ياسين بودهان-الجزائر
انطلقت السبت في الجزائر فعاليات النسخة الأولى
للأيام الدولية لفيلم المرأة والتي تسلط الضوء على مدار ثلاثة أيام على تجارب نشاطات
سينمائيات اشتغلن في ظروف
تطبعها حالة الحرب والمقاومة.
ويشارك في الفعالية-التي تحتضنها دار الثقافة
"مفدي زكريا"، وتنظمها وكالة الإشعاع الثقافي بالتنسيق مع وزارة الثقافة-
أكثر من ثلاثين سينمائية من حوالي 13 بلدا، منها الأردن ومصر وسوريا وبلجيكا وفرنسا
وكندا، فيما تشارك دولة فلسطين كضيفة شرف.
وعرض في حفل الافتتاح الفيلم الوثائقي الأردني القصير
"أفق" للمخرجة الأردنية الفلسطينية الأصل زين الدوري، بحضور وزير الثقافة
الجزائري عز الدين ميهوبي وعدد من الفنانات والمخرجات والمنتجات.
وفي كلمته أشاد ميهوبي بتنظيم هذه الأيام التي رأى
فيها تقديرا وعرفانا لما قدمته المرأة الجزائرية في كل مجالات الإبداع وليس السينما
فقط.
واللافت أن هذا المهرجان غير تنافسي، ويركز أكثر
على عرض وسرد تجارب الناشطات السينمائيات وظروف عملهن.
كما يركز على الجانب الأكاديمي والتأهيلي من خلال
سلسلة من المحاضرات والدوارات التدريبية في مجالات التصوير، والإخراج، والمونتاج، وكتابة
السيناريو، وطرق الحصول على تمويل مالي للأعمال السينمائية.
وكشف مسؤول الإعلام في وكالة الإشعاع الثقافي إسماعيل
مصباح عن أن هذه التظاهرة بادرت إلى تنظيمها ثلاثة أوجه نسائية معروفة في المجال السينمائي
الجزائري، هي باية هاشمي، وسميرة حاجلاني، وفاطمة وزان.
تبادل التجارب
وبين للجزيرة نت أن الهدف الرئيس من تنظيم هذه الأيام
هو جمع الطاقات السينمائية النسوية الجزائرية، إلى جانب ناشطات أخريات من دول عربية
وأجنبية أخرى، بهدف تبادل التجارب والخبرات.
وبرأيه فإنه رغم كون جوهر العمل السينمائي لا يختلف
بين الرجل والمرأة فإن الممارسة الميدانية تثبت أن هناك تباينا، وأن المرأة لديها خصوصياتها
والصعوبات التي تواجهها بشكل خاص، لذلك تأتي هذه الأيام لسرد تلك الصعوبات، وكيفية
التغلب عليها.
لافتة إعلانية للفعالية التي تتواصل لثلاثة أيام
بالجزائر وما سبق من وجهة نظره يبرر اختيار فلسطين ضيفة شرف، حيث وجهت
الدعوة إلى عدد من المخرجات، منهن مديرة مؤسسة شاشات علياء أرصغلي، وآسيا الريان أول
امرأة عربية تترأس مهرجانا سينمائيا بأوروبا وهو مهرجان المرأة العربية في لاهاي.
ولفت مصباح إلى أنه رغم ظروف الحرب التي تطبع يوميات
المخرجات في فلسطين فإن ذلك لم يمنعهن من التمسك بالإبداع السينمائي، وأثبتن أن هناك
حركة سينمائية وثقافية بأتم معنى الكلمة رغم القهر والظلم والاستعمار.
والهدف من خلال عرض تجاربهن كما يقول أن يكن قدوة
لغيرهن، لأن ما تعانيه السينمائيات في دول عربية أخرى أقل بكثير مما تعانيه السينمائية
الفلسطينية.
معايشة الحرب
من جانبها، أكدت المخرجة الفرنسية ذات الأصول الجزائرية
والمقيمة منذ عامين بمصر سهيلة باتو أن هذه الفعالية فرصة للمرأة السينمائية لكي تتبادل
تجربتها مع غيرها من السينمائيات العربيات.
وكمخرجة عايشت ظروف ثورة 25 يناير/كانون الثاني
في مصر وأنتجت عنها فيلما وثائقيا، قالت للجزيرة نت إن "الكثير من السينمائيات
وجهن لها سؤالا حول كيفية تمكنها من دخول ميدان التحرير، وتغطية ثورة تمت مواجهتها
بالعسكر، وهي ليست مصرية".
وكان جوابها "حينما تصور تنسى جنسيتك وتنسى
المكان"، مضيفة أن هذا لا يعني أنها لم تواجه متاعب، خاصة "في ظل ترويج فكرة
وجود أجانب لديهم أجندة أجنبية".
لكن باتو تكشف أن الذي ساعدها في عملها هو إتقانها
اللهجة المصرية، لافتة إلى أنها كانت تدعي حين وصولها إلى الميدان أنها مصرية، وأنها
نسيت بطاقة هويتها.
كما أن معايشتها للأوضاع الأمنية التي شهدتها الجزائر
خلال سنوات التسعينيات مكنتها -حسب ما قالت- من عدم الخوف من الذهاب إلى أي مكان فيه
حرب، "لأنني عايشت ما هو أصعب".
ومثلما سردت تجربتها تقول إنها تريد أن تطلع على
تجارب غيرها من المخرجات، خاصة الفلسطينيات.
المصدر : الجزيرة