أفكرُ بآلاف الأميال من الشوارع التي حملتني
بآلافِ الأضواء التي تسقطُ عليها.
بآلاف العيون التي تتلقّى الضوء
وتلك التي لم تعدْ تتلقّاهُ أبداً
كم هي قريبةٌ الآن.
المجانين يفكّرونَ بالضوء
أو على وجهِ الدقّة، بانكسارهِ
تأخذهم قبعةُ الساحر
ولا يشغلهم كثيراً اختفاءُ الأرنبِ
ربما الكلماتُ، الوقتُ المفتوح
أو الحركات البهلوانية
من يجعلهم يعتقدونَ أنّ الأرنبَ دخلَ في ثوبِ امرأة
وأصبحَ نهداً أبيض.
وربما لأنَّ الأرانبَ لطيفةٌ
وتقفزُ أيضاً.
عنما يحرّكُ الساحرُ عصاهُ
عندما يعيدُ القبّعةَ
عندما يعودُ الأرنبُ إلى بيتهِ
يفكرُ المجانين بالضوءِ.
ما يثيرهم هو حجرُ العين
كيفَ يتحرّكُ
كيفَ يتلقّى كلَّ الأشياء
القبّعة، الأرنبَ والنهد
لذلك يعلّقونه بشرائط ملوّنة وأحلام
ويجعلونه حصاناً طائراً.
لكن. هذا النوع من الأحصنة
لا يوجدُ إلّا حيثُ تعيشُ الملائكة
في سقوفِ الكنائس والمطرزات
ولا تطيرُ أصلاً
إلّا في لوحاتٍ تنسجها مخيلةُ المجانين
تلكَ التي تجعلُ من النهدِ أرنباً
من الفمِ قبّعةً
ومن حجرِ العينِ صحناً طائراً.
- شاعر من سورية