-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

الموسيقار عبدالوهاب الدكالي يصدر أول سيرة فنية مغربية تترجم إلى اللغة الصينية..بوشعيب الضبار

 


* فنان شامل: يلحن ويغني ويمثل ويرسم ويكتب..

* أول سيرة فنية مغربية تترجم إلى اللغة الصينية..
* حلم اللقاء مع محمد عبد الوهاب يتحقق وسط ظلام قاعة للعرض
* قصة ظهوره في الفيلم الاستعراضي" القاهرة في الليل"
بوشعيب الضبار:
يصح وصف عميد الأغنية المغربية، عبدالوهاب الدكالي، بأنه فنان شامل، فهو يلحن ويغني، ويمثل ويرسم، ويكتب أيضاً، أي أن له إسهامات في كل هذه التعبيرات الإبداعية.
في الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للكتاب، في الرباط، فاجأ الدكالي متابعيه بإصداره للجزء الأول من سيرته الذاتية "شيء من حياتي.. ثلاثية الحب والفن" عن منشورات دار التوحيدي، وفيها يتحدث عن طفولته وصباه، ودخوله عالم الفن.
وكان للكتاب صداه الواسع في الصحافة كحدث ثقافي وفني، لعدة اعتبارات من بينها؛ أن المطربين والملحنين المغاربة، لا ينشرون أي شيء عن رحلتهم في الفن والحياة، وقد جاء الدكالي ليقتحم هذا المجال بقلمه، متحدثاً عن مساره الشخصي والعائلي والفني.
اعتبار آخر أعطى لهذه المذكرات هالة من الإعجاب، كونها سوف تترجم إلى اللغة الفرنسية، وبعدها إلى اللغة الصينية في أول سابقة من نوعها، لتكون جاهزة أثناء جولة فنية في السنة المقبلة لمطرب (سوق البشرية) إلى بكين وغيرها.
ولد الدكالي في حي شعبي بالمدينة القديمة بفاس، يوم (2 يناير 1941م)، وفيها عاش طفولة كانت حافلة بالشغب وخوض المغامرات الصغيرة، مع أقرانه، وسط الدروب، أو في الحقول والضيعات المجاورة لسرقة الفواكه: "في طفولتي كنت شقياً بعض الشيء".
فتح عينيه داخل أسرة متوسطة الدخل، يعولها والده الذي كان يشتغل بالتجارة، وجاء ترتيبه هو العاشر، فقد كان (آخر العنقود) بالنسبة لإخوانه وأخواته.
منذ صباه أبدى ميلاً شديداً نحو كل الفنون، رسماً ومسرحاً وسينما وموسيقى، فكان يحاول استيعابها، اعتماداً على عصاميته، في بيت كانت الأنغام تصدح في جنباته.
وبلغ من شدة عشقه للفن السابع، أن فتح ثقباً في إحدى بوابات قاعة سينما (بوجلود) في فاس، في غفلة من الحارس، يتيح له الفرجة مجاناً، ولم ينكشف أمره إلا بعد أن أخذ يتسلم مبالغ صغيرة من أصدقائه الصغار مقابل مشاهدة الأفلام.
وسط المتنزهات كان يطيب له، وهو صغير السن، أن يرفع صوته عالياً في تلك الفضاءات الخضراء، مردداً أغنيات الموسيقار محمد عبدالوهاب لإعجابه الشديد به، فكان أنصاره هم رفاقه الذين يدعمونه، متوقعين له أن يصبح هو "عبدالوهاب المغرب" في المستقبل.
وصدقت تنبؤات الصغار، وما إن أتيحت له فرصة المشاركة في أول سهرة فنية، سنة (1957م) احتفاء باستقلال المغرب، بتشجيع من أخته، التي فقدها بعد ذلك وهو يقطف الثمار الأولى للنجاح، حتى خطف الإعجاب من عيون الحاضرين، والتهبت الأكف بالتصفيق، وهو يغني رائعة محمد عبدالوهاب "النهر الخالد".
كانت تلك هي الخطوة الأولى التي فتحت أمامه أبواب إذاعة مدينة الرباط، وبعدها التمثيل فوق الخشبة، ومن المسرح، عاد مجدداً إلى الموسيقى، وانطلق منتجاً كملحن ومطرب عبر أمواج الإذاعة، ولم يكن المسار سهلاً، فقد استكثر عليه "بعض الإخوة الفنانين"، الملحنين القدماء، أن يصبح ملحناً مثلهم، وهو الوافد حديثاً على الإذاعة، واستقدموا صوتاً جديداً خصيصاً لمنافسته، لكنه لم يأبه لكل تلك المضايقات، واستمر في مواجهتها.
وكان انتشاره الفني قد قاده إلى جولات فنية خارج الوطن، تسبقه أغنياته التي شاعت على الألسنة.
عند عودته إلى المغرب، اشتعلت الرغبة في نفسه للهجرة إلى القاهرة، ليجرب حظه هناك، إثر تلقيه دعوة من إذاعة "صوت العرب" لتسجيل بعض الأغاني.
في سنة (1962م)، اتخذ قراره بالسفر إلى أرض الكنانة، وفي ذهنه تتراقص أطياف صور (مصر، عبدالوهاب، أم كلثوم، العقاد، النيل، الأهرامات، الفن).
"عبدالوهاب المغربي في القاهرة"، بهذا العنوان العريض فتحت له الصحافة في مصر صفحاتها، لدرجة أن مجلة "آخر ساعة"، كتبت عنه، أنه أصبح نجماً لامعاً، في ظرف زمني وجيز، وأحاطه صحافيون كبار أمثال؛ محمد حسنين هيكل، وجلال البنداري، وكمال الملاخ بدفء المحبة وعميق المساندة.
تكلف الشاعر محمد الجيار بتدريب الدكالي على النطق بمفردات اللهجة المصرية بشكل جيد، وهو صاحب قصيدة "لا تتركيني"، بينما كتب له الشاعر حسين السيد، كلمات أغنية "حكايتي ويا حبي"، ليلحنها له الفنان محمد الموجي، لتصويرها ضمن الفيلم الاستعراضي "القاهرة في الليل"، من إخراج محمد سالم.
وأمام تأخر الموجي في الوفاء بوعده، اعتمد الدكالي على نفسه، بتشجيع من حسين السيد، فصاغ ألحان الأغنية في ساعات، قصد تسجيلها وتصويرها باستوديو "الأهرام"، ضمن الفيلم المذكور، الذي يتضمن أيضاً معزوفة للموسيقار محمد عبدالوهاب، وأغنيات لنجاة الصغيرة، وصباح، وفائزة أحمد، وشادية.
استدعى المخرج محمد سالم المطرب المغربي عبدالوهاب الدكالي، لحضور العرض الأول للفيلم، إلى جانب المشاركين فيه من النجوم، كان الضوء خافتاً في القاعة، حين جلس الدكالي على أول مقعد صادفه، لكن وحيد فريد، مدير التصوير، أهاب به أن يجلس في الصفوف الأمامية مع كبار الضيوف، في اللحظة التي انطفأت فيها المصابيح، وبدأ عرض الشريط السينمائي الاستعراضي.
أثار انتباه الدكالي وجود رجل وقور بنظارة طبية جالس في الصف الذي أمامه، مباشرة، يسأل محمد سالم بصوت هامس، لدى ظهوره كمغنٍ على الشاشة: "مين ده؟"، ليجيبه المخرج:" إنه عبدالوهاب الدوكالي الذي حدثتك عنه".
وحين أضيئت الأنوار في القاعة، اكتشف الدكالي أن الشخص الوقور هو "محمد عبدالوهاب بالذات والصفات"، وازداد وقع المفاجأة أكثر، حين طلب الموسيقار من المخرج محمد سالم تقديم (الدوكالي) إليه لتهنئته والتعرف إليه.
لم يصدق المطرب المغربي "هذه المصادفة العجيبة" التي جاد بها القدر عليه، ووقف منبهراً وكأنه في حلم، في حضرة "هذا الصرح الشامخ" الذي تتلمذ عليه بشكل غير مباشر، وكان حلم صباه..
شمل الموسيقار محمد عبدالوهاب بعطفه الفنان الدكالي ، ودعاه لتوصيله بسيارته إلى بيته في شارع قصر النيل، ولم يفترق عنه إلا بعد أن أخذ منه وعداً باستمرار التواصل معه، بعد أن أعطاه رقم هاتفه الخاص.
وفي ختام الجزء الأول من كتابه "شيء من حياتي..ثلاثية الحب والفن"، كتب الدكالي عن الموسيقار عبدالوهاب: "تمنيت لو أن اللقاء معه طال، ولو سرت معه إلى آخر الدنيا..".

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا