إليك وأنت تنحدرين "من أحد جبال الله"..
منذ أزمنة غير مسموعة
وأنتِ تنزلين سلالم اللّيل
مخفورةً بالبهارات
وطيوب العشّاق والموتى
وبلا مبالاة غامضة
تتجردين كما عشتار السومرية
من قفطانك المذهَّب
وتجتازين مقرورةً
الأبواب السبعة السفلية
التي مرَّ منها سُماق العلماء
وثَراءُ الأعيان ومَسْغَبةُ القبائل
وعبَرها السلاطين تباعاً
باتّجاه رخام المدافن
وبعد كلّ قوسٍ وبابٍ
تقفين مهتاجةً
بغناءٍ لا شفاء منه
يتصاعد من حافات جرحكِ القديمْ
وفي كل منعطفٍ مُقْمِرٍ
من الدُّروب الشّاهقة لروحك
تتفقّدين أعشاش خطاطيفك
وعزلةَ مجانينك المعترشة
وتركاتٍ كنعانيةً
لا وريث لسِرِّها البَهيمْ
هناك، وأنا أسمع الزغاريد
تندلع من التّجاويف
التي يأوي إليها هودجُكِ كلَّ ليلةٍ
وفيما كنتُ أشيّعكِ ببصري
تحت تينةٍ سماوية
غرستْها يَدٌ سحيقةٌ بَيْن قُبّةٍ وبُرْجٍ
رأيتُ ظِلاًّ ملتبساً يشبهني
يَعْبُر أسواركِ المقدَّسة
ومرايا وجهك الألوفي
مُيمّما شطر الأجراف البحريّة
حيث تتدلَّى العُزلات
على الصرّوح الإداريّة
وتتجاوب القارّات والأملاح
ورأيتُ جَبَلك الحارس مبهوراً
بنفس النّداء الأخضر
الذي أخرج دانتي
من دركات الجحيمْ
والّذين مرّوا رجالاً وعلى كلّ ضامِرٍ
تاركين أرواحهم يانعةً
في ذخائر الحجر والخشب والنحاس
ولَوْعات الموشّحات المرفوعة إليكِ
من شَعْبَي الموتى والأحياء معاً
مثل هدايا ما ورائيّة
في عُرْسِكٍ العظيمْ
إشارة : نشرت هذه القصيدة بالملحق
الثّقافي لجريدة " العلم" في عددها الصادر يوم الخميس 19 نونبر2015 ،
وتنشرها المجلّة بطلب من الشّاعر.