بعد تعرضه للتعذيب على مدى ست سنوات قضاها في سجون النظام، ما كان من فنان الفسيفساء السوري، عبد الرزاق الطويل، إلا أن يستذكر تلك الأعوام برسم وجه جلاده الذي أوغل في تعذيبه وحرمه من نعمة الإنجاب.
وخلال فترة اعتقاله، قُتل والدا الطويل في قصف جوي للنظام، وبعد نيل حريته في حزيران/ يونيو 2019، استقر في مدينة عفرين شمالي سورية، وتزوج فيها حيث بدأ حياة جديدة.
عمل الطويل، بعد وصوله إلى مدينة عفرين في صنع لوحات الفسيفساء وبيعها، لكنه لم ينس وجه جلاده الذي تسبب من خلال تعذيبه في إصابته بالعقم. فصار يرسم بالفسيفساء، وجه جلاده الذي ما زال طليقا، وكأنه يوثق الجريمة التي ارتكبت بحقه، ويأمل أن تكون لوحته دليلا لإهانة ذلك الجلاد.
وبحسب حديث الطويل للأناضول، فإنه بعد اعتقاله بقي نحو عام في سجن "المَزّة" بدمشق، ثم نقل بعدها إلى سجن "عدرا" جنوبي المدينة، مؤكدا أنه لم ينس أيًا من لحظات التعذيب التي تعرض لها.
وأوضح الطويل أن شغفه بالرسم ساعده على تذكر وجوه الجلادين وكل المعتقلين الذين كانوا معه في السجن. ولفت إلى أنه لا ينسى البتة وجه الجلاد الظالم الذي تسبب في عدم قدرته على الإنجاب، مضيفا: "لم أعرف اسمه طوال 6 سنوات من الاعتقال، لكن صورة وجهه وسيجاره في فمه والتعذيب الذي مارسه ضدي لا يفارق عقلي".