من أمام محطة القطار المدينة، عاصمة المغرب الرباط
تبدو جميلة، في هذا اليوم يخلو الشارع ذو النخيل من أي وقفة منظمة، لا أطباء ولا معطلون
ولا شيء، مجرد أناس عاديون يتحركون بشكل عشوائي، كأنهم مترددون في الحركة أو تائهون،
أو يفكرون
في تغيير اتجاهاتهم..
توجهت نحو كشك هناك، سأشتري جريدة، فالقهوة أستطيع
شربها دون سكر لكن من المستحيل أن أشتربها دون جريدة، وقفت أنتظر البائع الذي انطلق
باحثا عن صرف الورقة النقدية التي أعطيته، تجولت بعيني على الكتب المرصوصة على الأرض،
والمشبعة بالغبار، والمتهالكة من أثر الشمس عليها طيلة النهار، لقد كانت عناوينها وأسماء
كتابها بعيدة جدا عن إغرائي بشراء أي منها، لكن جذبني اسم هناك، انه اسم كاتبة مغربية
أعرف أنها كذلك فقط من فضائحها الكلامية والتي استمرت طويلا على الجرائد والمواقع،
كان كتابها المعروض على الأرض، مكتوب عليه إلى جانب العنوان أنه رواية، فتحته دون أن
أتبين من طريقة الكتابة والعرض ما يدل على كونه كذلك، لن أحطم طبعا الرقم القياسي في
نقد العمل في ثواني، لكن ربما الضجة الكبيرة التي كانت تحدثها صاحبته، أثرت بشكل ما
على تقبلي لفكرة كونها أديبة، فالأدب حتما يتعارض بشكل كبير مع قلة الأدب، عدت للإهداء
في الكتاب، فوجدته لرجل، أهدت كتابها إلى رجل تحبه، ابتسمت قبل أن تختفي ابتسامتي ويحل
محلها غضب عارم، يا إلهي أرفض تصديق ما أراه، انه الشخص الذي أثار خلافها معه الجدل،
هو الشخص الذي اتهمته واتهمها وكانا فرجة لكل العالم، كدت أقع، رجلاي لم تعودا تقويان
على حملي، شعرت بعاطفة المرأة تطفو على السطح، نسيت رداءة العمل من جودته، نسيت كل
شيء، تذكرت فقط كيف استطاع رجل أن يكون قاسيا مع امرأة أهدته قلبها وجسدها وكتابها،
أن تهدي كتابا كتبته أنت لشخص محدد كأن تهديه عمرك، لم أمنع نفسي من البكاء، شعرت بالشفقة
عليها كونها امرأة، وأحسست أنها مظلومة دون أن أعرف ما هو السبب الحقيقي الذي كان من
وراء نزاعها مع ذلك الرجل، وتحوله من أقرب الناس إلى قلبها إلى ألذ خصم وأشرس عدو،
كيف ستتكهن المرأة مصير علاقتها بالرجل وكيف له أن يفعل الأمر ذاته؟ ..شعرت برغبة في
الصراخ قائلة : لا تهدي أيتها المرأة كتابك إلى رجل…حتما لا رجل يستحق أن تهديه المرأة
كتابها…
http://noun.ma/11355.html
http://noun.ma/11355.html
انا من أشد المعجبين بك المرجو منك الإستمرار غادة إني أنتظر منك المزيد والمزيد من (هو و هي) وشكرا لك على كل شئ
ردحذف