قال عبد الله البقالي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية إن حرية الصحافة بالمغرب هي محل مد وجزر منذ فترة طويلة، نظرا لوجود مصالح متضاربة فيما يتعلق بهذه الحرية.
وأشار البقالي في ندوة نظمتها العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إلى أن اعتقال الصحافيين في المغرب ودخولهم في إضراب عن الطعام ليس جديدا، مسجلا وجود متابعات واعتقالات سابقة طالت صحافيين من قبيل علي المرابط ومصطفى العلوي وعلي أنوزلا.
وسجل رئيس نقابة الصحافيين وجود تطورات كبيرة حصلت في المشهد الإعلامي المغربي، لا تخلو من انفلاتات بين الفينة والأخرى، مبرزا أن أحدا لا يستطيع أن ينكر الانتكاسة التي تعيشها الصحافة في المغرب خلال السنوات الماضية.
وبخصوص اعتقال الصحافيين، اعتبر البقالي أنه لا يوجد أي مبرر لاعتقال الصحافيين، ولا أي مواطن توجد لديه ضمانات الامتثال للقرارات القضائية، فالأصل هو البراءة.
وأكد رفض النقابة ومعارضتها لاعتقال الصحافيين عمر الراضي وسليمان الريسوني، ومطالبتها بإلحاح بإطلاق سراحيهما، منبها في ذات الصدد إلى أنه لا يوجد مبرر لطول محاكمتهما؛ فهناك ملفات كبرى بقضايا كبرى ولم تستغرق محاكمتها كل هذه المدة.
وأوضح البقالي أن رأيه الشخصي يعتبر أن هناك نية مبيتة لاستهداف الصحافيين الراضي والريسوني وبوعشرين، وأن ملفاتهم محبوكة للتضييق على الصحافة، خاصة مع تصادف هذه التهم المتجانسة والمتشابهة التي تستهدف أقلاما تكتب عكس التيار، لكن هذا الرأي الخاضع للعاطفة ليس هو المنطق الذي تشتغل وفقه النقابة، إذ إن لها مسؤولية، وتشتغل وفق فرق عمل ومنهجية لا مكان فيها للعاطفة، وإنما لمبادئ ثابتة على رأسها التأكيد ضمان شروط المحاكمة العادلة.
وإذا كانت النقابة تطالب بإطلاق سراح الصحافيين، يضيف البقالي، فإنها تؤكد على أنه لا يمكن إلغاء حقوق الأطراف الأخرى، فلا حق لنا بالانحياز للصحافيين لأنهم صحافيون فقط.
ومن جهة أخرى، شدد رئيس النقابة على أنه لا يمكن الاقتصار في الحديث عن حرية الصحافة على الجانب السياسي فقط وإن كان مهما، وعن الجانب الحقوقي أيضا، ولكن لا بد من التأكيد على الجانب الاجتماعي لفائدة الصحافيين؛ فصحافي جائع ويشتغل في ظروف رديئة وبئيسة لا يمكن عن نتحدث معه عن حرية الصحافة.
وبخصوص التقارير الدولية حول حرية الصحافة، فقد نبه رئيس النقابة لوجود نقاش حول المعايير المعتمدة في إعداد هذه التقارير، معتبرا أنه ليس من المنطقي أن يحتل المغرب رتبة خلف دول كموريتانيا والإمارات وقطر.