حذر الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء، إريك يانسن، من أن إعلان "البوليساريو" انسحابها من اتفاق وقف إطلاق النار خطير للغاية ويهدد استقرار المنطقة برمتها، بما في ذلك الجوار الأوروبي.
وقال يانسن، إن "الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكركرات، بالمنطقة العازلة على الحدود مع موريتانيا، والتي تعد رابطا مهما للتنقل التجاري والمدني من وإلى أجزاء أخرى بإفريقيا، تشكل مستجدا خطيرا للغاية".
وحذر الرئيس الأسبق لبعثة "المينورسو" من أن إعلان "البوليساريو"، التي كانت قد تعمدت إغلاق المعبر إلى أن تدخل المغرب لإعادة إرساء التنقل المدني والتجاري، عن تعبئة مليشياتها "في تصعيد وتطور ينذر بالخطر، على اعتبار أن اندلاع نزاع مسلح محتمل قد تكون له عواقب كارثية على المنطقة بأسرها".
وأوضح يانسن أن خيبة أمل "البوليساريو" وعجزها عن تحقيق أطماعها، التي تفاقمت بسبب الوضع الكارثي على كافة المستويات بمخيمات تندوف، ينذر بالتسبب في انفجار الوضع.
يشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أعرب عن قلقه البالغ، وكذا مجلس الأمن، دعيا إلى ضبط النفس واحترام بنود وقف إطلاق النار وتخفيف حدة التوتر.
وبعد أن اعتبر أن الديبلوماسية يجب أن تضطلع، أكثر من أي وقت مضى، بدورها لتجنب الأسوأ، أضاف السيد يانسن أن البديل عن العمل العسكري يظل حلا متفاوضا بشأنه، مشيرا إلى أن مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب سنة 2007، والذي كانت "البوليساريو" مستعدة للتفاوض بشأنه سنة 1996، يصفه مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالجاد وذي المصداقية.
وخلص الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء إلى أن "مبادرة المغرب تقدم بديلا مشرفا عن الحرب وأفقا أفضل لتحقيق سلم عادل ودائم".