شهدت قاعة المركب
الثقافي بتطوان، الأربعاء 28 اكتوبر، توقيع إصدارات مسرحية
جديدة. وهكذا قدم الفنان المسرحي عبدالحق الزروالي جلسة توقيع كتاب المسرحي
والاعلامي محمد بهجاجي "محمد مفتاح: مدارج التتويج" بالإشارة الى أن
الكاتب المسرحي والإعلامي محمد بهجاجي، يمثل آخر جيل الأوفياء للحركة المسرحية
بالمغرب. محمد بهجاجي الذي عرف بتجربته الرائدة مع المسرحي الراحل حوري الحسين، الى
جانب نصوصه التي أدتها فرقة مسرح اليوم مع الثنائي ثريا جبران وعبدالواحد عوزري.
هذا الى جانب مسيرته الإعلامية ومتابعته الصحفية، والتي كان لها الأثر المباشر على
المسرح المغربي.
وقد أكد بهجاجي،
أن كتاب "محمد مفتاح : مدارج التتويج" اختار موضوع التجربة الحياتية
والفنية للفنان المغربي والعربي محمد مفتاح. متتبعا سيرة مفتاح، مند استشهاد
والدته، وهو على ظهرها سنة 1956، حينما أطلق المستعمر الفرنسي الرصاص لتفريق
المتظاهرين. الكتاب يحتفي بسيرة فنان مغربي خاض تجربة في الحياة والفن، وهي قراءة
لمرحلة جيل من الفنانين المغاربة قاوموا هشاشة زمنهم كي يصنعوا
"الجمال". انطلق كتاب "مدارج التتويج" بحوار، سبق أن أجراه
الصحفي محمد بهجاجي مع محمد مفتاح غطى مسيرة 25 سنة من حياته، لتتبور الفكرة في ما
بعد الى كتاب "احتفائي"، سيري أطبيوغرافي، كي يتتبع بهجاجي مسارات
وانعراجات حياتية متنوعة لاستعادة لحظات أساسية من تجربة أحد وجوه الحركة المسرحية
في المغرب.
وإذا كانت سنة
1966 تشكل نواة انطلاق مسيرة محمد مفتاح الاحترافية في المسرح، في عرض
"المغرب واحد" مع الرائد الطيب الصديقي، فإن سنة 1968 تشكل أول تجربة
تلفزيونية لمفتاح من خلال دور البطولة في مسلسل تلفزيوني. الفنان القادم من
"الحي المحمدي" (الدارالبيضاء)، وهو الحي الذي أعطى الكثير من الأسماء
للحركة الثقافية في المغرب، انتقل الى تجربة مسرح المعمورة ثم خاض تجربة مع مسرح
الثمانينات لتتواصل مسيرة الرجل الفنية والتي قادته في النهاية الى خوض تجربة
عربية في العديد من الأعمال التلفزيونية ك: "ربيع قرطبة"، صقر
قريش".. انتهاء بمسلسل "باب الخلق" مع النجم المصري محمود
عبدالعزيز.
اعتبر المسرحي
محمد بهجاجي كتابه عن الفنان محمد مفتاح، رصد لسيرة فنان ومساهمة في مشروع التوثيق
للتجربة المسرحية المغربية. وقدم الفنان محمد مفتاح شهادة في نهاية اللقاء، أعاد
من خلالها التعبير عن شعوره بالفرح، عند يرتبط التكريم ب"كتاب" عوض تحفة
تنمحي مع الوقت. لأن الكتاب يؤرخ ويبقى خالدا في الزمن، ولأن كل "شيء يتوقف
ويبقى المسرح، لأنه الحياة لوحدها". محمد مفتاح الذي أعاد الحضور الى جزء من
معاناته في بداية تشكل مساره الفني، وقسوة الزمن حينها وهو ما جعله يكابد ويجتهد
كي يصل في النهاية الى ما عليه اليوم. ولم يفوت مفتاح الفرصة، كي يتحدث عن الممثل
اليوم، وعن ضرورة الاجتهاد في الدور وإعطائه حقه بمزيد من الصدق والاجتهاد في
الأداء والإلقاء، معربا في النهاية عن شوقه العارم للخشبة.
اللقاء الثاني
المبرمج ضمن هذه الجلسة، خصص لتقديم مجلة الفنون المغربية والتي تشكل امتدادا
لمجلة الحياة الفنية التي توقفت. المجلة قدمها مدير التحرير المسرحي عبداللطيف
ندير، والذي سبق له أن أعد رسالة الدكتوراه عن "المسرح والإعلام"، وأعطى
ملخصا لمسيرة المجلة التي أصدرت الى حدود اليوم خمسة أعداد. راسما ملامح من خطها
التحريري، داعيا المسرحيين المغاربة الى المشاركة في ملفاتها القادمة.