تداول رواد المواقع الإجتماعي نعي واحد من أهم رموز اليسار المغربي الذي رحل بعد عمر مديد وتجربة مريرة ما بين النضال والسجون.
اعتقل زعزاع في سبعينات القرن الماضي وتعرض لشتى أنواع التعذيب الجسدي الفظيع في درب مولاي الشريف، سيء السمعة، ويشهد له رفاقه أنه واجه آلة القمع والتعذيب بصلابة أسطورية.
حكم عليه بالسجن المؤبد في محاكمة يناير 1977 بالدار البيضاء . وظل مناضلا صامدا في السجن، ورفض كتابة طلب العفو الملكي كما فعل بعض رفاقه، وبدلا من العفو كتب موجها خطابه إلى الملك الراحل الحسن الثاني: “قد تستطيعون بسلطتكم أن تضعونا في السجون، لكنكم لن تسنطيعوا تغيير آراءنا”، وهو ما جر عليه محاكمة أخرى داخل سجنه، وكأن حكم المؤبد لم يشف غليل جلاده.
وحتى عندما غادر السجن حرا نهاية الثمانيات ظل متشبثا بمواقفه وآرائه التي صنعت منه مناضلا عماليا عضويا برز نجمه في يسار السبعينات.
حاول زعزاع توحيد صفوف اليساريين في بداية تسعينات القرن الماضي وعندما اختلف الرفاق حافظ هو على خطه الوفي للطبقات الشعبية وأعطى النموذج للمناضل العضوي الذي يحبذ الممارسة على التنظير.
خاض تجربة صحفية قصيرة لكنها غنية عندما أطلق جريدة المواطن وبعد منعها أصدر صنوتها المواطنة، ونجح في تسليط الضوء عبر صفحاتها، ولأول مرة، في تاريخ المغرب المعاصر على معتقل تازمامات الرهيب، عندما نشر الرسالة التي فضحت وجود هذا الجحيم الأرضي وبالتالي إنقاذ حياة آخر المعتقلين السريين داخله.
ورغم كل الإحباط والخذلان من الرفاق قبل الأعداء والخصوم، لم ينهزم زعزاع وتابع مسيرة نضاله النبيل منخرطا في العمل الجمعوي. خاصة جمعيات الأحياء الشعبية للعمل مع المواطنات والمواطنين عن في درب بوشنتوف الذي رأى فيه النور في الدار البيضاء.
وظل عبد الله زعزاع، حتى آخر سنواته، حاضرا في العديد من التظاهرات والوقفات والفعاليات الجمعوية والنضالية، شارك بقوة في حركة 20 فبراير ، وفي كل المسيرات المؤيدة لحقو الطبقة العمالية، وفي كل التظاهرات المناصرة لحق الشعب الفلسطيني، ورفع صوته عاليا عندما تعلق الأمر بالإعتقالات السياسية واعتقالات الصحفيين، وكان حضوره لافتا في المسيرة الوطنية التي خرجت لنصرة معتقلي “حراك الريف” .