الفصل الأول من كتاب (الفلسفة السياسية) لديفيد ميلر
يقال عادة ان صورة واحدة قد تغني عن الف كلمة. هذا صحيح كما اظن. ولذا سأبدأ هذا الكتاب الصغير بالحديث عن صورة ، صورة تشرح فكرة الكتاب فهي توضح بالألوان أغراض الفلسفة السياسية ، وتغني عن كثير من الكلام.
الصورة التي نعنيها لوحة ضخمة حقا ، فهي تغطي ثلاثة من جدران القاعة المسماة “قاعة التسعة = Sala dei Nove ” في القصر التاريخي Palazzo Pubblico الذي كان في الماضي مقرا لحكومة سيينا ، بمقاطعة توسكاني الإيطالية.
انها اذن أشبه بعدة لوحات مدمجة في إطار واحد ، تعالج موضوعا واحدا ، لكن من زوايا مختلفة. رسم هذه اللوحة الفنان الإيطالي امبروجيو لورينزيتي0F[1]، بين عامي 1337 و 1339. الاسم الشائع للوحة هو “التصوير الرمزي للحكومة الصالحة والفاسدة=The Allegory of Good and Bad Government”. ويبدو ان لورينزيتي أراد فعلا تقديم صورة معبرة ، عن معنى ان تكون الحكومة صالحة أو فاسدة. فقد حاول تجسيد الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الحاكم الصالح ، وتلك التي يتسم بها الحاكم الظالم، أراد تجسيدها في هيئة أشخاص ، ثم أوضح الانعكاسات التي يخلفها كل من الحكم الصالح ونظيره الفاسد ، على حياة الناس العاديين.