تطوان - أعلنت مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الاثنين عن تنظيم الدورة السابعة والعشرين من المهرجان خلال الفترة الممتدة بين الحادي عشر والثامن عشر من مارس 2022.
وأضافت المؤسسة في بلاغ صحافي، أن انعقاد هذه الدورة من المهرجان يأتي بعد نجاح الدورة الـ26 بصيغة افتراضية بسبب تقييدات وضغوطات فرضتها جائحة كوفيد - 19. مضيفة “يبدو أن الجائحة بدأت في التراجع لتترك المجال لعشاق السينما وللمهنيين ليلتقوا ويناقشوا ويستمتعوا بالعوالم الساحرة التي يقترحها علينا الفن السابع”.
وأكد المصدر نفسه أن مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط أصبح موعدا لا يمكن إخلافه ضمن خارطة التظاهرات الفنية الوطنية والقارية، ولحظة أساسية للاحتفاء بالإبداعات السينمائية المتوسطية وبصانعي السينما بحوض البحر المتوسط.
وأشارت المؤسسة إلى أن المهرجان “يرفع إلى الضوء قيم الانفتاح والحداثة والتمدن، ويجعل من ضمن أولوياته إشراك الشباب في فعالياته الفنية واقتراحاته الثقافية”.
ويذكر أن الفيلم الروائي اليوناني “زيزوطيك” للمخرج فارديس ماريناكيس والشريط التركي الوثائقي “الملكة لير” للمخرج بيلين إسمر فازا بالجائزة الكبرى في فئتي الأفلام الروائية والأشرطة الوثائقية للدورة الـ26 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الدولي، الذي جرى تنظيمه في الفترة من الرابع إلى العاشر من شهر يونيو 2021، بمشاركة 9 أفلام روائية و6 وثائقيات.
وبتعاقب دوراته شكل مهرجان تطوان مشروعا حداثيا استأنف مشروع التحديث الذي قاده الرعيل الأول من المثقفين الوطنيين، منذ الأربعينات وقبلها، في مجالات الإعلام والصحافة والآداب والموسيقى والتشكيل والسينما. هو مشروع حداثي، لأنه انتقل بالمغاربة من مستوى تلقي ومشاهدة الأفلام في الشاشات السينمائية الكبيرة إلى مستوى مناقشتها ونقدها ومساءلة مبدعيها خلال مختلف دورات المهرجان.
ويتعلق الأمر بـ25 دورة كاملة، حيث حقق المهرجان منهجه التحديثي من خلال الأسابيع السينمائية التي كان أصدقاء تطوان يعقدونها بانتظام، حول السينما السوفييتية أو الإيطالية أو الجزائرية أو المصرية أو الإسبانية أو الإيطالية، ومن خلال تظاهرات أخرى، ثم عبر مجلة ”وشمة” التي يصدرها أصدقاء السينما منذ سنوات.
والمهرجان كما يرى القائمون عليه والمتابعون له هو في النهاية مشروع نضال جمالي مفتوح، أمام استمرار جيوب الظلامية والتشدد التي تعادي السينما لأنها تحرض على الحلم وتنشد الحرية، حين تصنع من الضياء صورا تفضح الظلام ودعاته.
كما يمثل مهرجان تطوان ذاكرة السينمائيين المغاربة، مثلما يمكن القول إن هذه التظاهرة قد عرضت روائع السينما المغربية على مدى خمسة وثلاثين عاما.
وقد اختار أصدقاء مهرجان السينما في تطوان في دورته الأخيرة منذ بضعة أشهر تنظيم لقاء حول التراث السينمائي المتوسطي، في دعوة صريحة إلى واجب الحفاظ على المدونة السينمائية في بلداننا العربية، وفي هذا الفضاء المتوسطي الذي شكل فضاء أبديا للقاء بالآخر والتواصل معه والتفاعل مع إنجازاته السينمائية، وهو ما ستستمر في تثمينه وترسيخه الدورة الجديدة في مارس المقبل.