يُصنف الأدب الرقمي على أنه الأدب الذي ينشأ في بيئة رقمية ويشمل الأعمال المبنية بشكل حصري من خلال الأجهزة الرقمية ولأجلها، مثل الحواسيب، الهواتف الذكية. يمكن تعريف عمل أدبي رقمي على أنه ” بناء حيث جماله الأدبي ينبع من الحوسبة”، “عمل يكون موجود فقط في الفضاء الرقمي الذي يمكن برمجته وكتابته وتطويره”. فهو الأدب الذي يجمع بين العمل الأدبي والتكنولوجيا، ولا يمكن تلقيه إلا عبر وسيط رقمي. بالتالي يمكن اعتباره فرع من فروع الأدب.
وهذا يعني أن هذه الأعمال لا يمكن طباعتها بسهولة، أو لا يمكن طباعتها إطلاقاً، بسبب وجود عناصر أساسية مرتبطا بالنص لا يمكن تحويلها إلى شكل مطبوع. مثلاً تكون بعض الروايات مخصصة بشكل حصري للهواتف المحمولة، وذلك لأنها تتطلب شاشة تعمل بالمس. حيث يميل الأدب الرقمي للطلب من المستخدم التنقل عبره عن طريق الإعدادات الرقمية، مقدماً تجربة جديدة للمستخدم من خلال الوسط الرقمي.
تناقش «كاثرين هيلز – Katherine Hayles» هذا النوع من الأدب في مقالة على الإنترنت بعنوان، الأدب الرقمي: ما هو؟ وتقول في هذا المقال الذي كُتب عام 2008، بأن الأدب الإلكتروني حول الأدب المطبوع إلى النسخة الرقمية، وهو الأدب الذي يقرأ عادًة على الحاسوب. وقدمت منظمة الأدب الرقمي “ELO” تعريف ينص على أن هذا المجال يشير إلى الأعمال ذات الجانب الأدبي المهم، الذي يستفيد من القدرات والسياقات التي يوفرها الحاسوب المستقل أو المتصل بالشبكة.
مثال عن رواية تفاعلية:
novelling وهي رواية من تأليف «ويل لويرس – Will Luers»، «هازيل سميث – Hazel Smith»، «روجير دين – Roger Dean» تحوي نص وفيديو وصوت، متوفرة للقراءة على الحاسوب. يرتب العمل الوسائط على شكل أجزاء في دورات مدتها 6 دقائق لاقتراح سرد بين أربع شخصيات. تتغير الواجهة كل 30 ثانية، أو عندما ينقر المستخدم على الشاشة، مما يخلق قصة دائمة التطور.
أمثلة عربية:
تعود التجربة الأولى في العالم العربي إلى الكاتب الأردني محمد سناجلة الذي أصدر حتى الآن أربعة أعمال أدبية رقمية، هي رواية ظلال الواحد 2001، ورواية شات 2005، وقصة تفاعلية قصيرة بعنوان صقيع 2007. أما آخر أعماله فكان ظلال العاشق الذي صدر عام 2016 على موقع خاص بالعمل نفسه (الموقع).
نذكر أيضا كاتب الخيال العلمي المصري أحمد خالد توفيق الذي أصدر قصة قصيرة بعنوان قصة ربع مخيفة 2005، والكاتبين المغربيين محمد أشويكة الذي أصدر قصة احتمالات 2009، واسماعيل البويحياوي صاحب حفنات جمر وهي عبارة عن مجموعة قصص تفاعلية صدرت عام 2015.
مجالات الأدب الرقمي:
توفر المنظمة على موقعها الرسمي تعريف إضافي يتمثل في بعض من مجالاته والتي هي:
- الخيال النثري والشعر والكتب الرقمية، داخل وخارج صفحات الانترنت.
- الشعر الحركي الذي يعرض على هيئة رسومية.
- المنتديات الفنية على الانترنت التي يساهم فيها الأعضاء والزوار ويُطلب منهم المشاركة بالأعمال الأدبية.
- الروايات التي تأخذ شكل رسائل في البريد الالكتروني، أو الرسائل النصية على الهواتف.
- القصائد والقصص التي تُنشأ من قبل أجهزة الكمبيوتر، إما بشكل تبادلي أو استناداً إلى معايير معينة في بداية.
- مشاريع الكتابة التعاونية التي تسمح للآخرين بالمساهمة بنص الكتابة.
- العروض الأدبية على الانترنيت والتي طورت طرق جديدة للكتابة.
- رواية من خلال الفيديو، والتي تجمع الصوت والصورة والنص.
بينما يتضمن تعريف المنظمة العديد من الجوانب التي طُبقت في هذا النوع من الأدب، ولكنه يفتقر إلى المبادئ التوجيهية ويفشل في تعريف الأدب الذي أُنشئ على وسائل التواصل الاجتماعي.