في روايته الجديدة، "أمس اليوم" (دار نوفل/ 2022)، يكتب وضّاح شرارة عن حياة كاملة، عن حياة عالقة، تنساب أحيانًا بسلاسة في النصوص، وأحيانًا بصعوبة كأنها تتوقف في الزمن. وتدلف من زمن إلى آخر، ومن مكان إلى آخر كذلك، بين المسرح الجنوبي البعيد، وبين المدينة التي هي بيروت، إلى حواشيها وضواحيها. يبحث شرارة عن أشياء متجاورة خلف ذاكرته، ويتحرّر تدريجيًا من ثقل التأريخ الذي حفر فيه من قبل، وعلى هامش المجتمع الذي صوّب نظره إليه طويلًا. بعد البحث في "أصول لبنان الطائفي"، وفي أحوال المدينة ومسارحها، وفي تفكيك عصبة الجماعة ومحاولة تفسير استوائها في أشكالها الحالية، يفسح شرارة مجالًا لذاكرته أن ترنو قليلًا إلى ذاتها، وإلى ما يجاورها من خيال.
على هامش صدور روايته الجديدة، والأولى كرواية بعد عشرات المؤلفات في السياسة والاجتماعيات وغيرها، كان هذا اللقاء، للحديث عنها وعن أحوال السياسة والأدب في المجتمع اللبناني خاصةً والعربي عمومًا، وعن العلاقة بينهما. كان هذا للحديث عن الأمس، وعن اليوم.