صون صحة النساء والفتيات وحقوقهن بالحد من كوفيد - 19
تسببت أزمة كوفيد - 19 بخسائر فادحة في معايش الناس وشؤون المجتمعات واقتصادات البلدان في كل مكان. إلا أن التأثير ليس واحدا. فالنساء — وهن النسبة الأكبر من العاملين
الصحيين في جبهة التصدي لجائحة كوفيد - 19 — أكثر تعرضا لمخاطر ذلك الفيروس. وبسبب تعطل سلاسل التوريد في أرجاء العالم، يتأثر بالتالي المُتاح من موانع الحمل مما يزيد من خطر الحمل غير المرغوب. وفي الوقت الذي تغلق فيه البلدان أبوابها وتعاني النظم الصحية في سعيها للتأقلم مع الواقع الجديد الذي فرضته هذه الجائحة، تُهمش خدمات الصحة الجنسية والإنجابية ويتزايد العنف القائم على نوع الجنس.
وسلطت أبحاث صندوق الأمم المتحدة للسكان الضوء على قضية أنه في حا ل تواصل الإغلاق الاقتصادي لمدة 6 أشهر مع حدوث اضطرابات كبيرة في الخدمات الصحية، فربما أعاق ذلك 47 مليون امرأة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة مما يمكن أن يؤدي إلى وقوع 7 ملايين حالة حمل غير مرغوب. كما يُتوقع حدوث 31 مليون حالة إضافية من حالات العنف القائم على نوع الجنس. وفضلا عن ذلك، ربما أدى تعطيل برامج صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى وقوع مليوني حالة من حالات تشويه الأعضاء التناسلية للإناث و 13 مليون حالة من حالات زواج للأطفال بين عامي 2020 و 2030.
علاوة على ذلك، تعمل نسبة كبيرة من النساء في أسواق العمل الخطرة، كما أنهن أكثر تضررا من الآثار الاقتصادية لكوفيد - 19. فما يقرب من 60% من النساء في جميع أنحاء العالم يعملن في الاقتصاد غير الرسمي، مما يجعلهن عرضة لمخاطر الوقوع في براثن الفقر. وبسبب إغلاق المدارس وزيادة احتياجات كبار السن، زادت الأعمال التي تمارسها النساء بدون أجر، من مثل خدمات الرعاية.
وتضر الجائحة المجتمعات المهمشة بخاصة، مما يعمق التفاوت ويهدد بنكص الجهود التي نبذلها لضمان رفاه الجميع. ولذا، فإن استجاباتنا القُطرية لكوفيد - 19 هي التي ستحدد مدى سرعة تعافي العالم وقدرته على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.



