كتب عمرو عبد المنعم ـ ميادة قطب لموقع المحيط
اختُتمت معهد البحوث و الدراسات العربية فعاليات المؤتمر العلمي الرابع بعنوان
” مراكز البحوث العربية و التنمية و التحديث ... نحو حراك بحثي و تغير مجتمعي ” والذي استمر علي مدار يومين .
” مراكز البحوث العربية و التنمية و التحديث ... نحو حراك بحثي و تغير مجتمعي ” والذي استمر علي مدار يومين .
و تضمن اليوم الثاني للمؤتمر ثلاث جلسات لمناقشة باقية الاوراق البحثية المقدمة بالإضافة الى الجلسة الختامية التي تم فيها عرض توصيات المؤتمر.
دور المراكز في صناعة القرار السياسي
وفي البداية ناقش الباحث عادل الشرعبي, مدير إدارة المعلومات و البحوث و الدراسات بالمعهد الدبلوماسي, موضوع “أثر المراكز في توجيه صناعة القرار و تشكيل الرأي العام”, وتحدث عن الدور الذي تلعبه مراكز البحوث في توجيه صانعي القرار ، و ما اذا كان هذا الدور تمارسه المراكز في المنطقة العربية بالفعل أم لا, كما تطرق الى الامكانيات التي يمكن ان تستخدمها المراكز لتوجيه الراي العام.
بينما ناقشت الدكتورة هبة جمال الدين, مدرس العلوم السياسية, كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة, في ورقتها “المراكز و مسؤولية صنع السياسة العامة”, وتحدثت عن أوضاع مراكز الفكر في الوطن العربي مقارنة باسرائيل كما قدمت مقترحات لتطوير أداء مراكز الفكر في الوطن العربي, منها تطوير الأجندة البحثية ودعت إلى الاهتمام بالقضايا المطروحة على الساحة فى مقابل الدراسات طويلة الأجل, بالاضافة الى التعاون مع المراكز الاقليمية و الدولية, و تعزيز العلاقة مع وسائل الاعلام, فضلا عن الانخراط مع مؤسسات المجتمع المدني و تطوير استراتيجيات الاتصال و التواصل.
واضافت هبة ” أنه لا يوجد في المنطقة العربية مراكز فكر حزبية, و تعتبر دول الخليج من أكثر الدول التي بها مراكز فكر حكومية, فيما تأتي مصر في مقدمة الدول التي تضم مراكز جامعية و مستقلة”.
فيما تناولت ورقة الأستاذة باسمة كزار, أستاذ مساعد قسم الدراسات الاقتصادية, مركز دراسات البصرة و الخليج العربي, جامعة البصرة, موضوع “دور المراكز في صنع القرار الاقتصادي” وتحدث عن العلاقة بين مراكز البحوث و العملية التنموية وتناولة بشكل خاص التجربة العراقية.
كما أكد أن “مراكز البحوث في العراق لا تملك بشكل عام التأثير و الدور الذي تؤديه مراكز الأبحاث الغربية في إعداد السياسات العامة أو لدى صناع القرار الإقتصادي, كما تؤكد الحقائق و البيانات الإحصائية أن مشكلة الموارد في العراق (مصطنعة) بل إن الاهمال للموارد و سوء إستخدامها و الاسراف في حب الذات هو السبب الرئيسي وراء الأزمات التي تعصف بالعراق” ، ترأس هذه الجلسة السفير اللبناني السابق خالد زيادة
مراكز الفكر الغربي وعلاقتها بالمراكز العربية
وفي الجلسه الثانية تطرقت ورقة “مراكز البحوث العربية و الغربية .. نقاط التقاطع و الاختلاف”, للأستاذة نسيمة حيفرة, باحثة بكلية الحقوق, بجامعة وهران, إلى أوجه الاختلاف بين مراكز البحث العربية و مراكز البحث الغربية فيما يخص جانب التمويل و وجود السياسات التي تسير وفقا لها, ملقيتا الضوء على التجربة الجزائرية, فتقول: ” رغم تنوع مراكز البحث في الجزائر الا انها ضئيلة جدا, فخلال أكثر من ثلاثين عام لم يتم انشاء سوى 11 مركز بحث بالاضافة إلى أن الدولة لم تخصص من الناتج المحلي الاجمالي سوى 0.27% للبحث العلمي و هذا فقير جدا .
و تتابع نسيمة “المراكز الأجنبية تحاول أن تستقطب باحثين من الجزائر و دول المغرب العربي و ترسل باحثيها لعمل أبحاث و دراسات لدينا, و هنا يمكنني وصفها بأنها مراكز غربية بعقول عربية, لكن مايأخذ عليها أنها لاتشرك المحليين بل تعطي الأولوية للسياسات الخارجية”.
من جانبها قالت الدكتورة ايمان رجب, خبير في الأمن الاقليمي و رئيس تحرير دورية “بدائل” إن دراستها عن ” مراكز الفكر العربية و المراكز الغربية وصنع القرار ... دراسة مقارنة” تقوم بتحليل الأنماط العامة للتأثير الخاصة بمراكز الفكر في المنطقة العربية مقارنة بأنماط التأثير الخاصة بمراكز الفكر الغربية , مضيفتا ان قوة مراكز الفكر ليست مرتبطة بالمعلومات بل تتمثل في التحليل و نقل الخبرات من حالات آخرى.
هذا ويحلل الجزء الأول من الدراسة التي اعدتها الباحثة وألقتها في المؤتمر أنماط تأثير مراكز الفكر في عملية صنع السياسات في الدول العربية مقارنة بتلك الخاصة بمراكز الفكر الغربية، ويحلل الجزء الثاني التحديات التي تواجهها مراكز الفكر العربية لتعزيز دورها في عملية صنع السياسات خلال المرحلة المقبلة.
و بدوره ناقش الدكتور محمد رحيل, رئيس قسم البحوث و الاستشارات بكلية الآداب, جامعة سرت, في ورقته البحثية عن ” المراكز العربية و الغربية غير الحكومية : تحديات الاستثمار”, المصاعب و التحديات التي تواجه المراكز البحثية العربية و ركز على المراكز غير الحكومية سواء من حيث التأسيس أو التمويل أو من خلال العمل في المجتمع المحلي كما ركز على غياب التنسيق و التخطيط بين مراكز البحوث و المجتمع , عدم الاهتمام بالباحث.
ترأستها الدكتورة هدى ميتيكس, أستاذ بكلية الاقتصاد و العلوم السياسية, جامعة القاهرة, هذه الجلسة حيث تم تناول ثلاثة اوراق بحثية .
تفاعل المركز البحثية مع الفكر والثقافة
وفي الجلسة الثالثة تم مناقشة أربع أوراق بحثية و ترأسها المهندس أسامة كمال, وزير البترول و الثروة المعدنية الأسبق.
وفي البداية قال الدكتور صالح النصار, مدير عام المركز الوطني للدراسات و البحوث الاتماعية بالرياض, ان ورقته بعنوان “مراكز التفكير الاجتماعي : المركز الوطني للبحوث و الدراسات الاجتماعية نموذجا”, “واوضح أن هناك العديد من التحديات و دورنا يجب أن يتمثل في التفكير بشكل ابداعي مختلف, و أن نقدم حلول عملية تطبيقية و ليست حلول نظرية لتستفاد منها مراكز البحوث المتخصصة, و أن نكون قريبين من صانعي و متخذي القرار و نطرح توصيات بشأن السياسات اللازمة للتطوير و التحديث و التنمية”, مضيف “وضعنا في المركز الوطني للبحوث و الدراسات الاجتماعيةعدد من البرامج و المبادرات للارنقاء بعمل المركز خصوصا في مجال دعم الباحثين”.
بينما تطرق الأستاذ عبدالوهاب مؤمن, مدير مركز مقديشو للبحوث و الدراسات, في ورقته عن ”المراكز في الصومال: الصعوبات و التحديات”, الى التجربة الصومالية, فقول: ” تقدر عدد مراكز البحوث في الصومال ب 19 مركزا بحثيا تتنوع أنشطتها و القطاعات التي تنتمي اليها للقطاع العام والخاص, فالمراكز البحثية في الصومال التي تخرج بحوثها باللغة العربية تدفع ثمنا للانطباع الذي تكون لدى العالم عنها بأنها دولة فاشلة و بلد مريض فإن ذلك يضعف ثقة المراكز البحثية في نفسها, لكن الأمر يختلف لدى المراكز البحثية التي تنشر أبحاثها باللغة الانجليزية والتي تلقى دعما من الأمم المتحدة, في حين ان نظيرتها التي تكتب باللغة العربية لا تلقى دعم عربي”.
و يضيف عبدالوهاب “المراكز البحثية في الصومال بالرغم من قلة امكانياتها الا انها تنتج بحوث و دراسات و دوريات و كتب تناقش أوضاع المواطن الصومالي و تتطرق الى قضياها لكن معظمها لا يجد طريقه الى الاسواق و يتم ركنها”.
هذا و ناقشت الأستاذة منال البطران, باحث العلوم السياسية, بمعهد البحوث و الدراسات العربية في ورقتها “المراكز و معالجة تحديات التنيمية الاقتصادية : مركز دراسات الوحدة العربية نموذجا”, فأكدت أن التنمية الاقتصادية أحد أهم القضايا التي تواجه العمل العربي المشترك في ظل التحديات الدولية للنظام العالمي ، وشرحتكيفية تناول دراسات مركز الوحدة العربية معالجة قضايا التنمية الاقتصادية في الوطن العربي.
ثم قدم الأستاذ يوسف ورداني, خبير في دراسات و بحوث الشباب , دراسات حالة ركز فيها بشكل خاص على كلا من مركز الاهرام للدراسات السياسية و الاستراتيجية و المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية, و ذلك في ورقته البحثية بعنوان “مراكز البحوث و الفكر في مصر.. دراسة تحليلية و تقييمية”.
وأضاف ورداني ” بعد ثورة 25 يناير زاد عدد مراكز الفكر و البحوث من 34 إلى 57 مركزا , كما ان اتجاه تفاعل مراكز الفكر مع مؤسسات صنع القرار المختلفة في مصر أصبح يسير في اتجاه العرض و الطلب “, مشيرا الى أن خمسة من مراكز البحوث المصرية أعضاء في شبكة مراكز الفكر في أوروبا و جنوب المتوسط.
التوصيات والخاتمة
وفي نهاية المؤتمر ألقي الدكتور محمد الطناحي كلمة والتي تضمنت التقرير الختامي و التوصيات, وشملت عدة نقط أهمها:
1- دعوة معهد البحوث و الدراسات العربية لإعداد دليل لمراكز الفكر و البحوث في الوطن العربي.
2- إيلاء عناية كبيرة للدراسات الاستشرافية و المستقبلية.
3- إقامة شبكة معلوماتية عربية لمراكز الفكر و البحوث يتم من خلالها تحقيق أكبر قدر من الاستفادة العلمية في تنفيذ المشروعات البحثية الكبرى التي تفوق القدرات الفردية للمراكز.
4- دعوة معهد البحوث و الدراسات العربية لعقد سلسلة مؤتمرات عن مراكز الفكر و الأبحاث يكون المؤتمر هذا أولها.
5- التأكيد على أهمية (الوقف البحثي) على نسق (الوقف التعليمي) الذي تبناه الإجتماع الوزاري العربي الخامس عشر لوزراء التعليم العالي و البحث العلمي الذي عُقد في مصر الأسبوع الماضي.
6- دعوة مراكز الفكر و البحوث المشاركة في المؤتمر و غيرها من المراكز إلى التعاون مع معهد البحوث و عقد شراكات معها في التخطيط و التنفيذ لأفكار تصب في مصلحة المجتمع العربي و الدول العربية.
رابط المحيط