-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

حكاية قصة غير منشورة لهمنغواي عُثر عليها في أرشيفه ديبورا تريزمان

 


[حوار مع شون همنغواي، حفيد إرنست همنغواي، حول قصة "السعي سعادةً" غير المنشورة التي وجدها في أرشيف جده. ترجمة: سارة حبيب]

ديبورا: قصة "السعي سعادةً" [أو بترجمة مُحرّفة "لذة المطاردة"- المترجمة]، التي نشرت في عدد حزيران من مجلة "نيويوركر"، ستضاف إلى الطبعة الجديدة من نوفيلا إرنست همنغواي "الشيخ والبحر" التي ستصدر هذا العام عن دار سكريبنر للنشر. هل لك أن تشرح لي لماذا لم تنشر هذه القصة من قبل وكيف تم اكتشافها (أو إعادة اكتشافها)؟
شون: القصة هي جزء من مجموعة إرنست همنغواي الموجودة في مكتبة ومتحف جون ف. كينيدي، في بوسطن، والتي تعد أهم مكان تستودع فيه مخطوطات وأوراق جدي. في أثناء تحضيري لطبعة مكتبة همنغواي الجديدة من "الشيخ والبحر"، راجعتُ بتأنٍّ الأرشيف الغني المكون من المخطوطات، الرسائل، الصور، سجلات الصيد من قارب جدي الــ"بيلار"، وغيرها من التذكارات اليومية الموجودة في مكتبة كينيدي، بمساعدة أمينة أرشيف النصوص، ستايسي تشاندلر، وزملائها. وقد كانت القصة موجودة في مخطوطة مفردة مطبوعة على الآلة الكاتبة مع تنقيحات بخط يد همنغواي. تفاجأت بالقصة وتحمست لها واعتقدت أنها ستشكل إضافة رائعة للطبعة الجديدة. نسخة أخرى من المخطوطة توجد في أرشيف سكريبنر، في جامعة برينستون، وقد كانت مع أوراق كارلوس بيكر، الذي كتب سيرة ذاتية هامة عن حياة جدي. لا يوجد أي إشارة إلى تاريخ حصول بيكر عليها وفيما إذا كان ذلك بعد وفاة همنغواي، لكن ذلك يبدو مرجحًا في رأيي. إلى جانب عدة قصص سيرة ذاتية عن الحرب العالمية الثانية، هذه القصة هي واحدة من قصص همنغواي القليلة التي بقيت دون نشر. لا أعرف لما لم تتلق هذه القصة الكثير من الاهتمام؛ إنها تحفة بين المواد غير المنشورة من أوراق جدي الشخصية.
ديبورا: القصة عبارة عن سيرة ذاتية: يُشار إلى السارد بـِاسم "إرنست" و"همنغواي"، وهو يتحدث عن رحلة صيد قام بها مع "السيد جوزي"- الاسم الذي كان همنغواي يطلقه على صديقه جو راسل الذي كان يصطاد معه في كوبا- ومساعده الأول، كارلوس غوتيريز. ما الذي جعلك تستنتج أن هذه القصة هي خيال أدبي وليست مذكرات؟
شون: في الواقع، أجد من الصعب تصنيف القصة على أنها خيال أدبي أو واقع، لأن الكثير مما ورد فيها هو سيرة ذاتية، لكني أفضّل أن أفكر بها كخيال أدبي. فهي مصاغة بعناية وتُقرأ كعمل أدبي قصير. وكما كتب جدي عن مذكراته المعنونة "وليمة متنقلة"، والتي دعاها أدبًا، يمكن للعمل الأدبي أن يلقي الضوء على أحداث حقيقية.
ديبورا: ما مدى الاختلاق في هذه القصة باعتقادك؟ هل هي مبنية على تجربة محددة خاضها همنغواي؛ تجربة التقاط سمكة مارلين عملاقة وفقدانها؟
شون: من الممكن طبعًا أن تكون القصة مستوحاة من رحلة صيد محددة في صيف 1933، وهو تاريخ أحداث القصة. لكن، حسب رأيي، من المرجح أكثر أن تكون مستوحاة من عدة تجارب مختلفة، أضاف إليها المؤلف عناصر من الخيال لتطوير القصة.

ديبورا: تقع القصة على خلفية نزاع سياسي في هافانا. يصطدم السيد جوزي مع الشرطة الكوبية مرتين: الأولى عندما يحاول واحد منهم أخذ السمكة التي اصطادها السيد جوزي وهمنغواي، والثانية عندما يصبح "واحد من شرطة ماتشادو الخاصة" عدوانيًا في بار. حكومة جيراردو ماتشادو انهارت بعد أشهر قليلة من وقوع أحداث القصة. إلى أي درجة كان ذلك الإطار السياسي هامًا لهمنغواي في رأيك؟
شون: شهد همنغواي الكثير من الفظاعات في صيف 1933 في كوبا، بما فيها أعمال الشغب وإطلاق النار في الشوارع على الناشطين الشباب الذين كانوا يحتجون ضد نظام ماتشادو. في رأيي، النزاع السياسي ليس محور القصة لكن التضاد مع الحياة على البر يجعل لذة صيد المارلين في البحر أكثر تأثيرًا. بالإضافة إلى ذلك، التخلي عن كل ما كانوا يصطادونه للسكان المحليين يضيف مقصدًا آخر إلى مساعي الصيد عندهم، لا سيما خلال ذلك الصيف الصعب.

 ديبورا: تدور أحداث القصة في عام 1933، لكنك تعتقد أنها كتبت بعد ذلك بسنوات. هل تعلم فيما إذا كان تاريخ كتابتها يعود إلى ما قبل "الشيخ والبحر"، التي كتبها همنغواي في بداية الخمسينيات، أو إذا كان من الممكن اعتبارها بطريقة ما مسودة لكتابة تلك النوفيلا؟

شون: ثمة معطيات في القصة تدل بوضوح على أن همنغواي كتبها بعد ذلك بسنوات. أجد من الصعب التحديد بدقة، لكني أؤرخ تأليفها في وقت ما بين 1936 و1956، عندما كان همنغواي يعمل على فيلم "الشيخ والبحر". لا أعتبرها بأي شكل من الأشكال مسودة لتلك النوفيلا، لكني أعتقد أنها تشكّل قرينًا وثيقًا، بما أنها أيضًا تتناول محاولة الإمساك بسمكة مارلين كبيرة جدًا، وتُظهر بطرق مختلفة مدى صعوبة تلك المهمة، حتى مع وجود معدات صيد حديثة، زورق آلي، وعدة صيادين متمرسين.

ديبورا: عمك باتريك همنغواي هو من اختار عنوان القصة. من أين أتى هذا العنوان؟
شون: المخطوطة غير معنونة. عمي باتريك، الابن الثاني لإرنست همنغواي، هو من اختار العنوان، وهو عنوان قسمٍ في كتاب جدي "تلال أفريقيا الخضراء". قسّم همنغواي حكايته الواقعية تلك عن رحلته في أفريقيا في شتاء 1933-1934، بعد فترة قصيرة من زمن حدوث القصة، إلى أربعة أجزاء. "السعي سعادةً"(Pursuit as Happiness)  كان عنوان قسم الذروة الأخير من الكتاب. اقتبس همنغواي عنوان القسم الرابع من عبارة شهيرة في إعلان استقلال الولايات المتحدة: "الحياة والحرية والسعي للسعادة" (Life, Liberty and the pursuit of Happiness). وباعتقادي أن هذا العنوان ملائم جدًا لهذه القصة غير المنشورة، لأنها ليست فقط عن اصطياد وفقدان سمكة مارلين كبيرة؛ تمامًا كما أن "الشيخ والبحر" ليست فقط عن اصطياد وفقدان سمكة مارلين كبيرة بسبب أسماك القرش. إنها عن لذة عملية الصيد ذاتها والسعادة التي تجلبها. 

[عن "نيويوركر"]

رابط الحوار:

https://www.newyorker.com/books/this-week-in-fiction/ernest-hemingway-06-08-20


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا