لا يرتدي محمد عزالدين التازي الروائي والقاص المغربي بذلة
فاخرة ، بل يحرص كما أعرفه على رفض ربطات العنق لأنها خانقة وخائنة . يبدو هكذا
بسيطا حتى في حديثه، محفظته رزم أوراق مشتتة كما رواياته التي تقارب العشرين من
(أبراج المدينة) 78 ، الى (رحيل البحر) و(المباءة) و(فوق قبور القمر) و(أيها
الرائي) و(أيام الرماد) و(يتعرى القلب) وآخرها
(يوم واحد فوق هذه الارض ) التي فازت بجائزة الطيب صالح 2013 ، أمامه يتأملها وهي
طويلة وكبيرة جدا، عصارة الأفكار تكرر حياته وتنفلت منه كلما تذكرها، لذلك يحب أن
يرتجل كلمة كلمة وجملة جملة وينسى نفسه حين يشد المتلقي لأكثر من ساعتين بحلاوة التعبير وتواضع المتمرس ودون ورقة كاملة ، يسترسل وينكتب كتدفق
الشعر، إنه علامة مضيئة في مسار الرواية المغربية والعربية يرتاد آفاق الحلم
بتقنيات حديثة وخصائص متميزة...
ليست دعاية أو إشهارا لكاتب يسعى بسط شهرته، إني بمعنى من المعاني أحاول أن أرسم بورتريه لمسار وتجربة كاتب مغربي غزير الإنتاج موزع بين القصة والرواية والنقد والكتابة للأطفال..
يحضر عزلته الكهربائية جيداً، بعيدا عن الجميع ، في خلوة خاصة ، يتميزُ بقوة الجملة ومشاكسة العبارة والبناء المعماري السميك، طويلُ النَفس، إنه من أغزر الكتاب المغاربة وأكثرهم تأليفا ، حياته 20 رواية و9 مجاميع قصصية ،،
أشتغل وحدي طويلا، يقول- لا تهمني الأمكنة أعود كثيرا إلى الطفولة لأنها مرتعي ،.. إلى أزقة فاس المضمخة بالعطور والتوابل بها ولدت نهاية الاربعينيات، وتلقيت تعليمي بجامع القرويين وحصلت على دبلوم الدراسات العليا ودرست بمدرسة الاساتذة بتطوان..، إنه جزء من التجربة البشرية يمر متثاقلا يجذب الأولمبيك الزرقاء الطويلة وينفث دخانها بعيدا بعيدا، يحاول أن يذوق معناها هي كذلك والكتابة هي المرتع الخصب إنه يندهش لمعمار المدن القديمة، تشده القصبات والأسوار العتيقة رائحة الكتب والتوابل والملابس المغبرة بالتاريخ ودهاليز الدروب الضيقة وأغاني الطفولة القديمة..
إصابته بمرضين مزمنين عجلت بإقلاعه عن عادة التدخين لذلك يعيش حياة الناس ويتعاطف مع شخصيات المجتمع ويجسدها في رواياته، يعتبر نفسه عاشقا للكتابة ليس لأنها محنة بل لذة ألم . يؤمن بالكتابة والمحو فالكثير من الأوراق رماها ومزقها واحتفظ بعصارة ما انجزه، قمة أعماله توسيع دائرة قرائه . حتى التاريخ، لم يسلم ولم ينفلت من عباءته، يدونه . يستكين إلى رائحته والى عطر موسيقى الملحون العذب وإلى عكاز الدارجة المغربية..
يتساءل كيف يمكن أن تؤرخ الرواية للناس؟
ليست دعاية أو إشهارا لكاتب يسعى بسط شهرته، إني بمعنى من المعاني أحاول أن أرسم بورتريه لمسار وتجربة كاتب مغربي غزير الإنتاج موزع بين القصة والرواية والنقد والكتابة للأطفال..
يحضر عزلته الكهربائية جيداً، بعيدا عن الجميع ، في خلوة خاصة ، يتميزُ بقوة الجملة ومشاكسة العبارة والبناء المعماري السميك، طويلُ النَفس، إنه من أغزر الكتاب المغاربة وأكثرهم تأليفا ، حياته 20 رواية و9 مجاميع قصصية ،،
أشتغل وحدي طويلا، يقول- لا تهمني الأمكنة أعود كثيرا إلى الطفولة لأنها مرتعي ،.. إلى أزقة فاس المضمخة بالعطور والتوابل بها ولدت نهاية الاربعينيات، وتلقيت تعليمي بجامع القرويين وحصلت على دبلوم الدراسات العليا ودرست بمدرسة الاساتذة بتطوان..، إنه جزء من التجربة البشرية يمر متثاقلا يجذب الأولمبيك الزرقاء الطويلة وينفث دخانها بعيدا بعيدا، يحاول أن يذوق معناها هي كذلك والكتابة هي المرتع الخصب إنه يندهش لمعمار المدن القديمة، تشده القصبات والأسوار العتيقة رائحة الكتب والتوابل والملابس المغبرة بالتاريخ ودهاليز الدروب الضيقة وأغاني الطفولة القديمة..
إصابته بمرضين مزمنين عجلت بإقلاعه عن عادة التدخين لذلك يعيش حياة الناس ويتعاطف مع شخصيات المجتمع ويجسدها في رواياته، يعتبر نفسه عاشقا للكتابة ليس لأنها محنة بل لذة ألم . يؤمن بالكتابة والمحو فالكثير من الأوراق رماها ومزقها واحتفظ بعصارة ما انجزه، قمة أعماله توسيع دائرة قرائه . حتى التاريخ، لم يسلم ولم ينفلت من عباءته، يدونه . يستكين إلى رائحته والى عطر موسيقى الملحون العذب وإلى عكاز الدارجة المغربية..
يتساءل كيف يمكن أن تؤرخ الرواية للناس؟
الرواية اشتغال يومي، اشتغال
على بناء التفاصيل واللغة والممكنات والتخييل. لديه مختبر سردي، محكيات تاريخية وأسطورية
، دائرة مثخنة بالجراح والاحلام..
إن الرواية لدية شهادة عن
المجتمع ، تصوره بكل تناقضاته وتعدد خطاباته وهو صوت ضمن أصوات متعددة لا يكتب،
كما يقول سيرته في رواياته بل انتبه مبكرا. أنها تمارس نقد الذات والمجتمع والسلطة
والاحزاب ..، لا يحب الزحام ولا يطمح في منصب، هو الحياة كما يراها تخرجه من
العزلة والصمت .
يبدو حزينا جدا جداً لفقدان أعز الناس اليه ويقول أن محمد شكري ظاهرة لن تتكرر، موته شكل فاجعة ، يواري قبره زمن جيلنا وهو بالضبط كاتب من زماننا .
يبحث الأستاذ محمد عزالدين التازي عن استراتيجية الأشكال والكتابة ، أعماله لا تكرر نفسها يقول ويسعى لكي يكتب تلك الرواية المنتظرة التي لم يكتبها بعد .
لا يتحرج من كتاباته الأخلاقية إنها كتابة أخرى، وعنف اللغة يراه في صلبها، أعماله الروائية يمكن أن ترى النور في عمل تلفزي أو فيلم طويل لكنه يقول إن المخرجين ليس لديهم حس جمالي للنص...
يضرب لنا موعدا خارج معشوقته فاس، وتطوان وطنجة او مارتيل.. للقاء آخر، وينطلق كطائر الرخ عملاقا بأجنحة من ريح إلى عشه موزعا علينا ابتسامته الحلوة بها عطر الحزن وإحساس فاجعة صديقه العزيز شكري محولا جراحاتنا إلى أوقات خارج الوقت فلا حاجة إذن للدهشة ولقلق الكتابة الذي يؤجج نار الأسئلة...
انه زهرة الاس التي لا ...
يبدو حزينا جدا جداً لفقدان أعز الناس اليه ويقول أن محمد شكري ظاهرة لن تتكرر، موته شكل فاجعة ، يواري قبره زمن جيلنا وهو بالضبط كاتب من زماننا .
يبحث الأستاذ محمد عزالدين التازي عن استراتيجية الأشكال والكتابة ، أعماله لا تكرر نفسها يقول ويسعى لكي يكتب تلك الرواية المنتظرة التي لم يكتبها بعد .
لا يتحرج من كتاباته الأخلاقية إنها كتابة أخرى، وعنف اللغة يراه في صلبها، أعماله الروائية يمكن أن ترى النور في عمل تلفزي أو فيلم طويل لكنه يقول إن المخرجين ليس لديهم حس جمالي للنص...
يضرب لنا موعدا خارج معشوقته فاس، وتطوان وطنجة او مارتيل.. للقاء آخر، وينطلق كطائر الرخ عملاقا بأجنحة من ريح إلى عشه موزعا علينا ابتسامته الحلوة بها عطر الحزن وإحساس فاجعة صديقه العزيز شكري محولا جراحاتنا إلى أوقات خارج الوقت فلا حاجة إذن للدهشة ولقلق الكتابة الذي يؤجج نار الأسئلة...
انه زهرة الاس التي لا ...
