طريقة لاتشبه الطرق التي ينهجها الآخرون. المملكة تقرنالقول بالفعل، وتقدم كل مرة الدليل على أنها عندما تؤمن بشراكة ما فإنها تمضي في طريق تلك الشراكة حتى الختام
في جائحة كورونا الحالية قدم المغرب أولا درسا أساسيا وكبيرا يتعلق بتسبيق مصلحة شعبه وصحته على اقتصاده. قدم درسا ثانيا في المواطنة، وفي حث الناس على الالتزام بحماية وطنهم وأرواحهم وبلادهم. وقدم درسا ثالثا وهو يبتكر يوميا الحلول لمواجهة الوباء المستجد حتى أذهل دولا كانت تعتبر نفسها أفضل منه بكثير وأثبتت لها الجائحة التي مررنا منها أن المغرب لديه الكثير مما يمكن أن يقوله ويفعله
بعد الوطن، وبعد حماية المواطنين، أتى الوقت على لحظة الرد على الانتماء القاري.
إفريقيا التي نسيها العالم "المتحضر" أو كاد، والتي مثل الغربيون دور من لم ينتبهوا أصلا لوجودها لها علينا دين أساس، ومن سيؤدي هذ الدين غير البلد الذي ظل انتماؤه الإفريقي مسبقا على ماعداه منذ قديم القديم؟
طبعا لبى المغرب النداء ولم يقدم خطبا أو شعارات أو رسائل تضامنية. أرسل الأدوية والكمامات ووسائل الوقاية وكل ما يتوفر عليه لمواجهة الوباء العالمي الفتاك إلى إخوانه في أي دولة إفريقية استجابت للنداء المغربي وقالت "نعم أريد".
تلك خاصية البلدان العريقة. قد لا تكون غنية أكثر من القدر العادي، وقد لا تتوفر لها إلا مقدرات عادية وبسيطة لكنها تعرف أنها حين الأزمات ملزمة بأن تشارك ذلك القليل مع كل من يعنون لها شيئا وهاته القارة بالتحديد، أم الأرض، إفريقيا تعني لنا هنا في المغرب الشيء الكثير