عن عمر ناهز 88 سنة، توفي عشية يوم الأربعاء 2 شتنبر 2020 بمنزله الكائن بحي الداوديات بمراكش الممثل المسرحي والسينمائي والتلفزيوني والإذاعي القدير الحاج عبد الجبار الوزير (1932- 2020)، وذلك بعد مرض لم ينفع معه علاج. وسيوارى جثمانه الثرى غدا الخميس 3 شتنبر الجاري بعد صلاة الظهر بمقبرة باب دكالة بنفس المدينة.
من الأفلام السينمائي
ة التي شارك فيها المرحوم نذكر العناوين التالية: "لورانس العرب" (1962) للمخرج البريطاني ديفيد لين، "عندما تنضج الثمار" (1968) للمخرجين العربي بناني وعبد العزيز الرمضاني، "البراق" (1973) للمخرج عبد المجيد الرشيش، "حلاق درب الفقراء" (1982) للراحل محمد ركاب، "فرسان المجد" (1993) للمخرج سهيل بنبركة، "عبدو عند الموحدين" (2006) لسعيد الناصري، "الثلج في مراكش" (2006) و "عقاب" (2008) للمخرج المراكشي هشام عين الحياة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
انطلقت
المسيرة الفنية لعبد الجبار الوزير، أحد رواد التشخيص المسرحي والإذاعي
والتلفزيوني والسينمائي بالمغرب، منذ أواخر الأربعينات من القرن العشرين وظل حاضرا
في ساحتنا الفنية، كممثل فكاهي شعبي، على امتداد ما يفوق ستة عقود من الزمان إلى
أن أقعده المرض وحد من نشاطه.
شارك فيما
يزيد على مائة (100) عمل مسرحي، إلى جانب عدد كبير من السكيتشات الإذاعية
والتلفزيونية والوصلات الإشهارية ذات الطابع الكوميدي والمسلسلات والأفلام
التلفزيونية وكذا التمثيليات الإذاعية والمسرحيات المصورة تلفزيونيا، فمسيرته
الفنية الطويلة زاخرة بالعطاء ووجهه ظل مألوفا لدى المغاربة قاطبة.
إنه أحد
أشهر وأقدم الممثلين الكوميديين المغاربة، الذين عرفوا بأسلوبهم المتميز في الأداء
وبطابعهم الخاص والمتفرد الذي يحمل الكثير من روح الدعابة المعروفة لدى أغلبية
المراكشيين.
دشن بدايته
الفنية بالمشاركة في مسرحية "الفاطمي والضاوية" (1948 – 1951) رفقة
زميله الراحل الفنان الأمازيغي محمد بلقاس (1930 - 2002)، الذي شكل معه ثنائيا
فكاهيا أمتع المغاربة لعدة سنوات، وبعد ذلك توالت المسرحيات .. من قبيل "غلطة
أم" و "الشلح العساس" و "أولاد جامع الفنا" و
"الموسيقار المجنون" ... والملاحظ أن أكبر عدد من هذه المسرحيات التي
شارك فيها كانت من إبداع وإنتاج فرقة الوفاء المراكشية، الذائعة الصيت، حيث أبان
في الأدوار التي شخصها عن حضور لافت وأسلوب متفرد، ولعل أشهر مسرحياته مع هذه
الفرقة كانت من توقيع المخرج والمؤلف المسرحي الراحل عبد السلام الشرايبي (1936-
2006)، نذكر منها بالخصوص "الحراز" و "سيدي قدور العلمي" و
"مكسور الجناح" و "لبس قدك يواتيك" وغيرها ... من آخر
مسرحياته مع الممثل والمخرج عبد العزيز بوزاوي (فرقة ورشة الإبداع دراما) من 2000
إلى 2011 عشر مسرحيات نذكر منها "ضرسة العقل"، "البسايطية"،
"لحماق بعقلو"...
لم يقتصر
حضور الفنان الشعبي عبد الجبار الوزير على خشبات المسرح المراكشية والوطنية فحسب،
بل انفتح في وقت مبكر على السينما والتلفزيون والإذاعة من خلال مشاركته في العديد
من الأعمال. وإذا ركزنا فقط على البعد السينمائي في تجربته الفنية نلاحظ أن أول
وقوف محتشم له أمام الكاميرا كان في الفيلم العالمي الشهير "لورانس
العرب" (1962) للمخرج البريطاني الكبير ديفيد لين (DAVID LEAN)، الذي صور جزئيا بالمغرب، وبعده بست سنوات
شارك الوزير في الفيلم المغربي "عندما تنضج الثمار" (1968) للمخرجين
العربي بناني وعبد العزيز الرمضاني، إلى جانب ثلة من كبار الممثلين كحمادي التونسي
والراحلون العربي الدغمي وحبيبة المذكوري ومحمد بلقاس وعبد الرزاق حكم ...
ومعلوم أن
البداية الرسمية للفيلموغرافيا المغربية على مستوى الأفلام الروائية الطويلة كانت
بفيلمين من إنتاج المركز السينمائي المغربي هما: "الحياة كفاح" (1968)
للراحلين محمد بن عبد الواحد التازي (1936- 2019) وأحمد المسناوي (1926 – 1996) و
"عندما تنضج الثمار".
في عقد
السبعينات شارك عبد الجبار الوزير في الفيلم القصير "البراق" (1973) من
إخراج مجيد رشيش، إلى جانب ممثلين شباب أصبحوا فيما بعد عمالقة هم محمد مفتاح وعبد
القادر مطاع والراحل محمد مجد. فيما بعد سجل حضورا شرفيا في بعض الأفلام المغربية
نذكر منها بالخصوص "حلاق درب الفقراء" (1982) للراحل محمد ركاب (1938 –
1990) و"فرسان المجد" (1993) لسهيل بنبركة و"عبدو عند
الموحدين" (2006) لسعيد الناصري و"الثلج في مراكش" (2006) و
"عقاب" (2008) للمخرج المراكشي هشام عين الحياة...
من أشهر
أعماله التلفزيونية الأخيرة نذكر فيلم "ولد مو" من إخراج داوود أولاد
السيد وبطولة عبد الله توكونة (فركوس) وسيتكوم "دار الورثة" من إخراج
هشام الجباري ...
تجدر
الإشارة إلى أن الدورة السادسة لمهرجان زاكورة الدولي للفيلم عبر الصحراء (2009)
تميزت بتكريم مستحق لهذا الممثل الرائد، ومن خلاله لفن الفكاهة الشعبي الأصيل
ورموزه المتشبعة بقيم التواضع والإلتزام والمسؤولية الأخلاقية، كما تميزت أيضا
بتقديم وتوقيع للكتاب الذي أصدره الباحث والصحافي عبد الصمد الكباص في نفس السنة
بعنوان "حياة في ثلاث طلقات ونكتة وحلم كبير" حول حياة وأعمال هذا
الفنان العصامي المعروف بتلقائيته وسرعة بديهته وقوة حضوره.
هامش :
مما جاء في
ورقة نشرها السيد عبد الرزاق القاروني يوم الخميس رابع دجنبر 2014 بالموقع
الإلكتروني "هسبريس" ما يلي :
ولد الفنان
عبد الجبار الوزير سنة 1932 بدرب الكزا بمراكش. وكان شقيا جدا في طفولته، الشيء
الذي دفع به إلى مغادرة المدرسة مبكرا ومعانقة عالم الحرفيين حيث عمل
"شكايريا" (صانع حقائب تقليدية) و "شراطا" (صانع حبال)
و"دباغا" (معالج ومصلح جلود).
وفي سن الخامسة عشر التحق بفريق الكوكب المراكشي لكرة القدم إبان تأسيسه سنة 1947، حيث لعب في مركز حراسة المرمى بفريق الفتيان.
انخرط في
صفوف المقاومة، ضمن خلية حمان الفطواكي، من أجل استقلال المغرب وحكم عليه بالإعدام
من طرف المستعمر الفرنسي، وفي سجن لعلو بالرباط تعلم قواعد الكتابة والقراءة
وأساسيات بعض العلوم على يد مقاومين آخرين شاركوه نفس الزنزانة مثل العلامة
المختار السوسي، وبعد استقلال البلاد التحق بالقوات المساعدة قبل أن يتفرغ نهائيا
لفنون التشخيص سنة 1961.
من النصوص
المسرحية التي ألفها عبد الجبار الوزير: "دردبة عند الغشيم" و
"عطيل بين الحلقة والأوطيل" بالإضافة إلى المسلسل الإذاعي "كنوز
الفضايل".
إسمه الحقيقي هو عبد الجبار بلوزير، وليس عبد الجبار الوزير الذي أطلقه عليه الفنان والصحفي إدريس العلام (الملقب ب "با حمدون") إبان إحدى الجولات المسرحية في الستينات.
تزوج يوم 15
يونيو 1957 من رقية القرشي ورزق منها بنتا (سعاد) وثلاثة أبناء (أحمد ومحمد وعبد
الحكيم)، ومن غريب الصدف أن زوجته توفيت يوم 15 يونيو 2014 بعد 57 سنة من العشرة.
عن :
http://www.hespress.com/art-et-culture/248262.html