وسط حضور نوعي أملته تدابير السلامة واحترام البروتوكول الصحي، اختتمت الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي مساء الجمعة 9 أبريل الجاري بمدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان بفاس. وقد تميز حفل الإختتام ببرنامج غني الفقرات تضمن كلمات بالمناسبة وتكريمات وتوزيع الجوائز على ممثلي الأفلام التربوية القصيرة المشاركة في المسابقة الرسمية لهذه الدورة الجديدة من المهرجان، الذي تنظمه سنويا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، وتوقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين هذه الأكاديمية النشيطة والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب، ووصلات غنائية وموسيقية من أداء فرقة كورال أصوات الخير للتلاميذ التابعين للمركب الثقافي سيدي محمد بن يوسف برئاسة الأستاذ عبد الوهاب العلوي.
في كلمته بالمناسبة، التي ألقاها بالنيابة عنه السيد عزيز نحية مدير مديرية الحياة المدرسية بالوزارة، أبرز السيد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الأهمية التي تكتسيها الوسائط السمعية البصرية من مسرح وسينما وتلفزيون وغيرها، مشيرا إلى الدور الكبير الذي باتت تلعبه صناعة المنتوج الثقافي والمعرفي الذي يحتاجه المجتمع، حيث أصبحت لغة الصورة والمعرفة البصرية هي اللغة السائدة التي تهيمن وتتفوق على كافة الوسائل التقليدية في هذا العصر الذي عرف طفرة نوعية في مجال التكنولوجيا بما تتيحه من انفتاح واسع على الثقافات والحضارات التي يشهدها عالم القرن الواحد والعشرين.
واعتبر السيد الوزير شعار الدورة 19 للمهرجان "الفيلم التربوي.. نحو رؤية جمالية للتربية على الصورة" تجسيدا لإجراءات الرؤية الاستراتيجية التي ترتكز على منظومة القيم النبيلة داخل المدرسة المغربية وتفعيلا للتشبيك الموضوعاتي في مختلف مجالات الحياة المدرسية، وهو معطى تربوي، يضيف السيد الوزير، عزز مبدأ التنافس الفني التربوي الشريف الذي ميز المهرجان وساهم فيه المتعلم بمهاراته ومداركها الفنية التي جسد من خلالها بعض اهتماماته وجوانب من واقعه في قالب سينمائي هادف لغته التعبيرية الأساس هي الصورة .
كما أكد على أهمية مواكبة هذا التطور ومسايرة إيقاعاته المتسارعة عبر تفعيل أسسه ومستلزماته داخل منظومتنا التربوية في انسجام تام مع تنزيل مقتضيات القانون الإطار للتربية والتكوين ومع المشاريع المندمجة لتنزيل أحكامه، خاصة المشروع المندمج رقم 8 الخاص بتطوير النموذج البيداغوجي، وكذا المشروع رقم 10 المتعلق بالارتقاء بالحياة المدرسية حيث تؤكد المرجعيات على ضرورة التشجيع والتحفيز على قيم النبوغ والتميز والابتكار في مختلف مستويات منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي ومكوناتها.
من جهته رحب الدكتور محسن الزواق، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس، بضيوف الأكاديمية وبالحضور النوعي الذي أملته التدابير الوقائية واحترام البروتوكول الصحي، وعبر عن قناعته بتحقيق الدورة للأهداف التربوية والفنية بامتياز، رغم إكراهات الظرفية وسياقها، مشيدا بثقة الشركاء وعزمهم على المساهمة في مواصلة التطوير فيما سياتي من دورات.
كما جدد المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالجهة الشكر والامتنان لكل من ساهم إلى جانب الأكاديمية في التفكير والتحضير والإنجاز الجيد، حتى يظل المهرجان وفيا لمبادئ تأسيسه، مخلصا لجمهوره اليافع، ملهما للتلامذة وأساتذتهم، جاعلا من الصورة حاملا وناقلا ودعامة لترسيخ كل أشكال القيم النبيلة في المجتمع المدرسي والتربية على الجمال في كل أبعاده. وأضاف أن ما راكمته أكاديمية فاس مكناس خلال الدورات السابقة قد أغنى خزانة الفيلم التربوي، وجعلها تكسب رهان التجارب وتلاقحها على المستوى الوطني من جهة، كما مكنها من توظيف سحر الصورة وجماليتها في تنمية الذوق والخيال داخل مؤسساتنا التربوية من جهة أخرى.
وفي إطار أنشطة الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، نظمت عن بعد مساء الخميس 8 أبريل 2021 ندوة فكرية حول موضوع "الفيلم التربوي: نحو رؤية جمالية للتربية على الصورة"، نشطها الأستاذ أحمد سيجلماسي وشارك فيها بمداخلات الأساتذة الدكاترة: الحبيب ناصري وإدريس الذهبي وفريد بوجيدة. كما تتبع جمهور المهرجان صباحا ورشة كتابة السيناريو من تأطير المخرج والسيناريست علال العلاوي.
وقد أجمع المتدخلون في الندوة على الدور المركزي للصورة التي أصبحت في وقتنا الراهن أداة ديداكتيكية وتربوية وجمالية وثقافية لا غنى عنها، إذ لابد من توظيفها من خلال "الفيلم التربوي" والوسائط الأخرى، ولابد من إحلالها المكانة اللائقة بها في صلب العملية التعليمية التعلمية، ووضع استراتيجية محكمة قوامها التربية على الصورة كوسيلة ناجعة لإعداد مواطن الغد المسلح بثقافة الجمال والحس النقدي والمعتز بثقافته المحلية والمنفتح على الثقافة الكونية.
كما ناقش المتدخلون في الندوة الفكرية والتربوية مفاهيم الجمال وعلم الجمال والتذوق الفني، وتداولوا في الصورة وجمالياتها وما تتميز به من خصائص مقارنة مع أدوات التعبير الأخرى. كما أشاروا إلى تنوع وسائل التذوق الفني من تربية بصرية ولفظية وحركية وبنائية وتشكيلية وموسيقية، وقدموا إطلالة تاريخية على المراحل التي مرت منها الصورة مع التأكيد على أهمية الارتقاء بجانبها الوظيفي إلى استعمالها كآلية من الآليات الإيجابية التي تمكننا من الإلتحاق بأفق التقدم. فبدون تربية على الصورة لا يستطيع أطفالنا وتلامذتنا وطلابنا مواكبة العصر بشكل إيجابي وبها لن يصبحوا مستهلكين للصور فحسب بل منتجين لها وقادرين على تفكيكها والتفاعل معها إيجابيا واستثمار جمالياتها كتعبير ينمي الذوق والحس الفني.
برنامج حفل الاختتام قام بتنشيط فقراته باقتدار ملحوظ الأستاذ سمير باحاجين، وتضمن تكريم شخصيات مرموقة يتقدمها الإعلامي والناقد السينمائي بلال مرميد والإطار السابق والفاعلة الجمعوية الأستاذة رشيدة الونجلي والأستاذ والمخرج كريم عصارة، حيث قدمت في حقهم شهادات مصورة وفيديوهات تتضمن بعض صورهم وعبروا من خلال كلماتهم عن شكرهم وامتنانهم لإدارة المهرجان التي دأبت منذ دوراته السابقة على ترسيخ ثقافة الإعتراف.
وفي إطار انفتاح الأكاديمية على شركاء في مجال الفن السابع تم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب.
وقد حضر فعاليات الدورة 19 من المهرجان الوطني للفيلم التربوي، إلى جانب الدكتور محسن الزواق، كل من السيدات والسادة: الكاتب العام للولاية ممثلا للسيد والي جهة فاس مكناس، مدير التعاون والارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي المكلف بالحياة المدرسية، رئيس قسم التعليم والتكوين المهني والتشغيل بوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، السيدة والسادة المديرون الاقليميون بالجهة، السيد مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بجهة فاس مكناس، السادة ممثلو الاكاديميات الجهوية الحاضرون، السيدة والسادة المفتشون، المكرمون الحاضرون، أعضاء لجنة التحكيم الحاضرون، الأساتذة الحاضرون المشاركون في الندوة الوطنية، الفنانون عز العرب الكغاط وعبد الرحيم المنياري ومنال الصديقي، رؤساء الأقسام بالأكاديمية المنظمة للمهرجان.
فيما يلي تقرير لجنة التحكيم، الذي تلاه أمام الحاضرين الشاعر الدكتور عبد السلام المساوي وإلى جانبه الممثل القدير عز العرب الكغاط، وهما معا عضوان في اللجنة مقيمان بفاس، أما باقي أعضاء اللجنة فقد أعلنوا عبر فيديوهات مصورة عن بعض الفائزين بالجوائز:
اجتمعت لجنة تحكيم الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، والمكونة من المخرج السينمائي عبد الإله الجوهري، رئيساً، وعضوية كل من: الممثل عز العرب الكغاط والشاعر عبد السلام المُساوي والناقدة السينمائية السورية لمى طيّارة والمخرج التونسي أشرف لعمار، للتداول النهائي في جوائز الدورة يوم الثلاثاء 6 أبريل 2021.
وبعد نقاش موسع استُحضِرت، خلاله، المعايير الفنية المرتبطة باللغة السينمائية وكذلك مستويات الأبعاد التربوية والبيداغوجية ومدى حضورها في الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، تم الحسم بسلاسة وفي جو من الموضوعية في نتائج المسابقة.
وتحب اللجنة في البداية أن تشكر إدارة المهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس، ومن خلالها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس، الحاضنة لفعاليات هذا المهرجان التربوي، على مواظبتها على تنظيمه، لما له من أهداف بيداغوجية وفنية شديدة الأهمية. كما تشير إلى مجموعة من الملاحظات الإيجابية التي أمكن تسجيلها خلال مشاهدة الأفلام المشاركة، ومنها ما يلي:
أولا، نُزوع معظم الأفلام المشاركة إلى تَمثُّل بعض التوصيات الصادرة في الدورات السابقة من المهرجان، ومنها عدم الربط الآلي بين الموضوعات والفضاء المدرسي تحديدا. فقد انفتحت هذه الأفلام على الدلالات الواسعة لمفهومي التربية وكذا الفيلم التربوي.
ثانيا، اتجاه نسبة عالية من الأفلام المشاركة إلى معالجة مشكلات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وهذا في حد ذاته اهتمام بالتربية الدامجة في المدرسة المغربية التي صارت تحظى بأهمية خاصة في البرامج الإصلاحية الحالية.
ثالثا، وجود تطور ملحوظ في جودة الصورة وفي تحسن مستوى الأفكار السينمائية والسيناريوهات؛ ولا شك أن هذا ناتج عن تراكم التجارب والاتجاه إلى الاستثمار في المجال السمعي البصري.
وفيما يلي نتائج المسابقة:
أولا، التنويهات:
1، التنويه بفيلم "مسار حليمة"، مديرية تازة، أكاديمية فاس مكناس.
2، التنويه بأحسن تمثيل للطفلة زينب بونيد في فيلم "أسيرة الصمت"، مديرية مراكش، أكاديمية مراكش آسفي.
3، التنويه بأحسن تمثيل للطفل جمال بومروان في فيلم "التفاحة"، مديرية بني ملال، أكاديمية بني ملال خنيفرة.
ثانيا، جائزة أحسن تمثيل:
فازت بجائزة أحسن دور إناث الطفلة أحلام المخاخ عن دورها في فيلم "أحلام" لمخرجه مسعود عريبة، عن مديرية تارودانت، أكاديمية سوس ماسة.
وفاز بجائزة أحسن دور ذكور الطفل صهيب بوتدغارت عن دوره في فيلم "رضى" لمخرجيْه عبد الكريم جابرا وفردوس أزكاغ، عن مديرية ورززات، أكاديمية درعة تافيلالت.
ثالثا: جائزة السيناريو:
فاز بها فيلم "حنين" لمخرجه سعيد المغاري، عن مديرية الداخلة، أكاديمية وادي الذهب.
رابعا: جائزة الإخراج:
فاز بها فيلم "بوشعيب" لمخرجه عمر إيملوي، عن مديرية الرباط، أكاديمية الرباط سلا القنيطرة.
خامسا: جائزة العمل المتكامل:
فاز بها فيلم "هَكَّاكْشْ" لمخرجه أسامة مؤتمير، عن مديرية بني ملال، أكاديمية بني ملال خنيفرة.
من فاس: أحمد سيجلماسي.