على الموعد، كما هي عادتها دائمًا، كانت فلسطين بأوجاع قضيّتها وأحلام ناسها، حاضرة في عروض مِهرجان الأردنّ المسرحي في دورته الثامنة والعشرين التي حملت اسم الفنان الراحل جميل عوّاد (1937 ـ 2021)، وتجلّت بوصفها ذروة عطاءات الفنون على وجه العموم، وعطاءات أبي الفنون على وجه الخصوص، في مئوية الدولة الأردنية (1921 ـ 2021).
نصف عروض دورة هذا العام الناهضة من رماد كورونا وإغلاقات الوباء، لاحت فلسطين داخل ثناياها بشكل مباشر، أو متوارٍ. إذ من بين 12 عرضًا مسرحيًّا مشاركًا، فإن ستة عروض منها غاصت في وجع فلسطين، أو عاينت أوجه الصراع مع العدو الصهيوني في مداه العربي وفق الأفق المحيط بفلسطين، الحاضن نبضها، المُتعالق بعمق معها، أو خلقت مقاربة لما آلت إليه أحوال بلدان عربية بعينها لعيون (إسرائيل)، وكي تبقى ضعيفة في مواجهتها.