-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

«سندباد» الرباوي: انعطافات السيرة الشعرية: عبداللطيف الوراري


ترحال

يأتي إلينا صوت الشاعر محمد علي الرباوي من زمن السبعينيات المغربي، السياسي والثقافي. ابن الجنوب الذي ولد في الواحة، واحة أسرير، ونشأ في أسرة محافظة، وتَرحل بين أمكنة مختلفة (وهران، الرباط، مشرع حمادي، العيون، سيدي قاسم، وجدة، مكناس)

كانت تقذف به في أتون العالم المصطخب، وتضع عقله وخبرته وحساسيته في موضع سؤال ومحاورة مع الأشياء التي حواليه. لكن وجد في الشعر قرينه ومُتكأه. هكذا، في كل مرة كان يولد من جديد على نحو يمنح ذاته معنى آخر لهويتها المتحولة، ويمنح قمره (الأسريري) ضوءا آخر، وشعره أسلوبا خاصا به للاحتجاج ضد العالم وعبره في آن؛ وهو ما جعل من رمز السندباد قناعا له ودالة على أسفاره ومكابداته وغرره الخيالية، ومنحه الربانية. يقول: «هذا الترحال جعل السندبادَ يتسلل إليّ في كثير من القصائد، يضاف إلى هذا أنني أعتبر السندباد رمزا صوفيا، وبهذه الصوفية يختلف عن «عوليس» ولهذا عَبرْتُ من خلاله، على سيرتي الحياتة، والروحية. والدي، كان كثير الترحال ككل رجال «قصر أسرير». لهذا لم أَشْبَعْ منه؛ لأنه حين يعود إلينا، نراه يجمع حقائبه للعودة إلى السفر».

أفادته ثقافته الشعبية التي تنحدر به إلى الأثر الافريقي (إيقاعات كَناوة) ومطالعاته في نصوص الشعر الفرنسي (بودلير، هوغو، لامارتين، ألفريد دي موسيه، بيير دي رونسار، ولفيف من شعراء السيريالية) ثم اتصاله الواعي بالشعر العربي قديمه وحديثه (أبو نواس، أبو فراس الحمداني، أحمد شوقي، إيليا أبو ماضي، الشابي، محمود حسن إسماعيل، السياب، البياتي، صلاح عبد الصبور..) في تمتين تجربته في الكتابة وإثرائها بروافد معرفية، غربية وعربية – إسلامية ومحلية، على نحو طبع شعره بالنزوع الفكري. كما أفاده الشغف بالموسيقى والرياضيات أيما إفادة؛ فالأول أوجد له علاقة جمالية دقيقة بينه وبين الموضوع المفتقد والمحلوم به على نحو تعويضي، والثاني ثقف فكره الشعري وأنقذ رمزيته من مهوى اللاتواصل.

مصادر الكتابة: داخل الجيل وخارجه

ينتمي محمد علي الرباوي (1949) إلى جيل السبعينيات الشعري، وإِنْ كتب الشعر قبل هذا العقد؛ فنصوصه الأولى تعود إلى بدايات الستينيات، وهي مزيجٌ من شعر وطني ورومانسي وواقعي طبقي، ومن حماسة الفتى وهو دون العشرين أرسلها للنشر في بعض الجرائد الوطنية، لكنها لم تُنشر في واقع ثقافي مضطرب كانت فيه الغلبة للسياسة، فيما الشعر والشعراء تبعٌ لها. لم يكن الرباوي يصلح لدور أيديولوجي، ولا كان صَوْتا لحساب سلطة ما، ولهذا لم تجد أشعاره الأولى مكانا لها في جريدة هي لسان حزب.
من الأفيد له، ومن مكر التاريخ كذلك، أنها لم تُنشر؛ لأنها مجرد تمرينات في طريق تثقيف صوته الشعري الخاص، ولأن الشاعر نفسه وجدها سانحة ثمينة لغاية رد الاعتبار له؛ أي لانتزاع جدارته بقوة الفعل الشعري، إلى أن استوى هذا الصوت سنين عددا، وأخذ يدل على شخصيته مُبكرا ولا يكون صدى لغيره.
في مطلع السبعينيات، نشر الرباوي في المنابر العربية؛ مثل: جريدة «الشعب» الجزائرية، ومجلتي «الخواطر» و»الشهاب» البيروتيتين، ووجد بعض قصائده طريقه إلى الغناء؛ إذ غنت له سميرة بنت سعيد (قصة الأمس) عام 1973، ومحمود الإدريسي (يا غزالة) ومحمد شفيق (ودعتني بابتسامة) وإسماعيل البلغيثي (آهِ لو عدنا). بيد أن رسالة الشاعر المصري صلاح عبد الصبور التي وردت إليه في عام 1971، هي التي هزتْهُ وتركت أثرا عميقا في تجربته؛ ليس لأنها من شاعر حديث مؤسس ورائد وحسب، بل لأنها أيقظت فيه الوعي بخصوصيته المغربية واستثمار موروثها الشعبي في تشييد صور عالمه الإبداعي.
ويمكن أن نحصر ثلاثة مصادر في الكتابة الشعرية عند محمد علي الرباوي:
الولع بالإيقاع، وخاصة بعنصر «الدورية» La Periodicité ، الذي يتأتى من سمات التكرار والتدوير وإحداثيات الجرس اللفظي، ويشد الجملة الشعرية ويطبعها بطابع الإنشاد، إِنْ كميا أو مقطعيا، فتدخل الذات في ما يشبه مُوالا أو طَقْسا تراتيليا أو وَجْدا موسيقيا على مقام الخبب. وهو في هذه الحال، لا يكتب إلا بصوتٍ عالٍ، كأني به يحيي شعر السماع.
التأمكن؛ أي الحضور الكثيف للأمكنة وإعاة بناء مستوياته المرجعية ذاتيا، على نحو يؤرخن عبورات الذات الشاعرة وحياتها الداخلية؛ إذ يعكس تماهيها مع مفردات الفضاء الطبيعي في شرطه الإثنوغرافي والثقافي (القمر، النهر، الصحراء، الظل، العصفور، الجدول، النخلة..) مثلما يعكس اغترابها وتشظيها في علاقته بالفضاء المديني في بعده الروحي والسيرذاتي (قصر أسرير، مكة، وجدة، ورقلة..) أو انهدامه الحضاري (القدس، بغداد، القاهرة، دمشق..) أو في ثقله المادي- الإسفلتي (المقهى، دبي، فاس، الدار البيضاء..):
«يا بَيْضاءُ
غُري غَيْري.
ساخَتْ قَدَمايَ بِرَمْلِكِ هَذا الرطْبْ
تَبْحَثُ في حَباتِ الرمْلةِ عَني.
كَيْفَ أَفِر أَنا مِني؟
كَيْفَ تَفِر البَيْضاءُ مِنَ الإسْمَنْتِ
لِتَسْأَلَ عَني؟»
الاعتناء عن وعي باللغة الإشارية التي تستوحي مفرداتها البسيطة وخيالها الخصب من بيئة الشاعر المحلية وذكريات طفولته، ثُم من القصص القرآني ورموز وأقنعة التاريخ العربي والإسلامي (عنترة، ثمود، بلال بن رباح، خيبر، دار الأرقم، عمر بن الخطاب..) ومن تعبيرات الموروث الأسطوري والغنائي واليومي الشعبي (الغول، جحا، الكَدرة، الهجهوج، الكسكاس، الغيس..) فتتحول الكثير من القصائد إلى حكايات أو تمثيلات أليغورية، دون أن تنحدر إلى المباشرة والإسفاف في التوصيل.
وهذه المصادر الثلاثة تٌشكل في حد ذاتها تاريخية القصيدة عند محمد علي الرباوي؛ أو بعبارة أدق، سيرته الذاتية التي تَجسدت شعرا.

أطوار التجربة

صحيح؛ أنه لا يمكن أن نفصل نتاج الشاعر الأول عن حساسية الجيل السبعيني، وإِنْ لم يحتك بأفراده الذين تَشكلت هُويتهم الجيلية في كلية الآداب بفاس، ولا عن شرطه السياسي العربي (قضية فلسطين) أو السوسيوثقافي تحت تأثير تعاطفه مع الطبقة الفقيرة والعمالية التي كان يُمثلها ـ في نظره- أبوه علي الذي عاش مغتربا في فرنسا؛ وهو ما تفصح عنه قصائده التي ضمها الديوان المشترك «البريد يصل غدا» (1975) مع مجايليه حسن الأمراني والطاهر دحاني، أو قصائده التي نشرها في «الكهف والظل» و»هل تتكلم لغة فلسطين؟» في السنة نفسها، وحتى التي اشتمل عليها «الطائران والحلم الأبيض». غير أن هذه المرحلة، والمرتبكة إيديولوجيا وفيها آثارٌ من الفلسفة الوجودية، طلقها الشاعر مُبكرا، وانصرف إلى ذاته يسائلها ويُفكر فيها، دون أن يعني ذلك تخليه عن التزامه بهموم الإنسان في كل زمان ومكان، ولاسيما أثناء مقامه في مشرع حمادي، ثم في العيون الشرقية أواسط السبعينيات؛ كأنما يستعيد شظايا هذه الذات «بعد أن كانت ضائعة في صخب الرباط الصامت» على حد تعبيره.
لا تعني هذه العودة إلى الذات شكل نزوعها الفرداني الانطوائي، بقدر ما تفيد ابتعاث جذورها الحضارية، عندما أراد الشاعر، مأخوذا بنزعة التجريب وتحت إلحاح القلق الفكري، أن يربط نتاجه الشعري بـ»رؤيا إسلامية» أخرجته من رومانسية واقعية إلى تعبيرية تستضيء بالمرجعية القرآنية بقدر ما تضع مواجيدها وشواغلها الوجودية موضع سؤال واستبطان وتأمل فكري، ضمن ما صار يُعرف بالأدب الإسلامي ورعته مجلة «المشكاة»:
«أَنا عُدْتُ
لِسَما بَيْتي الْمُنَورْ
وَوَجَدْتُ
كُل شَيْءٍ قَدْ تَغَيرْ
فَطَرٍبْتُ
وَسَجَدْتُ
حَيْثُ إِني
قَدْ سَمِعْتُ الله أَكْبَرْ».
ويمكن القول إن هذه المرحلة الثانية هي الأطول نفسا والأغنى في تجربة محمد علي الرباوي، وهي التي عُرِف بها من طرف قُرائه، واقترنت عنده، روحيا ورمزيا، بحاضرة وجدة (1978- 2003). ولهذا، يمكن أن نسميها مرحلة وجدة؛ ومن ثمارها: «الأعشاب البرية» 1985، و«الولد المر» 1989، و«من مكابدات السندباد المغربي» و«قمر أسرير» 2002.
في عام 2004، ونتيجة حادثة سير قاتلة تَعرض لها الشاعر دخل على إثرها المستشفى العسكري في مكناس للعلاج، يمكن أن نتحدث عن تَشكل مرحلة ثالثة، هي امتدادٌ للثانية وأنفذ في صميم التجربة، ولتكن مرحلة حكمة الخسارات تجوزا؛ ففيها يظهر الشاعر مُنهكا، و»مُثْقلا بالرمْل» ومتأففا مما صنعه الزمن به وبعصره، ومُنشدّا إلى المطلق لتحرير الروح من ربقة الجسد وهوى الأغيار، في إيقاع تصاعدي يتلوى أو يدور حتى يتلاشى، ولغة عرفانية تبنى على أنقاض واقع ميؤوس منه، عالما تسكن إليه الذات بعد رحلتها السندبادية الخائبة:
«السنْدِبادُ، وَهْوَ وَحْدَهُ
يَعودُ مُتْعَبَ الْخُطَى
هَذا الْمَسا
مِنَ الْيَبابِ وَالشجَا
تَدَلتْ مِنْ مُحَياهُ رَياحينُ الْعَذابْ
وفي جِرابِهِ يَنُوحُ طائِرٌ
مَبَللٌ بِحُلْمِهِ الذي
تَوَسدَ الترابْ».
من طور إلى آخر، لا نتحدث عن رجات أو انقلابات فكرية مُدوية في صلب التجربة الرباوية، بقدر ما هي تحولات هامسة وسلسة تُحدث آثارها الخفية في أخاديد الروح الشعري، وبالتالي تتجلى جمالياتها على طروس الكتابة وطبقاتها؛ لأن الذات كانت هي محور التجربة ككُل، وكانت تتدرج من مقام إلى مقام، ومن حال إلى آخر أكثر تعقيدا، بسبب اتصالها الواعي والحي بالحياة والكون؛ من حال التيه والتشرد إلى عالم الصحو والاقتراب من الله، ثُم الانجذاب الصوفي والسياحة في سكون المطلق والحب الإلهي، كما يظهر ذلك في قصيدته «أوراق مكية».

«رياحين الألم» أو السيرة الشعرية

بعد ستين سنة في أتون الشعر، الذي احتطب خبرة كتابية قوامها نحو عشرين ديوانا، يحق لنا أن نتحدث عن تجربة شعرية بما تنطوي عليه من معاني إثبات الذات، ورغبة في التجريب، والشعور بالقلق والرهبة من المجهول، والتشوف إلى عوالم المطلق؛ وهي تجربة غنية ومتفردة، بل هي إحدى تجارب الشعر المغربي القلائل في كل الأزمنة، التي أُتيح لها أن تختط سيرورتها بوعي ومسؤولية، وأن تحمل معها في نهر هذه السيرورة أسئلة الذات والهوية والتاريخ. وقد أطلق الشاعر على نصوص تجربته الشعرية المديدة، اسم «رياحين الألم» الذي يُذكرنا بديوان شارل بودلير (أزهار الشر) الذي كان معحبا به، غير أنه يختلف عنه من حيث مادته ومناخه التعبيري، وأنه يعكس تاريخ أنا الشاعر وأشواقه وآلامه التي صاحبته في كل أطوار حياته.
ولهذا كُله، من الطريف والدال أن نتحدث سيرة شعرية تخترق هذه التجربة وتتلبسُ حالات اصطخابها وصفائها، وحيرتها وبحثها عن الخلاص، بل إن الشاعر نفسه يقول: «الشعر في هذا الديوان سيرة ذاتية، وتأريخ للقصيدة وهي تمارسني منذ طفولتي المُبكرة، إلى أن اشتعل العمر جَمْرا وعذابا». وقد رتب نصوص هذه التجربة ترتيبا زمنيا، ونادرا ما نَقحها حتى تبقى مُعبرة عن لحظة عاطفية أو فكرية وفنية عاشها، لتدل في نهاية المطاف على سيرة الشاعر حالا ومآلا.
لكن السيرة الذاتية في الشعر لا تخضع لترتيب كرونولوجي، بل هي تختط هُوية سردية نابعة من بنية الشعر نفسه، ومن لغته المجازية بما تحتمله من انزياح وقلب وتحويل. ومن جهة أخرى، ناجمة عما يحدث داخل هذه البنية المخصوصة من انقطاعات وفجوات صمت في لحظات مُعينة من تطور التجربة وشواغل تلقيها من مرحلة إلى أخرى.
من هنا، ينبغي أن يكون أي تحليل لهذه السيرة غير خاضع لمثل هذا الترتيب الكرونولوجي؛ فالوهم المرجعي الذي يريد الشاعر أن يوقعنا فيه، يجب أن لا يُخفي عنا حمولة التخييل المتضمنة فيه. فهو إن كان يفتح شعره على حياته، ويستعيد من خلاله شذرات طفولته، ويستدخل تأملات حول القصيدة نفسها، ثُم يصنع من كل ذلك سيرة شعرية أو حَكْيا شعريا، إلا أنه يُكيف هذه السيرة أو الحياة الداخلية مع الإكراهات المرتبطة بالشكل الشعري، وبالتالي يعيد تشييد هويته في الكتابة وعبرها، تبعا لما تتيحه قوانينُها الخاصة للذات الكاتبة من استعارات جديدة تعيد بناء رؤيتها للعالم، وبالتالي رؤيتها لنفسها وفلسفتها للحياة.
كان لدى الشاعر محمد علي الرباوي شعورٌ واضحٌ بالحزن وبعدم الرضا، ورغبة دائمة في تجريب ما يكتبه، وحتى في شعره الذي يرتبط بـ»مرحلة وجدة» ويعطي انطباعا مسبقا لدى القارئ بالطمأنينة والسلام الداخلي، كانت تسري في متوالياته النصية «بروق» الحيرة الذاتية:
«ما زَالَتْ يا رَباوِي أَقْدامُكَ في هذا الْغِيسِ تَسُوخُ.
كأني بِكَ لا تُبْصِرُ في هذا الْحَي المَسْكونِ بأَنْفاسِ
الصحْرا فَرَسا مُسْرَجَة تَلْتَهِمُ الأرْضَ حَوافِرُها السبْعَةُ.
تَدْنُو مِنْ هَذا الْبَابِ الْمُغْلَقِ. يَفْتَحُهُ مَنْ جُمِعَتْ كُل
حَقَائِبِهِ وَأَعَد قَليلا مِنْ زادِ الرحْلَةِ. ماذا أَعْدَدْتَ
أَيَـا أَنْتَ وَأَنْتَ تُطِل على الْفَلَواتِ السبْعينَ لِرِحْلَتِكَ
الْمُرْتَقَبَهْ
ماذا أَعْدَدْتَ أَيَـا أَنْتْ؟
ماذا أَعْدَدْتْ؟»
لهذا، يمكن أن نترسم تاريخ الأنا من خلال الحياة الفردية التي عاشها الشاعر مشدودا بقوة ـ إذا استعرنا اصطلاحات الناقد الأمريكي جيمس أولني J. Olney- إلى «الدافع الحيوي- دافع الحياة» تبعا لتكوينه النفسي الخاص، وإلى «وعي خالص وبسيط» الذي لا يشير إلى أي أشياء خارج نفسه، ثُم «المشاركة في وجود مطلق» يتجاوز الواقع المتحول والمتغير للحياة الدنيوية إلى حد بعيد، ويمكن أن نفهمها على أنها «المغزى الأخلاقي لكينونة الفرد».
وفق هذا الترسيمة، لا تمتد السيرة الشعرية إلى الوراء عبر الزمن، لكنها تمتد إلى جذور الوجود الفردي؛ إنها حياة لازمنية (خارج الزمن) مشرعة على (الصحراء) بما هي تكنية عن المجهول؛ حياة تحافظ على اندفاع عمودي من الوعي إلى اللاوعي، بدلا من أن تكون اندفاعا أو توجها أفقيا من الحاضر إلى الماضي.
فالسيرة الذاتية في شعر محمد علي الرباوي، من هذا المنظور، هي سيرورة أكثر من أن نعتبرها ترتيبا زمنيا خطيا وجامدا لأحداث الماضي، وأي تعريف لها لا يمكن أن يكون إلا في حدود الوعي أو الحدس بآنيته، وهو ما يسمحنا لنا – في نهاية المطاف- بإعادة اكتشاف التجربة الشعرية من خلال منعطفاتها الأساسية.

كاتب مغربي

المصدر : القدس العربي


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا