أعلنت جمعيّة الثقافة العربيّة عن انتهاء تحكيم القصص القصيرة لطلاب المدارس المشاركة في المسابقة السنويّة للقصّة القصيرة لطلاب المدارس الإعداديّة والثانويّة، والتي شارك فيها هذه الدورة (2019-2020) 105 قصص من مختلف المدارس العربيّة في الداخل الفلسطيني.
وقرأ أعضاء اللجنة في المرحلة الأولى من التحكيم 105 قصص، اختاروا من بينها 25 قصّةً رأوا أنّها الأكثر تحقيقًا للمعايير الفنّيّة والجماليّة الضروريّة في الصناعة السرديّة القصصيّة؛ 11 منها من المستوى الإعداديّ، و15 منها من المستوى الثانويّ.
وفي المرحلة الثانية من التحكيم، قيّم أعضاء اللجنة القصص الـ25 وفق نموذج التقييم المُشار إليه أعلاه، لاختيار أربعة قصص من المستوى الإعداديّ، وثلاث من المستوى الثانويّ، تُمنح لها جوائز المسابقة وفق التقييم الكمّيّ الأعلى الّذي تحصل عليه.
وفي المرحلة الثالثة من التحكيم، ولأنّ مجموعة من القصص كانت قد حصلت على درجات متقاربة جدًّا، وأحيانًا متطابقة، وتحديدًا قصص المستوى الثانويّ؛ ناقشت اللجنة النتائج الّتي بين يديها، وصوّتت لصالح القصص الّتي تحقّق في نظرها المعايير الفنّيّة والجماليّة.
وقرّرت اللجنة منح أربع جوائز لقصص من المستوى الإعداديّ، وثلاث جوائز لقصص من المستوى الثانويّ، من دون تحديد تراتبيّة. كما قرّرت اللجنة منح شهادات تقدير لجميع القصص المتبقّية الّتي بلغت مرحلتي التحكيم الثانية والثالثة، وهي 19 من أصل 25؛ تقديرًا لكتّابها على جهودهم، ولحثّهم على الاستمرار في الكتابة والمشاركة في مسابقات الأعوام المقبلة.
يُذكر أن هذا العام لن يكون حفل لتوزيع الجوائز بسبب جائحة الكورونا وستُوزّع الجوائز خلال فعاليات معرض الكتاب في حيفا.
المعايير البنيويّة
تشير النصوص المترشّحة ضمن المسابقة، والّتي عولِجَت في المرحلة الأولى من التحكيم، إلى أنّ ثمّة خللًا عامًّا لدى طلبة المدارس في فَهْم الفوارق بين الأجناس الأدبيّة، وقصورًا في معرفة المعايير البنيويّة والفنّيّة والجماليّة الضروريّة في إنشاء القصّة القصيرة. الكثير من النصوص تراوح ما بين الخاطرة، والمقالة الأدبيّة، والصورة القلميّة، والرسالة الأدبيّة، والنصّ الخليط في سماته الشعريّة والسرديّة، وكلّ ذلك بعيدًا عن المتانة والإتقان. كما غلب على كثير من النصوص التكلّف اللغويّ والأساليب الكتابيّة الكلاسيكيّة؛ كتوظيف غريب الألفاظ، والسجع، والمعجم الرومانطيقيّ، ودون ذلك.
وتقدّر اللجنة أنّ مردّ ذلك قد يكون ضعف الاهتمام في منهاج اللغة العربيّة وآدابها في المدارس بمجال الكتابة الإبداعيّة، والتركيز على كلاسيكيّات الأدب العربيّ، والنزوع نحو التدريس التلقينيّ، ومعالجة النصوص تفسيريًّا ووظيفيًّا، والابتعاد عن ممارسة الكتابة بصفتها فعلًا فنّيًّا جماليًّا.
على الرغم ممّا تقدّم، فإنّ القصص الّتي وصلت المرحلة الثانية من التحكيم، يستجيب أغلبها إلى مجمل المعايير البنيويّة والفنّيّة والجماليّة، وذلك على نحو متفاوت؛ حيث يظهر وعي نسبيّ بتقنيات سرديّة ضروريّة في إنشاء القصّة القصيرة، مثل المقدّمة والخاتمة على أنواعهما، والراوي على أنواعه، وكلام الشخصيّات على أنواعه، والحبكة المتطوّرة، ونقطة التأزّم أو الذروة، والشخصيّة القصصيّة على أنواعها، والوصف، وتقنيّة الحلم/ المنام/ الوهم، والرسالة، والاسترجاع، والتبئير، والتناصّ، وتوظيف التراث، والغرائبيّة/ العجائبيّة، ودون ذلك. مع ضرورة التأكيد على أنّ غالبيّة القصص افتقدت إلى الإتقان في بنيتها العامّة، بسبب غياب التضافر السلس بين عناصرها.
المضامين
نالت القضايا الاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة، والتربويّة الحظّ الأكبر من المضامين الّتي عالجتها النصوص المترشّحة ضمن المسابقة؛ مثل حقوق النساء والأطفال، والتنمّر لدى فئة الشباب، وفي المدارس تحديدًا، والعنف، والحروب واللجوء، والاستعمار الإسرائيليّ والرواية الوطنيّة الفلسطينيّة، والتفاوتات الطبقيّة، والعلم مقابل الثقافة الشعبيّة، ودون ذلك. ولم تغب المضامين ذات الأبعاد الإنسانيّة الأخصّ، مثل المرض، والفقدان العائليّ، والحبّ، والطفولة والأمومة والأبوّة، والصداقة، والفشل مقابل النجاح الفرديّ، والخيارات الذاتيّة في الحياة مقابل المتطلّبات المجتمعيّة التقليديّة، ودون ذلك.
وعلى نحو بارز، قلّت النصوص المترشّحة ضمن مجمل المسابقة الّتي استدعت عوالم وشخصيّات غرائبيّة/ عجائبيّة، وتلك الّتي تستفيد من الواقعيّة السحريّة، وهو ما يُتَوَقّع من كتّاب في هذه المرحلة العمريّة. إلّا أنّ عددًا من النصوص استفاد من هذا الجانب ومنها ما بلغ المرحلتين الثانية والثالثة من التحكيم، حيث نجد مثلًا قصصًا توظّف أساليب وتقنيّات حكايا الجنيّات ("أحرف الأمنيات")، والقصّة الشعبيّة الخرافيّة ("جبينة")، والكائنات الهجينة بين الإنسان والحيوان ("طفلان ذئبان")، ومنظور الجمادات ("الدمية الباكية")، وعوالم الممالك والإمارات والقصور الخرافيّة ("مغامرة في القبو" و"لعنة الحبر" و"طريق السعادة")، والعوالم السوداء الموازية للواقع الأرضيّ ("بعيدًا عن").
من الثيمات الّتي ظهرت في عدد من النصوص على نحو لافت أيضًا، الكتابة عن الكتابة والقراءة، وقد وصل عدد منها المرحلتين الثانية والثالثة من التحكيم، مثل قصّة "لا مستحيل"، و"لعنة الحبر"، و"مغامرة في القبو"، و"أحرف الأمنيات".
وثمّة قصّتان استفادتا من السياق العامّ الّذي تزامن مع إطلاق المسابقة في شباط (فبراير) الماضي، وهو أزمة "جائحة الكورونا"؛ فتناولتا ثيمة الأوبئة والفيروسات، هما قصّة "ماذا لو قطع الشريط؟"، وأخرى لم تُعَنْوَن تناولت الكورونا تحديدًا. وممّا يلفت في ذلك، الاستجابة المبكرة جدًّا كتابيًّا لواقع الجائحة وما يترتّب عليه من تحدّيات جماعيّة وفرديّة وأسئلة وجوديّة.
القصص الفائزة
المستوى الإعداديّ
1-الصورة الأخيرة
عمرو سمير كتّاني، 14 عامًا، الصفّ الثامن، مدرسة الأندلس الإعداديّة، باقة الغربيّة.
عمرو سمير كتّاني، 14 عامًا، الصفّ الثامن، مدرسة الأندلس الإعداديّة، باقة الغربيّة.
2-لعنة الحبر
رؤى رياض عيّاشي، 14 عامًا، الصفّ التاسع، المدرسة الإعداديّة، كابول.
رؤى رياض عيّاشي، 14 عامًا، الصفّ التاسع، المدرسة الإعداديّة، كابول.
3-مغامرة في القبو
آلاء وديع محمّد، 13 عامًا، الصفّ التاسع، مدرسة المنهل الدوليّة الخاصّة، الإمارات العربيّة المتّحدة.
آلاء وديع محمّد، 13 عامًا، الصفّ التاسع، مدرسة المنهل الدوليّة الخاصّة، الإمارات العربيّة المتّحدة.
4-عمل شجاعة أخير
قدس أيوب، 13 عامًا، الصفّ الثامن، مدرسة يد بيد، القدس.
قدس أيوب، 13 عامًا، الصفّ الثامن، مدرسة يد بيد، القدس.
المستوى الثانويّ
5-أحرف الأمنيات
نادين قزموز، 16 عامًا، الصفّ العاشر، مدرسة راهبات السالزيان، الناصرة.
نادين قزموز، 16 عامًا، الصفّ العاشر، مدرسة راهبات السالزيان، الناصرة.
6-اختفاء
أحمد أبو غانم، 17 عامًا، الصفّ الثاني عشر، مدرسة أورط العربيّة الشاملة، الرملة.
أحمد أبو غانم، 17 عامًا، الصفّ الثاني عشر، مدرسة أورط العربيّة الشاملة، الرملة.
7-مأساة في كأس قهوة
جنى محسن، 15 عامًا، الصفّ العاشر، مدرسة الظهرات الشاملة، الفريديس.
جنى محسن، 15 عامًا، الصفّ العاشر، مدرسة الظهرات الشاملة، الفريديس.
مسوّغات الفوز الخاصّة بكلّ قصّة
الصورة الأخيرة
تتناول هذه القصّة موضوعة الصداقة في مرحلة المراهقة، وتحديدًا في البيئة المدرسيّة. وممّا يجعل هذا التناول لافتًا، أنّ هذه الصداقة تجمع الراوي المشارك في الأحداث، والّذي يسردها بضمير المتكلّم، بأحمد، الشخصيّة الانطوائيّة، مقلّة الكلام والتفاعل الاجتماعيّ، وذات التحصيل المتدنّي تعليميًّا، لكنّها متفوّقة في المجال الرياضيّ، وتحرز بطولات في كرة السلّة غير المحبّبة لدى مجمل الطلّاب. تجعل هذه الخصائص شخصيّة أحمد استثنائيّة، وبالتالي فإنّ إقامة علاقة صداقة معها ليست مَهَمَّة سهلة، وتحديدًا في بيئة متنمّرة وتفتقد إلى التضامن، ما ينطوي على تحدّيات كبيرة لدى صديقها الراوي المشارك. وممّا يعمّق تناول الصداقة وأبعادها في هذه القصّة، أنّها تنتهي بموت أحمد المفاجئ، وتعالج أثر ذلك في شخصيّة الراوي ومجمل البيئة المدرسيّة، على نحو يجمع بين المأساويّة والحميميّة معًا، ما يمكن أن يجعلها من الأدب المعنيّ بالصدمة النفسيّة وما بعدها.
القصّة محكمة البناء ومتقنة عمومًا، باستثناء النهاية الّتي يشوبها نوع من الضعف بسبب الجمل والعبارات ذات الطابع الوعظيّ. ولعلّ أبرز التقنيّات المستخدمة في القصّة توظيف الفوتوغرافيا بصفتها التوثيقيّة والحافظة للذاكرة، علمًا أنّ عنوان القصّة "الصورة الأخيرة"، قد يُحيل استعاريًّا إلى الصورة العامّة المُحتفى بها والمحزون عليها، الّتي انتهت إليها شخصيّة أحمد بعد الموت، لا فقط الصورة المادّيّة الملتقطة بالهاتف له ولصديقه الراوي، وذلك لدى فوزه بالكأس في إحدى مباريات كرة السلّة المدرسيّة.
لعنة الحبر
تدور القصّة حول أدهم، الّذي يرى كابوسًا يدخل فيه سجنًا ويُحاكَم بتهمة إتلاف كتاب، قبل أن يقرّر حرق كلّ الكتب وإحراق نفسه لتحلّ "لعنة الحبر".
القصّة مختلفة ومفاجئة، ويكمن ذلك في أنّها عن الكتابة؛ إذ تقدّم كاتبًا وعلاقته مع نصوصه، مع خيبته – ربّما - من عوامل كثيرة من شأنها أن تؤثّر في كاتبٍ ما سلبًا.
الكابوس الّذي يراه أدهم يمثّل صوت الضمير الّذي يحاكمه، ويعتبره خائنًا للعلم والثقافة، كما لو أنّ كاتب القصّة يحاول القول إنّ أدهم يمثّل أيّ كاتب متمرّد يتعرّض للتخوين أو التكفير أو المحاكمة من قِبَل جهات ذات سلطة، فتدفعه إلى الاستسلام حين يدرك أنّ كلماته ليست إلّا "لعنة حبر".
مغامرة في القبو
ينسى حكيم - الشخصيّة المركزيّة في القصّة - نفسه ويُنسى أثناء قراءته لكتاب في قبو يعجّ بالكتب القديمة. تعرض القصّة في جوهرها علاقة حكيم بالكتب والقراءة، وهي لافتة، إذ تحيل هذه الثيمة إلى إرث أدبيّ عريق يسعى إلى معالجة علاقتنا بقراءة الكتب وفهمها ورصدها.
تميّزت القصّة بسرد سلس ومشوّق، كما نجحت في توظيف تقنيّة الحلم/ المنام أدبيًّا، وقد نجحت هذه التقنيّة، على مستوى المضمون، في تعميق وتعقيد معالجة علاقة الشخصيّة المركزيّة مع الكتب وقراءتها؛ فيصوّر الحلم/ المنام، مثلًا، شعور البطل تجاه المحاكمة الاجتماعيّة بسبب قراءته المفرطة للكتب.
أحرف الأمنيات
تطرح هذه القصّة ثيمة الكتابة، من خلال الفتاة ألحان، الشخصيّة المركزيّة، وهي طالبة في المدرسة ترغب في أن تصبح قاصّةً وروائيّة، وأن تكتب تحديدًا حول تحقيق الأمنيات والأحلام. تعالج القصّة مسألة التنمّر في البيئة المدرسيّة أيضًا، عبر سخرية زملاء ألحان منها وإحباطهم لها لدى إلقائها نصًّا من تأليفها أمام الصفّ، ثمّ تحدّيها وإصرارها على تطوير نفسها المرّة تلو المرّة، بتشجيع من معلّمتها، إلى أن تنتزع الاعتراف بموهبتها.
توظّف القصّة الغرائبيّة؛ فألحان تتلقّى الإلهام والتشجيع من أميرة كالجنّيّات تجدها في حديقة سرّيّة، حيث تنصحها باستخدام البئر الّتي تُحَقّق الأمنيات والأحلام لأصحابها. نكتشف مع نهاية القصّة بأنّ تلك الأميرة ليست سوى معلّمة ألحان، قدوتها ومشجّعتها، الّتي تحضر في منامات أحلام، كما تحضر أحلام في مناماتها. تمكّننا تقنيّة الحلم/ المنام من الولوج إلى عوالم الشخصيّة المركزيّة الداخليّة، وتعكس لنا شيئًا من رغباتها وصراعاتها.
اعتمدت القصّة أسلوبًا أدبيًّا تراثيًّا؛ فجاء الحوار بنمط "قال وقلت"، بالإضافة إلى السجع في بعض المواضع، واستخدام الجمل القصيرة المتلائمة مع قصر وسرعة الأحداث، لا الفقرات الطويلة، بالإضافة إلى الوصف الّذي يستفيد من المجاز التقليديّ البسيط غير المتكلّف؛ وقد جاء هذا الأسلوب متناسبًا مع الغرائبيّة الموظّفة في القصّة، ويخدم طاقتها الحكائيّة السحريّة.
اختفاء
تدور أحداث القصّة حول عبير، الّتي تختفي فجأة تاركةً رسالةً لزوجها، وسرعان ما يعثر على رسائل إضافيّة تحمل كلّ واحدة منها رمزًا يقوده إليها. لم تُشِر القصّة، الّتي تبدو خياليّة في مطلعها، إلى سبب اختفاء عبير أو "هروبها".
هذه القصّة، وعلى الرغم من الفجوات فيها، إلّا أنّها تضع المرأة في المركز؛ ففي ظلّ اختفاء النساء القسريّ بقتلهنّ أو إخفائهنّ، تختار عبير أن تختفي بإرادتها، تاركةً فضاءً من الاحتمالات الّتي يبرز فيها موقف المجتمع الّذي –كعادته - يُطْلِق الشائعات المحيطة باختفاء امرأة ما. اللافت في القصّة الموقف من الرجل/ الزوج؛ إذ يُصَوَّرُ نموذجًا للزوج المتفهّم العقلانيّ الّذي لا يُطْلِق الأحكام على زوجته بقدر ما يحاول استيعابها وتبرير اختفائها، عازمًا البحث عنها بمساعدة صديقه الّذي اتّخذ هو الآخر موقفًا مشابهًا للزوج، ومناقضًا لنساء العائلة.
تجمع القصّة بين الواقع والخيال، ويغنيها كاتبها بعبارات تَرِد في رسائل عبير، أشبه بحِكَمٍ فلسفيّة، لكنّها تفتقد في الوقت نفسه للغوص في عوالم الشخصيّة الداخليّة، كما تفتقد إلى عنصر الصدمة.
مأساة في فنجان قهوة
تقترب هذه القصّة في بنيتها ومضمونها من نوع القصّة الشعبيّة والأمثولة، لكنّها تنجح في أن تضيف إليها مقولة اجتماعيّة تواكب روح العصر، مقولة تغيب عن هذا النوع من القصص عادةً؛ فبينما تتّخذ القصص الشعبيّة موقفًا من النميمة بصفتها ظاهرة عامّة، تقوم هذه القصة على مقولة نسويّة مفادها أنّ النساء هنّ المتضرّرات المركزيّات من الزوابع المنطلقة من فناجين القهوة.
ينجح الحوار في دفع الأحداث نحو ذروتها التراجيديّة، كما يُوَظَّف بذكاء في خدمة المضمون؛ فكلّ تبادل للحديث بين الشخصيّات يقوم على الثرثرة والنميمة، وهذا توظيف يخدم بنية القصّة ومضمونها على نحو لافت.
عمل شجاعة أخير
تتناول القصّة قضيّة "الانتحار" بالولوج إلى تحليل نفسيّة المنتحِر، من خلال رصد التّناقضات في شخصيّته، فهو المهرّج الّذي يبهج النّاسَ، لكنّه سرعان ما يرتكب "فعل الشّجاعة" بانتحاره على المسرح. تحاول القصّة أنْ تدخل في النّفس البشريّة لتفهم الصّراع الّذي تعيشه الشّخصيّة، كما لو أنّها تحاول تبريرَ فعل الانتحارِ لأسباب تعيشها الشّخصيّة مع ذاتها دون أن يلاحظها الآخرون، إضافةً إلى تحميل المجتمعِ -في كثير من الأحيان- المسؤوليّة عن إقبال أحدهم على الانتحار.
تروى القصّة على لسان الشّخصيّة (المهرّج)، لكنّنا نسمع تداخل صوتِ راوٍ آخر. تحتاج القصّة إلى تعديل في المبنى، بحيث يتمّ التنازل - مثلًا- عن الفقرة الأولى الّتي تشكّل مقدّمة لا حاجة إليها في القصّة.