"كمشة" من الشخصيات قبض عليها وليم شكسبير بمكره الطافح وحنكته الفائضة لينثرها مثل البذار في تربة خصبة ضمن حقل يغذيه خيال عبقري ما زال ينتج طرحه حتى يومنا هذا. لتتجاوز "عطيل" كونها مسرحية، وتتحول كما تحولت أعمال الكبار إلى ملحمة صالحة لكل العصور، وتنبت حكاية ممتدة الجذور ومتشابكة الفروع.
لنبدأ من صلب الحكاية وجوهرها قبل سرد تفاصيلها التي قد تكون مضللة:
لعل المفتاح الأمثل لولوج وفهم ما أراد شكسبير الذهاب إليه في مسرحيته الشهيرة المتمحورة حول الغيرة القاتلة، هو ما أشار إليه الكاتب جبرا إبراهيم جبرا، في كون “عطيل” ليس تحريفاً لاسم عربي كما ظنه خليل مطران (1849 – 1969)، الذي كان أول من نقل المسرحية إلى العربية، وإنما هو موجود باللغة الإيطالية ويعني “الحذر”.