تتوجه الأنظار يوما بعد آخر نحو استثمار التقنيات الرقمية في فضاء العرض المسرحي المعاصر، لاسيما في السنوات الاخيرة على الصعيدين العالمي والعربي، برغم اختلاف هذا الاستثمار وتقاناته المتعددة هي الاخرى بحكم القبض على ما هو تقليدي فيه، وما هو متطور جدا برامجيا وإلكترونيا لكنه يصب في النهاية في خانة التقنيات الرقمية واستثمارها في تفعيل وتنشيط جماليات العرض المسرحي فكرا وشكلا ومضمونا، الامر الذي يدفع بخطاب العرض نحو آفاق بكر من التجريب المسرحي المنفتح على الإبهار ودهشة التلقي المنتظرة. لم يأت هذا التوجه على صعيد العرض المسرحي فقط، بل تعدى الأمر في فضاءات الدرس الأكاديمي العالمي والعربي، فمثلا في العراق اليوم، وفي كلية الفنون الجميلة جامعة بابل، تم استحداث مادة دراسية في الماجستير عنوانها "تقنيات رقمية" في فرع التقنيات المسرحية دراسات عليا، والحال نفسه مع جامعات عربية أخرى، وتزايد هذا الاهتمام أيضا على الأصعدة المهرجانية والمؤتمرات والندوات المسرحية العالمية منها أو العربية، في وضع محور أو محاور عدة تتعلق بالمسرح الرقمي والتقنيات الرقمية، وهذا ما قام به واستحدثه مؤخرا موقع:
Digital Theatre المسرح الرقمي الإلكتروني في الثامن عشر من مارس/آذار الماضي 2021 بعقده ندوة إلكترونية دولية (أون لاين) تحت عنوان المسرح الرقمي، أسهم فيها وتحدث خلالها ثلاث أساتذة من جامعات أميركية عن ممارسات وتعليم المسرح الرقمي في الصف الدراسي. ولقد كان عونا لنا متفضلا علينا، في ترجمة جميع ما دار في هذه الندوة ومتابعتها المتمرس والمترجم الدكتور صالح مهدي حميد وهو أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة بابل العراقية، وعبر الموقع نفسه، وإليكم النص الكامل لهذه الندوة ومادار فيها.
تبدأ الندوة الموسومة "التعددية والمسرح: استراتيجيات التعليم والتطبيق" بكلمة ساندرا ادل، رئيس جمعية "المسرح في الدراسات العليا" ومدير موقع "المسرح الرقمي"، وهي أستاذ الأدب في قسم الدراسات الأفرو-أميركية في جامعة (وسكنسن/ ماديسون).
تناولت في كلمتها الترحيبية بداية الاهتمام الجدي بمسرح "الملونين/السود" ودراسة موضوع هذا المسرح في الدراسات العليا، الذي بدأ بشكل أولي عام 2018. تقول إن تلك السنة شهدت الاهتمام بالمسرح الرقمي، حيث بدأت تشعر بالحاجة إلى هذا الموضوع. تقول أيضا: إن فضاء موضوع "المسرح الرقمي" واسع جدا، ويتميز بأنه يضم أيضا جوانب متعددة تقتضيها الضرورة في حقل الدراسات العليا، وتحتاجها "التعددية" أيضا.
* المتحدث الثاني هي تاليا روجرز، وهي المدير الإعلامي لجمعية المسرح في الدراسات العليا. تناولت المتحدثة في البدء أفضل الوسائل التي تسهل إقامة الاجتماعات واللقاءات الحوارية، وأهمية ازدياد حجم وعدد العروض المسرحية.
ركزت المتحدثة بشكل مهم على موضوع المسرح الأفريقي/الأميركي (السود) وذكرت أن هذا النشاط لم يكن حصرا على فئة، وإنما شارك فيه آخرون أيضا. وأفادت كذلك بأن المسرح الرقمي يعد عاملا مهما في عملية "التعليم الذاتي" خصوصا في مثل ظروف الجائحة الحالية. تناولت في حديثها عرضا لأعمال مسرحية تناولت موضوعة "مسرح السود" و"المسرح الرقمي" فقالت بأن المسرح الرقمي أفاد كثيرا من عملية "مزج العناصر السينمائية/ الفلمية".
وفي حقل الموضوعة، اهتم "لمسرح الرقمي" بأهمية المحتوى أو المضمون الاجتماعي في العروض المسرحية. عرّجت المتحدثة على بعض العروض، منها: "خط الأنابيب" لـ دومنيك موريسو والذي يتناول التحديات التي تواجه الشباب السود في النظم التعليمية الأميركية. وأشارت أيضا إلى مسرحية "الحاوية" التي تناولت حياة اللاجئين وظروفهم في معسكرات الاحتجاز. وأظهرت المتحدثة أيضا أن المسرح الرقمي وظّف بشكل واسع الإفادة من إعادة أعمال شكسبير؛ فتناول هذا المسرح مثلا أعمالا معدة عن أنطولوجيا أعمال شكسبير من قبيل: عزيزي السيد شكسبير و حياة شكسبير، وشهدت مثل هذه الأعمال مشاركات مختلفة من الهند ولبنان وأميركا. وعرّجت على المسرح الكلاسيكي حيث كانت هناك مسرحية "خمس عشرة بطلة" معدة أصلا عن الأساطير اليونانية تناولت موضوعات القيادة والسلطة.
بعدها تحدث كرس بيري، وهو رئيس الشبكة "المسرح الرقمي" وقال من جديد أن هذه الشبكة ذات أهمية في مثل هذا الظرف القائم حال.
وعرّج على نشاطات الشبكة المستقبلية، فقال إنهم بصدد الإعداد لـ "أسبوع مسرح السود" وهو مسرح كما وصفه "يقدم لنا، ومن قبلنا، ومن حولنا، وعنّا" وأنه أيضا المكان الذي يمكن أن يلتقي به الجميع لتبادل الآراء، ويمكن من خلاله أن تجتمع المؤسسات التعليمية المتنوعة على حد سواء.
ثم تحدثت بعده الدكتورة كاثي بيركنز وهي مصممة إضاءة وأكاديمية وباحثة وأستاذ متمرس في جامعة ألينوي.
اهتمت بيركنز في موضوعة توظيف الإضاءة في العروض المسرحية التي تتناول موضوعة (السود)، وتعرضت إلى مجموعة من العروض المسرحية التي عرضت في ولايات متنوعة. تقول المتحدثة إن الحضور المسرحي ليس وجها فقط، لأنه لا يعبر عن حقيقة الثقافة، كما هو الحال في بعض العروض التي أخفقت في تجسيد الثقافة "الأفرو-أميركية"، وأضافت أن المسرحي الذي يهتم بتقديم صورة حقيقية عن الموضوع، ينبغي عليه الإلمام بثقافة المواطن الملوّن أو أي شخصية أخرى بالرجوع إلى مصادرها الموثوقة والمراكز المتخصصة. واعتبرت أن المهتم بالمسرح (والمسرح الرقمي أيضا) بحاجة العودة أيضا إلى مصادر من قبيل: المتاحف ذات العلاقة، والصحف المختصة، والصور ذات الاهتمام، والمراجع المعتمدة.
خلصت الباحثة إلى أن الصورة ليست معبرة عن الموضوع؛ لأن الموضوع ليس الصورة، والصورة هي حصيلة اجتماع عناصر أخرى. ولتأكيد مصداقية طرحها، عرّجت الباحثة على أعمال مسرحية تناولت من خلالها عرض طروحاتها بشكل عملي: فكانت هناك تعليقات على العروض "مشكلة في الفكر" و"سبع كيتارات" و"الخطو الساخنة لشرق تكساس". إضافة إلى دور الأزياء في تجسيد الشخصية الأفرو- أميركية في عرض المسرح الرقمي، ناقشت الباحثة أيضا استعمال الإضاءة واللون في تحقيق ذلك أيضا، وذهبت حتى إلى لون أرضية خشبة المسرح نفسها ولون الأثاث المستعمل في العرض المسرحي. تقول الباحثة بالإحالة إلى مسرحية "الآنسة جولي" ومسرحية "الكتاب المقدس بالنسبة لجيمس" بأن تأثير هذه العناصر يوازي تأثير الوجه.
وأخيرا تحدثت الدكتورة شاَرل لوكيت، وهي مخرجة وممثلة وأستاذ مشارك في جامعة سنسناتي.
تناولت الباحثة في حديثها طرائق تمثيل شخصية الملوَن (الأسود) وتدريب الممثل على ذلك. تستعرض الباحثة تاريخيا دور الشخصية الأفرو- أميركية في المسرح الأميركي كان يمنح للممثل الأسود لأن الدور غالبا ما يكون هامشيا وغير مؤثر. وتعزو الباحثة ذلك إلى طبيعة النظرة السائدة إلى الشخصية في الإطار الاجتماعي/الثقافي آنذاك. وتؤسس الباحثة ذلك بالإشارة إلى الدور الذي مُنِح للمثل الأسود في مسرحية "كلهم أبنائي" للكاتب الأميركي آرثر ميلر.
وتعرض الباحثة صورا لممثلين في بداية القرن العشرين لم يكن بينهم ولا ممثل ينتمي إلى العرق الأفريقي، مما تعده دليلا على غياب دور الممثل الأسود في المسرح والسينما الأميركية.
ثم تعرض لوحة ثانية تستعرض صورا لممثلين أميركيين في تاريخ لاحق، يظهر بروز ممثلين سود (ولو بعدد محدد) في قائمة صور الممثلين الأميركيين مما اعتبرته نقطة انطلاق لدور الممثل الأسود في تاريخ المسرح الأفرو- أميركي.
تناولت الباحثة المختصة أصلا بطرائق التمثيل أهم المطبوعات التي تسهم في عملية نجاح تجسيد الشخصية الأفرو- أفريقية، فأفادت أنه على الممثل أن يهتم بهوية الشخصية السوداء، أثناء تدريباته على عناصر تجسيدها. ويمكن الإلمام بتلك العناصر من خلال مراجع كثيرة من قبيل: التركيز على الأفرو- أميركية، وإعادة توجيه الاهتمام والنظر إلى بعض الأفكار الآتية:
الكتابة عمل ثوري (بمعنى أنها تسعى الى التغيير). التعامل مع النص على أنه ميّت. التأكيد على أهمية حضور عناصر ترابط بين الأجزاء.
بعدها تحدث كرس بيري، وهو رئيس الشبكة "المسرح الرقمي" وقال من جديد أن هذه الشبكة ذات أهمية في مثل هذا الظرف القائم حال.
وعرّج على نشاطات الشبكة المستقبلية، فقال إنهم بصدد الإعداد لـ "أسبوع مسرح السود" وهو مسرح كما وصفه "يقدم لنا، ومن قبلنا، ومن حولنا، وعنّا" وأنه أيضا المكان الذي يمكن أن يلتقي به الجميع لتبادل الآراء، ويمكن من خلاله أن تجتمع المؤسسات التعليمية المتنوعة على حد سواء.
ثم تحدثت بعده الدكتورة كاثي بيركنز وهي مصممة إضاءة وأكاديمية وباحثة وأستاذ متمرس في جامعة ألينوي.
اهتمت بيركنز في موضوعة توظيف الإضاءة في العروض المسرحية التي تتناول موضوعة (السود)، وتعرضت إلى مجموعة من العروض المسرحية التي عرضت في ولايات متنوعة. تقول المتحدثة إن الحضور المسرحي ليس وجها فقط، لأنه لا يعبر عن حقيقة الثقافة، كما هو الحال في بعض العروض التي أخفقت في تجسيد الثقافة "الأفرو-أميركية"، وأضافت أن المسرحي الذي يهتم بتقديم صورة حقيقية عن الموضوع، ينبغي عليه الإلمام بثقافة المواطن الملوّن أو أي شخصية أخرى بالرجوع إلى مصادرها الموثوقة والمراكز المتخصصة. واعتبرت أن المهتم بالمسرح (والمسرح الرقمي أيضا) بحاجة العودة أيضا إلى مصادر من قبيل: المتاحف ذات العلاقة، والصحف المختصة، والصور ذات الاهتمام، والمراجع المعتمدة.
خلصت الباحثة إلى أن الصورة ليست معبرة عن الموضوع؛ لأن الموضوع ليس الصورة، والصورة هي حصيلة اجتماع عناصر أخرى. ولتأكيد مصداقية طرحها، عرّجت الباحثة على أعمال مسرحية تناولت من خلالها عرض طروحاتها بشكل عملي: فكانت هناك تعليقات على العروض "مشكلة في الفكر" و"سبع كيتارات" و"الخطو الساخنة لشرق تكساس". إضافة إلى دور الأزياء في تجسيد الشخصية الأفرو- أميركية في عرض المسرح الرقمي، ناقشت الباحثة أيضا استعمال الإضاءة واللون في تحقيق ذلك أيضا، وذهبت حتى إلى لون أرضية خشبة المسرح نفسها ولون الأثاث المستعمل في العرض المسرحي. تقول الباحثة بالإحالة إلى مسرحية "الآنسة جولي" ومسرحية "الكتاب المقدس بالنسبة لجيمس" بأن تأثير هذه العناصر يوازي تأثير الوجه.
وأخيرا تحدثت الدكتورة شاَرل لوكيت، وهي مخرجة وممثلة وأستاذ مشارك في جامعة سنسناتي.
تناولت الباحثة في حديثها طرائق تمثيل شخصية الملوَن (الأسود) وتدريب الممثل على ذلك. تستعرض الباحثة تاريخيا دور الشخصية الأفرو- أميركية في المسرح الأميركي كان يمنح للممثل الأسود لأن الدور غالبا ما يكون هامشيا وغير مؤثر. وتعزو الباحثة ذلك إلى طبيعة النظرة السائدة إلى الشخصية في الإطار الاجتماعي/الثقافي آنذاك. وتؤسس الباحثة ذلك بالإشارة إلى الدور الذي مُنِح للمثل الأسود في مسرحية "كلهم أبنائي" للكاتب الأميركي آرثر ميلر.
وتعرض الباحثة صورا لممثلين في بداية القرن العشرين لم يكن بينهم ولا ممثل ينتمي إلى العرق الأفريقي، مما تعده دليلا على غياب دور الممثل الأسود في المسرح والسينما الأميركية.
ثم تعرض لوحة ثانية تستعرض صورا لممثلين أميركيين في تاريخ لاحق، يظهر بروز ممثلين سود (ولو بعدد محدد) في قائمة صور الممثلين الأميركيين مما اعتبرته نقطة انطلاق لدور الممثل الأسود في تاريخ المسرح الأفرو- أميركي.
تناولت الباحثة المختصة أصلا بطرائق التمثيل أهم المطبوعات التي تسهم في عملية نجاح تجسيد الشخصية الأفرو- أفريقية، فأفادت أنه على الممثل أن يهتم بهوية الشخصية السوداء، أثناء تدريباته على عناصر تجسيدها. ويمكن الإلمام بتلك العناصر من خلال مراجع كثيرة من قبيل: التركيز على الأفرو- أميركية، وإعادة توجيه الاهتمام والنظر إلى بعض الأفكار الآتية:
الكتابة عمل ثوري (بمعنى أنها تسعى الى التغيير). التعامل مع النص على أنه ميّت. التأكيد على أهمية حضور عناصر ترابط بين الأجزاء.