تنظم عن بعد يومه الخميس 8 أبريل 2021 ابتداء من الساعة 19 ندوة حول موضوع "الفيلم التربوي: نحو رؤية جمالية للتربية على الصورة"، ينشطها الأستاذ أحمد سيجلماسي ويشارك فيها بمداخلات مصورة الأساتذة الحبيب ناصري وإدريس الذهبي وفريد بوجيدة. فيما يلي أرضية مقترحة من منشط الندوة:
لا يجادل أحد في كون العصر الذي نعيش فيه أصبح موسوما بهيمنة الصورة بأشكالها المختلفة على مناحي الحياة، ولا يجادل أحد أيضا في كون الإنسان المعاصر أصبح مستهلكا ومنتجا في آن واحد وبشكل كبير لمختلف الصور الثابتة (كالصور الفوتوغرافية والكاريكاتورية والرسومات واللوحات التشكيلية وغيرها) والمتحركة (كالأفلام السينمائية والتلفزيونية والبرامج والمجلات والسلسلات والمسلسلات والسيتكومات والربورتاجات ونشرات الأخبار والفيديوهات وغيرها) عبر هاتفه الذكي وحاسوبه والقنوات التلفزيونية والمهرجانات والمواقع والمنصات الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي، بشكل خاص، وذلك بفضل الوسائط المتعددة التي وفرتها له التكنولوجيا الرقمية وآلياتها المتطورة بسرعة مذهلة من فترة زمنية لأخرى.
في خضم هذا السيل الجارف من الصور الآتية من كل حدب وصوب، وفي خضم هذا الهوس بالهواتف الذكية من لدن الأطفال واليافعين والشباب، بشكل خاص، تتبادر إلى الأذهان مجموعة من التساؤلات من قبيل: ما هو الدور الذي يمكن للمؤسسة التعليمية والتكوينية بمستوياتها المتدرجة من الإبتدائي إلى الجامعي أن تلعبه في التربية على الصورة؟ أي كيف نمكن تلامذتنا وطلابنا وناشئتنا عموما من التعاطي الإيجابي والمثمر مع الصورة؟ كيف نمكنهم من تملك آليات التحليل والنقد والتركيب حتى لا يظلوا مجرد مستهلكين سلبيين للصور بغثها وسمينها؟ كيف نساعدهم على تملك التقنيات السمعية البصرية من تصوير وتسجيل صوت ومونطاج وغير ذلك ليصبحوا بدورهم منتجين لصورهم الخاصة، علما بأن المجتمع الذي لا ينتج صوره تذوب هويته وخصوصيته الثقافية في صور الغير التي يستهلكها؟ كيف نرفع من مستوى ذائقتهم الفنية ونخلق لديهم حسا نقديا ونطور ثقافتهم السينمائية والبصرية عموما؟ كيف نجعل الموهوبين منهم قادرين على إبداع أفلام جميلة ومقنعة شكلا ومحتوى؟
هذه جملة من التساؤلات الجوهرية أعتقد أن الأساتذة الأصدقاء، الدكتور الحبيب ناصري والدكتور إدريس الذهبي والدكتور فريد بوجيدة، المتدخلين في ندوة هذه الدورة التاسعة عشرة لمهرجاننا الوطني للفيلم التربوي بفاس سيقدمون بعض عناصر الإجابة عنها، وقد يثيرون تساؤلات أخرى في مداخلاتهم إغناء للنقاش حول موضوع الندوة "الفيلم التربوي: نحو رؤية جمالية للتربية على الصورة"، الذي اتخذ في الآن نفسه شعارا لدورة هذه السنة 2021.
من هم المتدخلون في الندوة؟
1، الدكتور الحبيب ناصري:
أستاذ باحث درس ويدرس مادة ديداكتيك اللغة العربية بمركز مهن التربية والتكوين بخريبكة سابقا وبالدار البيضاء حاليا، وبالموازاة مع ذلك فهو رئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة والجمعية المنظمة له وأحد مؤسسيهما البارزين. شارك في العديد من الندوات ولجن التحكيم والمهرجانات السينمائية وغيرها، وله كتابات عدة في مختلف المنابر الإعلامية المغربية والعربية وبعض الكتب الفردية والجماعية أولها "جماليات الحكي في التراث العربي الشعري" (2004) وآخرها "الصورة والتربية"... له كذلك محاولات في كتابة السيناريو وإخراج الأفلام الوثائقية، وهو حاليا عضو في الغرفة المغربية لصناع الفيلم الوثائقي.
2، الدكتور إدريس الذهبي:
أستاذ للأدب العربي الحديث والنقد والمسرح بجامعة سيدي محمد بنعبد الله بفاس ورئيس مكتب الأنشطة الطلابية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز ورئيس منتدى الحكمة للتواصل الثقافي والتنمية بفاس.. له حضور جمعوي وثقافي وأكاديمي وفني ملحوظ في العديد من التظاهرات الثقافية والفنية وغيرها، كما صدرت له مؤلفات نقدية وإبداعية متنوعة.
3، الدكتور فريد بوجيدة:
أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة، متخصص في السوسيولوجيا. سبق له أن أصدر كتبا قدم من خلال بعضها مقاربة سوسيولوجية للسينما بالمغرب، كما مارس تدريس الفلسفة بالتعليم الثانوي التأهيلي والتنشيط السينمائي في إطار حركة الأندية السينمائية بالمغرب، وهو ناقد سينمائي وأحد مؤسسي المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، الذي اضطلع في دورات سابقة منه بمهمة مديره الفني.
تجدر الإشارة إلى أن أشغال هذه الندوة وباقي فقرات برنامج الدورة 19 للمهرجان الوطني للفيلم التربوي بفاس يمكن متابعتها رقميا على الصفحة الرسمية الفايسبوكية للجهة المنظمة أي الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس. فيما يلي رابطها:
https://web.facebook.com/acad.
منشط الندوة: أحمد سيجلماسي