-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

تَزَحْزَحْ لِيَسيلَ دَفْقُ الفَجْرِ: الطاهر لكنيزي

لاَ شَيْءَ يَكْنِسُ ما تَكَلَّسَ في شُعوري مِنْ شُجونْ
ما عادَ يُجْدي أَنْ أَكونَ هُنا غَداً، أَوْ لا أَكونْ
أَوْ باتَ يَسْكُنُني هَميمُ الشِعْرِ، بَلْ نَفْحُ الْمَنونْ
قَدْ جُنَّ هَذا العالَمُ المَسْكونُ بِالفِعْلِ المُشينْ
وَتَبَعْثَرَ السِلْمُ المُعَلَّبُ في بَياناتٍ تَمينْ
وَبِأَيْكِ هَجْعَتِنا المَديدَةِ، عَشَّشَ الرُعْبُ المَكينْ
وَثعالِبُ الْماضي تَجوسُ خِلالَ ماضينا الطَعينْ
عَمْياءُ، تَنْفُثُ رَهْبَةً خَرْساءَ، في نَبْضِ الوَتينْ
في جُبَّةِ الخُطَباءِ، وَالزُعماء، بِالفِكْرِ الهَجينْ
تَتَرَصَّدُ الأَنْفاسَ، وَالخَطَراتِ، تَشْتَفُّ العُيونْ
وَلَها المَراتِعُ، والمَضاجِعُ، وَالهَوى، شَرْعاً وَدينْ
تَخْتالُ في فَلَواتِ نَشْوَتِها، فَيشْتَعِلُ الرَنينْ
كَذُبابَةٍ مَسْعورَةٍ، اسْتَمْرَأَتْ جُرْحاً ثَخينْ
وَنجيعَنا المَهْروقَ تَحْتَ بَيارِقِ الغِلِّ الدَفينْ
لا فَجْرَ يَرْقَاُ أَدْمُعاً تَنْثالُ مِنْ سَفْحِ الجُفونْ
لا لَيْلَ يَحْضِنُ وَحْشَةَ الأَطْفالِ في قَلْبِ السُكونْ
وَحَمي غَريبٌ، وَالمَخاضُ كَلَدْغِ حَيّاتِ الحُزونْ
لا تُفْتِنا في أَمْرِنا، لَوْ ضِقْتَ بالقَوْلِ المُبينْ
وَاشْرَبْ مُدامَ الشِعْرِ صِرْفاً، تَجْتَنِبْ إثْمَ الظُنونْ
فَعَرائِسي عَوَّذْتُها مِنْ كُلِّ شَيْطانِ لَعينْ
فَيْحاءُ، باذِخَةُ الحَنايا، وَالثَّنايا، وَالجَبينْ
وَسِعَتْ صَدى الأفْراحِ، والأتْراحِ، وَالحُبِّ الهَتونْ
أَحْداقُها أَلَقُ الصَباحِ،  وظِلُّ تُفّاحٍ فَتينْ
للشيحِ، وَالقَيْصومِ في أًعْطافِها، أَنْفاسُ طينْ
وَرُموشُها هُدُبُ السَنابِلِ، لاَرِماحٌ مِنْ فُتونْ
مَشْنوقَةُ البَسماتِ، وَالعَبَراتِ بالوَدِّ الأَمينْ
وَالحُبُّ حِسٌّ خالِصٌ، يُبْنى بِهِ الجِسْرُ الضَمينْ
لِتَحاوُرِ الأَلْوانِ ،والأدْيانِ، بِالعَقْلِ الرَصينْ
هِيَ كَرْمَتي، في فَيْئِها يَتَفَهَّقُ الحَرْفُ الضَنينْ
وَأرى الفُصولَ تُطاوِلُ قَدَّها المُنَمْنَمَ بالشُؤونْ
لا تَجْتَرِحْ أَدواتِ نَبْشٍ مِنْ أَساطير القُرونْ
تَغْتالُ قافِيَتي الَتي دَبَّجْتُها بِدَمي السَخينْ
ما كُنْتَ إلاّ نَكْسَةً هَصَرَتْ أَفانينَ الفُنونْ
فَإِلَهُنا خَلَقَ الجَمالَ، وَزانَهُ عَبْرَ السِنينْ
في لَوْحَةٍ للحورِ، في الأَشْعارِ، في اللفْظِ المزينْ
في أَنَّةِ الأَوْتارِ، في آهاتِ ناياتِ الحَنينْ
في تُحْفَةٍ خَزَفِيَّةٍ، في لَفْتَةِ الحُسْنِ الحَزينْ
في دَبْكَةٍ بِالرَكْحِ، في أَطْيافِ ظِلٍّ مُسْتَكينْ
في بَوْحِ قَوِسٍ لِلْكَمانِ، إِذا بَكى اخْتَمَرَ الأَنينْ
ما الشِعْرُ، إِنْ لَمْ يَخْتَرِقْ عَتَماتِ قَصْرٍ  كالْعرينْ
أَوْ مَطَبَخاً، أَوْ مَعْبَداً، أَوْ حانَةً، حَتّى السُجونْ؟
فَلِما تُصادِرْ حَقَّنا في الأَحْلامِ، وَالفَنِّ الرَزينْ؟
وَالشِعْرُ إِنْ لَمْ يَحْتَرِقْ في مِجْمَرِ الحَقّ اليَقينْ
أَضْحى ارْتِداداً للرَطانَةِ في مَفازاتِ الطَنينْ
يا شَيْخَنا  طالَ احْتِضاري، وَالَليْلُ بَغْلٌ حَرونْ
فَتَزَحْزَحْ لِيَسيلَ دَفْقُ الفَجْرِ شَلاّلاً مَعينْ.

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا