-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

خزعل الماجدي: الشعر هو سريّ الأكبر والوحيد حاوره جواد هادي الغزي

خزعل الماجدي: الشعر هو سريّ الأكبر والوحيد حاوره جواد هادي الغزي
يعد الشاعر خزعل الماجدي من أبرز الكتاب العراقيين حداثة وأغزرهم إنتاجًا على
مستوى الكتابة الشعرية في العراق. إذا أن تجربته الإبداعية تمتد قرابة أكثر من أربعة عقود من الزمن، أمضاها كتابة! في الشعر وتنظيرًا وتأليفًا مسرحيًا. فهو ينتمي، مرحلياً، إلى جيل السبعينيات، الجيل الحداثوي الذي أطلق عليه هذا اللقب تمييزا له عن جيل الستينات، الذي ضم نخبة من الشعراء المبدعين والذين ظهروا ما بعد رواد الشعر الحديث وجيله الخمسيني .
ومن يتتبع الجغرافيا الفنية لمنجز الماجدي الشعري والإبداعي يلفت نظره ويشد عقله ذلك التنوع الأسلوبي لأجناس الشعر وأفانين القول التعبيري لكتاباته. فالماجدي طائر جنوبي يغرد شعرًا؛ لأنه منحدر من سلالة الشعر السومري، ومتجذر من أعماق طين التاريخ الرافديني الأصيل. وتشكل المدينة وتحولاتها الجغرافية والثقافية المتعددة امتدادًا زمكانيًا مهما له ولشعره، أرخ لحياته الثقافية وفنه الإبداعي، وسبر أغوار تجربته الشعرية بمعين لا ينضب من الزاد المعرفي الفاحص للأساطير والحضارات والأديان والتي هي حقول اهتمامه الفكري . هذا الحوار يتناول ابرز المحطات التي ساهمت في نضج التجربة الشعرية للماجدي .
*كيف كانت بداياتك مع الادب؟ هل هو موهبة؟ أم وجد به الشاعر مجالا للتعبير عما يمور في نفسه من مشاعر.
بداياتي بسيطة جداً، كان توجهي، في الدراسة، علمياً واستمر لفترة طويلة وخلاله كنت أميل للأدب للتعبير عن مشاعري وتطور الأمر حتى وجدت نفسي في خضم حركة أدبية واسعة، وكان لابد من زيادة التحصيل الأدبي وتقوية الأسس، وكان لي ما أردت .. حتى أصبح الأدب والشعر والكتابة، عموماً، هي خلاصي الوحيد .
*كيف يستطيع الشاعر خزعل الماجدي ان يفسر لنا مفهوم الشعر لديه؟
الشعر هو الروح، الروح وهي تكشف أعماقها وبوحها من خلال الكتابة والسلوك، الشعر هو أعظم ما عرفته في كل حياتي، لقد أصبح جوهر وجودي، وبدونه لايمكن أن أحيا .
الشعر كمفهوم هو الكتابة المختلفة، هو المختلف الأول في هذا العالم، فهو يحرض على الإختلاف وينوجد به ويجعلنا نختلف من خلاله، وهذا يعني أن الشعر يجعلنا نعثر ونمتلك خصوصيتنا النادرة التي فطرنا عليها .
*كيف تستطيع أن توجز لنا طبيعة أعمالك الشعرية، وماهي مضامينها وأشكالها الفنية؟
أعمالي الشعرية المنشورة في ثماني مجلدات (حوالي 35 مجموعة شعرية ) هي كل تجربتي الشعرية بكل اتجاهاتها المختلفة وبكل تنوعاتها الفنية والجمالية، بكل أساليبها وأشكالها .
المجلد الأول ضم مجامعي الشعرية التي كتبت كقصائد نثر وهي من أنضج تجاربي واعتبرها الباكورة الأولى المميزة في هذا الحقل مقارنة بغيري، وهي وان كانت قصائد نثر لكنها تنجو مناحٍ مختلفة ومتنوعة .
المجلد الثاني ضم مجامعي الشعرية التي كتبت كقصايد تفعيلة، وهي تجاربي الخاصة في هذا الحقل وقد تضمنت اهتماماتي بالأساطير والسحر والتاريخ والإيروس .
المجلد الثالث ضم مجامعي الشعرية التي كتبت كنصوصٍ مفتوحةٍ وهي تجربة انفردت فيها مبكراً في الشعر العراقي وأنجزت فيها الكثير وقد كانت استجابةً لحاجتي لكتابة نصوص تختلط فيه كل انواع الكتابة النثرية لتكوّن شعرا من نمط خاص .
المجلد الرابع ضم تجربتي الخاصة جداً في (خزائيل) وهو ما أسميه بالشعر الغنوصي أو العرفاني، وتتكون من إثني عشر كتاباً كلها عبارة عن نصوصٍ مفتوحةٍ باتجاه العرفان، وهي سيرتي الباطنية الروحية والحسية .
المجلد الخامس ضم سبع مجاميع شعرية لي في الحب والإيروس بطريقة جديدة مختلفة عما كتبته سابقاً، تغلب عليها البساطة والعفوية وهي قصائد نثر.
المجلد السادس ضم خمس مجاميع شعرية بعضها إيروسي وبعضها غير ذلك وكلها قصائد نثر.
المجلد السابع ضم 2000 قصيدة قصيرة (اسميتها قصيرة في مقابل قصيدة) وهي كل ماكتبته من قصائد قصيرة بكل أنواعها ومشاربها ومنها قصائد الصورو وقصائد الومضة.
المجلد الثامن وهو (أحزان السنة العراقية) الذي تتبعت فيه جرحي وجرح العراق وهو ينزف ويتألم ويتكون من 365 قصيدة على عدد أيام سنة الموت 2006 في العراق.
*هل لمسيرتك الحياتية اثر في اعمالك الشعرية؟
بالتأكيد، كانت حياتي حافلة بالتحولات والأحداث وقد كانت أعمالي الشعرية تتوازى مع أحداث حياتي وتطور مشاعري ومذاقاتي الروحية والمادية، لكني لم أجعل شعري صدىً لحياتي بل كان شعري فيضاً جمالياً وروحياً حلّق عاليا بعد أن مست أجنحته حياتي .
*كيف استطاع الشاعر ان يزاوج مابين الادب والعلم؟
نظرتي للشعر تسمح بهذا لأني أعتبر الوعي العلمي للعالم غير منفصل عن الشعر بل هو يمده، اليوم، بأعظم أشكال الرؤى . خذ مثلاً العالم الذري الذي يذهب بك في عوالم عميقة تكاد تكون خيالية وكذلك العالم الكوني الذي يشرحه علم الكون الحديث (الكوزمولوجيا) الذي يذهب إلى أبعاد لامتناهية ويصور لنا سعة الكون بمليارات السنين الضوئية والمجرات الجبارة، كل العلوم مدهشة مثل الشعر، ولذلك تجد عوالمي ليست خيالية فقط بل هي عوالم علمية .
*هل الغربه اثرت على انتاجك الابداعي؟وماهو الاثر؟
بلا شك كانت الغربة سبباً من الأسباب فهي تعيد ترتيب الماضي من جهة وتخلق وطناّ افتراضياً جديدا فيه من الوطن الحقيقي الكثير وفيه مما نتمناه له وفيه مشاعر الشوق، اعادة ترتيب الوطن في المنفى تحدث تغييرات كثيرة في التصورات وفي معنى الوطن وفي طريقة الكتابة له .
*هل ساهم الشاعر في تاسيس منتديات ثقافية او جماعات شعرية.
في العراق طبعا ساهمت كثيراً بنشوء جيل السبعينات، وأسست مع أصدقائي الشعراء في نهاية السبعينات (منتدى الأدباء الشباب) الذي سرقته منا السلطة وأعطته لمدّاحيها . وأسست بعد عودتي للعراق في 2003 المركز العراقي لحوار الحضارات والأديان وكان معي بعض الأكاديميين والمثقفين وتوليت رئاسته وكان طموحنا أن نقدم الكثير لكن الأحداث لم تمهلني فخرجت خارج العراق في النصف الثاني من عام 2006 .
*كيف يمكن للشاعر ان يوضح لنا اثر مدينة الثورة في بواكير تجربته الشعرية؟
مدينة الثورة منجم كبير يضم مواهب الثقافة والفنون والرياضة، بشكل خاص، وكان شبابها يتطلع لتكوين حياة جديدة لهم ولعاوائلهم وكنت واحد من شباب تلك المدينة في نهضتها ونموها في السبعينات وقد انطلق مشروع جيل السبعينات الشعري والأدبي عموماً من هذه المدينة .
*ماذا يمثل لك الحب؟
الحب هو جوهر الأسطورة الشخصية للشاعر، والشاعر الذي لم يعرف الحب قلبه ليس بشاعرٍ على الإطلاق مهما كان مبهراً في نصه، صدق مشاعر الحب هي التي تعطي للشعر نكهة . وبدون الحب لايكون شعر مطلقاً .
الحب هو أعظم النعم في هذا الوجود والإنسان بدون حب لايعني شيئاً.
*ماذا يمثل لك الوطن؟
الوطن رحمنا الثاني بعد الولادة وبدونه نموت ونشقى، لكننا يجب أن نساهم في صنعه ونبذل له الكثير، نصحح أخطاء مواطنينا فيه ولايجوز التفريط بالوطن أو خيانته مهما كان الثمن، أكره الأحزاب لأنه تقسّم الوطن إلى اقطاعيات اجتماعية وتجعلنا نشعر بأن هناك حواجز بين أفراده، السياسة تفرق المجتمعات في بلداننا ولاتنهض بمشاريع بناء الوطن وأهل الوطن .
أرى أن البديل هو الإهتمام بالتعليم والعمل والعلم فهي التي ستصنع لنا وطناّ حقيقياً قائماً على التناغم مع عصر جديد .
*هل لك طريقة مميزة في كتابة النص الادبي؟
لا أدري، ربما .. أنا أحب الحقول التي اشتغل فيها ربما هذه هي الطريقة المميزة، أقصد أني لاأكتب شيئاً لاأحب كتابته، وقد دربت نفسي على هذا من زمن بعيد . الحب إذن، مرة أخرى، هو الذي يجعل طريقة كتابتي مميزة .
*هل انت مقلد للاخرين في اعمالك؟
ربما كانت بدايات نشأتي الأدبية فيها شيئ من تأثير الآخرين عليّ، لكني ما ان وقفت على قدميّ أصبحت لي أساليبي الخاصة وطرقي التي شاعت وعرفت، التقليد هو أسوأ مايكون عندما يرافق المبدع لزمن طويل فهو محدود بقترة زمنية مرتبطة بالبدايات فقط .
*بعد كل هذا الشعر الغزير والمتنوع هل مازلت تكتب الشعر؟
أكتب الشعر كل يوم .. أكتب الشعر كما لو أني لم أكتب شعراً من قبل .. الشعر هو الذي يجدد حياتي وأيامي، وهو سريّ الأكبر والوحيد .
أجرى الحوار جواد هادي الغزي


عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا