عادل المزياني استطاعت زهور الوهابي و في وقت وجيز، أن تصنع لنفسها مسارا متميزا في عالم السياسة الذي ظل و ما يزال مجالا يخوضه في الغالب بل و حصرا الرجال. لم تكن ابنة مدينة العرائش تتنبأ يوما أن تصير احدى أبرز عضوات لجنة التشريع ببرلمان المملكة فضلا عن تموقعها المتقدم داخل حزب سياسي نافس على المرتبة الأولى بتشريعيات 2016. لعل التحدي و الطموح الذي رافق ابنة العامل البسيط، في جميع مراحل حياتها هو ما سيسعفها لتتمرد على كل ما هو نمطي في السياسة و النضال ، فبعد إلتحاقها بجامعة الحقوق في طنجة عقب حصولها على شهادة الباكلوريا من منشئها العرائش ، ستحمل ردهات.
عبد المالك السعدي بكل ما احتوته من دينامية للأطياف النضالية بها أولى بشائر الوعي السياسي كممارسة في وجدان القادمة الجديدة لهذا العالم الجامعي المميز، التي ستخوض فيه تجربتها النضالية الاولى مع فصيل القاعديين النشط ، كانتماء انسجم مع ايمانها الشديد بمجتمع حداثي طيلة السنوات الاربع لها بجامعة عبد المالك السعدي قبل أن تغادر زهور المجازة في الحقوق نحو مسار آخر جديد خارج حرم الجامعة. زهور الحاملة لرصيد نضالي كبير بالجامعة ستصطدم بعدم قدرة الطيف الحزبي آنداك من تلبية شغفها ” القاعدي” و الحداثي. ستتفرغ زهور مع ذلك للعمل الجمعوي المتوجه نحو المرأة
والطفل بشكل خاص، حيث نشطت زهور داخل العديد من الجمعيات سواء بشكل تطوعي أو كممارسة فاعلة داخل برامج محددة. ستختار زهور انتماء سياسي جديد في حزب سياسي انبثق لتوه من حركة أشعل فتيلها شخصيات حقوقية و نضالية رفيعة بمستوى صلاح الوديع و آخرين ، و هو الشيئ الذي تحكي زهور استقطبها فكريا و سياسيا كي تنخرط في وليد هذه الحركة ” حزب الأصالة و المعاصرة” فضلا عن انسجام برنامجه الحداثي مع قناعاتها. ستتدرج زهور في تموقعها الحزبي بعد سنوات التأسيس، كي تصير أول سيدة تقود مؤتمر الجهة كرئيسة له عام 2013. و بعد عدة محطات نضالية داخل الحزب
ستكون زهور مع موعد هام حين تمت تزكيتها في الصفوف المتقدمة من لائحة الشباب لتشريعيات 2016. زهور ستظل من المدافعات عن القضية النسائية و الطفل و قضايا الشباب داخل القبة التشريعية ، من خلال ترافعها الدائم لصون المكتسبات الحقوقية للمرأة و الطفل أمام سياسة حكومية سالبة لهذه الحقوق.
أكيد أن الاطار في المديرية الاقليمية لوزارة التعليم و التربية الوطنية و البحث العلمي لطنجة اصيلة، و النائبة البرلمانية زهور الوهابي لن يتوقف طموحها في هذا الحد، لأن الارادة التي تصنع اولى معالم الطريق هي نفسها التي تمنح التألق للمرأة، فعندما يجتمع الطموح مع الارادة و الدراسة يكون سهلا على الرائدات أن يعلنن عن أنفسهن.