اختارت المجموعة الإفريقية بالإجماع يوم الخميس 29 أكتوبر 2015 ، المغرب لتمثيل القارة في مكتب مجلس المنظمة الدولية للهجرة ابتداء من نونبر المقبل.
وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا الاختيار يمثل "إشارة قوية على الثقة في قدرة المملكة على الدفاع عن مصالح القارة داخل هذه المنظمة وهي أيضا بمثابة تقدير لدور المغرب الفعال في النقاشات الحالية حول قضايا الهجرة على المستوى الدولي وخصوصا داخل المنظمة الدولية للهجرة".
وبالنسبة للسفير الممثل الدائم للمملكة بجنيف محمد أوجار، فإن الأزمة الحالية للمهاجرين السوريين كشفت للعالم مدى تعقد هذه الظاهرة والتحديات الإنسانية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية للتشكل الاستراتيجي الجديد للهجرة الدولية.
وكان المغرب من البلدان السباقة إلى إثارة انتباه المجتمع الدولي حول حجم ظاهرة الهجرة الدولية ودعاه لتبني استراتيجيات شاملة تدمج الأبعاد الإنسانية والأمنية والتنموية.
وذكر السفير أن المملكة احتضنت في هذا السياق سنة 2006 المؤتمر الأوروإفريقي الأول حول الهجرة والتنمية والذي تمخض عن مخطط عمل طموح وجريء تضمن إجراءات ملموسة على المديين المتوسط والطويل من أجل رفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والقضائية والمؤسساتية التي تطرحها ظاهرة الهجرة.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن الالتزام من أجل رفع التحديات المتعددة الأبعاد للهجرة ظل في صلب انشغالات المغرب مذكرا بأنه في سنة 2013 بلورت المملكة سياسية جديدة للهجرة واللجوء مكن تنفيذها المستمر من تسوية وضعية عدة آلاف من المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء وغيرها.
وقد تم تقديم مبادئ وأهداف ومدى تنفيذ هذه السياسة الجديدة للمدير العام للمنظمة الدولية للهجرة لاسي سوينغ خلال زيارته للمغرب مؤخرا.
ومن أجل التشجيع على دعم هذه الرؤية الإيجابية والبناءة التي تقوم عليها هذه المبادرة أطلقت المملكة سنة 2013 بنيويورك تحالفا إفريقيا من أجل الهجرة والتنمية بهدف التوصل إلى تكفل أفضل بقضية الهجرة في إطار السعي لتحقيق أهداف التنمية لما بعد 2015.
وحسب أوجار فإن الاختيار الإفريقي للمغرب من أجل تمثيل القارة في مجلس المنظمة الدولية للهجرة يعزز موقع المملكة كفاعل نشيط وذي مصداقية يحظى بالاحترام على الساحة الدولية وداخل المنظمة.
ويتزامن هذا الاختيار أيضا مع القرار الدولي الأخير بمنح المغرب الرئاسة المشتركة إلى جانب ألمانيا، في المنتدى العالمي للهجرة والتنمية لسنتي 2017 و2018.
وخلص الدبلوماسي المغربي إلى أن المغرب وانطلاقا من هذا الالتزام النشط تجاه قضايا الهجرة، استضاف مؤخرا الاجتماع الثاني لكبار المسؤولين تحضيرا للقمة المقبلة بلافاليت حول أزمة الهجرة ، كتقدير لنجاعة سياسة الهجرة التي أثمرت نتائج ملموسة وأضحت نموذجا إقليميا في مجال التدبير المسؤول والتضامني لظاهرة الهجرة.