التقت به في احدى الأمسيات البعيدة، كانت هي هناك
جالسة بين المدعوين لحفل
الزفاف. و كان هو يرمقها من بعيد، يتوارى الى الخلف، يمسح
كل الفضاء بعينيه وتكون هي وسطه وحيدة لا ينازعه أحد في رؤيتها. ابتلعتها موجات بشرية
كانت حاضرة في الحفل تجلس تارة تتقاسم الحديث مع من تعرفهم وتارة أخرى تسرح بناظريها
حيث تجلس العروس. لم تهتم به كثيرا رغم انها كانت تشعر بنظاراته تلاحقها وتفسد عليها
حريتها. مضى الليل بسرعة برق، انبلج ضوء في الأفق يعلن عن يوم جديد، بدأ المدعوون في
الرحيل واستوطن المكان هدوء غريب بعد ليل كامل من الضجيج. خرجت "ليلى" مع
الخارجين ووقفت تنتظرصديقتها، في هذه الأثناء، هاجمها صوت قوي نوعا ما من الخلف وسألها
بكل لطف:
- هل لديك سيارة؟ ارتجفت وتبعثر الكلام واجابت
بصوت مضطربوكان هو واقف بشكل مستقيم ينتظر ردة فعلها:
- انني أنتظر صديقتي، لديها سيارة.
وأشاحت بوجهها عنه تتمنى أن تسرع صديقتها في الحضور.
لاحظ ارتباكها فحاول تهدئتها قائلا:
- أنا فقط أردت مساعدتك. لأن الجميع رحل والمكان فارغ وبعيد عن المواصلات.
لقى تصرفه المتحضر شيء من القبول والاستحسان. هدأت
عاصفة الارتباك الداخلي التي امتلكتها ورمقته من تحت رموشها.
في هذه الأثناء، حضرت صديقتها، التفتت اليه بنظرات
غامضة وشكرته وودعته. ظل يراقب السيارة حتى اختفت ثم ذهب. "ليلى" مهندسة
اعلاميات. عرفت بين صديقاتها بالبساطة في كل شيء. تعيش حياة مسالمة كما تقول دائما
«أنا باغة الهنا وراحة البال". في يوم من الأيام العادية، جاء أحدهم يسأل عنها
في مقر عملها. استغربت في أول الأمر، لأنها المرة الأولى التي يزورها غريب ويطلب رؤيتها
بهذه الطريقة الغامضة.رفض أن يدلي باسمه لحارس الشركة.
خرجت وكل السيناريوهات الممكنة تتجول برأسها. استوطن
روحها قلق مفاجئ كأنها تئن تحت وطأة جبل.
ما ان اقتحمت قاعة الانتظار بخطى خائفة و مترددة،
حتى كاد أن يغمى عليها لما رأته واقفا كما رأته في آخر مرة.
تاه عنها الكلام واحمرت وجنتيهاواضربت خطواتها.
وهو واقف ينظر اليهاويبتسم واثق النفس. أخدت ادرع الغرفة ذهابا وإيابا. رمقته بنظرة
توجس وحيرة. اقترب منها حتى تطمئن أكثر وقال بابتسامته الرقيقة:
- أنت دائما هكذا مضطربة؟
ابتعدت عنه وجلست تراقبه ثم قالت بصوت مرتعش:
- زيارتك مفاجأة؟ كيف عرفت أنني أعمل هنا ولماذا جئت....
جلسفي الركن المقابل لها وهو دائم الابتسام وقال:
- أسئلة كثيرة وسأجيبك لكن ليس هنا.
بعد الحاح طويل من طرفه قبلت الدعوة لكن شريطة أن
لا تطول.
"ليلى" كالنسمة البيضاء، فتاة وديعة
وترتاح الى كلمة طيبة ومعاملة راقية. لم تغير دراستها الجامعية التي تابعتها بفرنسا
شيئا من شخصيتها. كثيرا ما كانت "نضال" أقرب الصديقات الى قلبها،تقول لها
بنبرة ساخرة «سعدات الي غادي يتزوج بيك. عمرو ما يعيش في المشاكل معاك".
في مقهى أنيق، جلسا. ارتعاش وتوجس كبلا يديها كأنها
في ورطة. تنظر بعينين فارغتين الى الفضاء المحيط بها. تتحاشى نظراته الحالمة، حاول
أن يكسر حاجز الصمت المسيطر على اللحظة، قال لها بابتسامته المعهودة:
- المكان جميل وهادئ.
أومأت برأسها كأنها تقول له نعم ولا تنتظر مني أكثر
من ذلك.
أحضر النادل ابريق شاي صغير وكأسين، وكان لحضور
الكأسين على الطاولة كفارس ملثم جاء ليحملها الى بعيد خارج تلك اللحظة التي أزعجتها
أكثر مما أسعدتها. احتضنت كأس الشاي بين يديها كطفل يحتضن لعبته بين أحضانه، وهامت
مع دخانه المتصاعد وكل هذاوهو يراقبها كعادته بهدوء ثقيل كصمت الكهوف. ابتسم ثم قال
لها بلطف شديد:
- لم أكن أعلم أن دعوتي ستربكك الى هذه الدرجة. أنا آسف.
خجلت من سلوكها الخارج عن طوعها. رشفت قليلا من
الشاي محاولة دفع الكلام من فمها دفعا:
-لست مرتبكة. أخاف من المجهول.
-أنا لست المجهول يا ليلى، أنا أرغب في الزواج
منك.
وهنا سقط كأس الشاي من يدها ورسم جداول متعددة على
الطاولة وعلى الأرض. قامت وهمت بالانصراف. حاول تهدئتها لكنها صممت واختفت بسرعة شديدة
بين الأزقة كأنها هاربة من شيء ما.
مرت الأيام تتسارع وتتشابه، وفي كل يوم كانت بطاقة
ورد تصل الى مكتبها بتوقيع: المحب عمر. اقتربت منه أكثر لما سحرها برومنسيته. بالغ
في الحاحه حتى قبلت به زوجا ومحبا أمام دهشة
الجميع من المقربين لها. خاصة أنهم يعلمون أنها كانت ترفض فكرة الارتباط حاليا. مرت
الأيام سريعة كما حصل زواجها سريعا. كأن لها موعد مع القدر. عاشت أيام وليال منبعثة
من زمان ألف ليلة وليلة. عادت وحطت الرحال ببيتها الجميل القريب من مقر عملهاوالمتوج
بحديقة صغيرة تحتاج الى العناية. كان عمر، ذو شخصية قوية ولما يقرر هدف يصل اليه ولو
كلفه ذلك عمرا بكامله. غريب الأطوار. لا تظهر من شخصيته سوى ما يريده. سريع الغضب.في
احدى الأمسيات، كانا مدعوان عند بعض الأصدقاء. "ليلى" ليست من هواة الكلام
الكثير والسهر الطويل. تعبت ورغبت في الذهاب. نظر اليها بحزم وطلب منها البقاء. لم
تستجب له. قامت وخرج وراءها. صامت كبيت مهجور. لاحظت صمته كأنه بركان يهدد بانفجار
قوي. ما ان ولجت البيت، حتى صفعها بشدة و تخلخل توازن جسدها و سقطت أرضا. غابت عن الوعي.
لم تدرك ما يحصل لها.أنه كابوس منتصف الليل سيزول بمجرد أن تستيقظ. طال حضور الكابوس
وآلمها وجهها من شدة الصفعة. لم تفهم ليلى هذا السلوك المتناقض مع رومنسيته التي عاشت
بين أحضانها طيلة هذه المدة. أخفت رأسها في وسادتها وتركت الدموع تنزل مدرارا وتجف
على وسادتها. في الصبح الباكر، اقترب منها وأيقظها كأنه شخص آخر. تمسح برجليها كقط
صغير يبحث عن حنان أمه. قبل رجليها ويديها طالبا الصفح وعدم تكرار سلوكه المتوحش.
"ليلى" بطيبتها وحبها له، صدقته وعفت عنه ومسحت بيدها على رأسه واحتضنته
كطفل فقد لعبته واحتمى بأمه طالبا الصفح لكي تشتري له أخرى.
عادت الأيام تتسابق فيما بينها كأنها في سباق مثير،
حياة "ليلى" عادية بين البيت والعمل وكثيرا ما تنام بين أزهار حديقتها المنسية.
عندما تجلس الى جوار بعض الزهرات المتناثرة فوق تراب جاف، تشعر براحة عجيبة وتحن الى
الأيام الخوالي لما كانت تقضي معظم وقتها في حديقتها الصغيرة المنزوية خلف البيت. تعتني
بها وتحاول أن ترد اليها الحياة. حرصت على اقتناء أجمل الأزهار التي تحمل ألوانا زاهية
مشعة بالفرحة والحيوية. ما ان تعود من عملها، أول ما تقوم به هو الحلول بين روائح حديقتها
الزكية واللعب بأوراقها المتدلية ومسح الغبار عنها. خلقت علاقة حب مع أزهارها وترابها،
أحيانا تجلس وتتحدث اليها كأنها تتكلم مع شخص أمامها وتغمض عينيهاوتهيم حتى تستيقظ
على نبرات صوته الخشن أو خطواته القوية. نادرا ما كان يجالسها و يتحدث اليها. كثير
الغياب وكثير الحضور. غريب الأطوار. كانت طيبتها تحولها الى لقمة سائغة بين فكيه. اختفى
"عمر" لأيام دون أن يخبرها عن سبب الغياب. في البداية، رفضت هذا السلوك المستفز.
احتجت مرارا، وعند كل مرة يكون الألم أنيسها والدموع فرشتها.صمتت رغما عنها حتى تتفادى
ضرباته الموجعة. ذات يوم عادت من عملها، وجدته في البيت ينتظرها وعينيه كلها شر وعنف.
حاولت أن تداري المفاجأة وسألت بشكل تلقائي:
- أهلا بك. أين كنت كل هذه المدة؟
وقف كجبل شامخ وشدها من شعرها وأجلسها بقوة شديدة
على الكرسي وصرخ كأنه يخاف من شيء ما وفضل الهجوم على الدفاع وقال لها بصوت قوي و مفزع:
- ما هذه الساعة يا سيدتي؟ عادة تعودين الى البيت باكرا. هل استغليت فترة
غيابي لتتصرفي كما يحلو لك؟
حاولت أن تهرب من قبضته. دافعت عن نفسها توارت للخلف
سقطت، دم على الأرض. لم تعرف منبعه من هلعها صرخت وجحظت عينيها وتاه عنها الكلام وغابت
عن الدنيا للحظات. لما استيقظت، لم تستطع أن تحرك رجلها اليمنى. كانت منتفخة كأنها
لسعة سامة. بكت. لم تفهم ليلى سر هذا الهجوم. يتصرفمعها بشكل شاذ ولا يحق لها السؤال
أو الاعتراض. أخفت رأسها بين يديها المرتعشتين تبحث عن منفذ لسجنها.وتنتظر حتى تمر
العاصفة.
عاد وصرخ كالمجنون:
- أين كنت؟
بارتباك شديد وخوف قالت:
-في العمل.
- أنت كاذبة. من الآن فصاعدا ليس هناك لا عمل ولا خروج.
ظنت أنه مجنون. لم تهتم لما قاله.
انسحبت وتوارت عن ناظريه. وهي في حالة هذيان لم
تستوعب ما يحصل لها. بعينين شاردتين وفم فارغ جلست على سريرها. عاد من جديد، اعتذار
من جديد وطلب الصفح بحجة أنه يمر بمشاكل في عمله. سئمت ليلى من هذه اللعبة، وحاولت
أن تعيد معه ضوابطها. لكنه كان ذكيا أكثر من اللازم واستغل طيبتها من جديد. وقال لها
بهدوء وبرومانسية افتقدتها يوم وطأت قدمها بيتها الجديد:
- لم أقصد حرمانك من عملك. أنافقد أخاف عليك من الشارع ومن أصحاب السوء.
وأنا بمالي لن أتركك تحتاجين الى أي شيء.
صفحت عنه دون ترددواحتضنته وهي غارقة في بحر من
الأسئلة.
استيقظت باكرا وأعدت وجبة الفطور كالعادة وهو نائم
أو يتظاهر بالنوم. رجلها تؤلمها. وجه فقد نظارته وشبابه. استقرت تحت عينيها هالات سوداء
كأنها لم تنم الليل بأكمله. حاولت إخفاء عيوب ليلة سوداء بمكياج خفيف وغير ملفت للأنظار.
خرجت وهو بعد في السرير. لاحظت صديقتها وزميلتهافي العمل، نضال،سرحانهاوصمتهاالحزين.
فليلى، ليس لها أصدقاء كثر. ترفض أن تفتح مغاليق قلبها لأي أحد. ارتاحت لروح
"نضال" و تحولت الى بئر كاتمة لأسرارها،. اقتربت منها وسألتها بصوت خافت
كأنها تفشي سرا:
- ليلى، ما بك؟ هل انت مريضة؟
حاولت ان تبتسم واستوطنها من جديد حزن قوي وقالت:
- لست مريضة. لم أنم البارحة جيدا.
وحاولت الهروب من أسئلة صديقتها بتحريك الأوراق
التي أمامها والسؤال عن ملف من الملفات التي تراكمت وتحتاج الى دراسة. احترمت صمتها
وقالت لها: -ليلى، لا تتردي في طلب مساعدة كيفما كانت. وخرجت.
تحولت حديقتها الى ملجئها عندما يشتد عليها الألم
والصراخ. تسرح بين أزهارها وتشكي لها همهومها وتنطلق بكل حرية تبتسم تارة وتبكي أخرى...تغيبت
عن العمل أياما طوال. افتقدتها عائلتها. كلما تسألها عن سر هذا الغياب تجيب بأنها مكرهة
ولديها أشغال كثيرة. يدخل "عمر" البيت ويبدأ بالصراخ والشتم لأتفه الأسباب.
بسببه انقطعت عن العمل وتحولت حياتها اليومية الى يوميات عادية ومظلمة لا يضيئها سوى
رائحة أزهارها التي تحتضنها كلما ضاقت بها الأرض. تمنت أن يتوقف الزمن و يعود للوراء
و تطير بين أوراقها و مكتبها و أيامها العادية الهادئة المنسابة برفق و جمال كحفيف
الأشجار. اقتربت منه، تكلمت بأدب شديد كأنها تعيد شريط اللقاء الأول، تجرأت وطلبت منه
أن تعود الى عملها. استهزأ منها قائلا" من سيرغب في تشغيلك. ان شكلك مفزع. يجب
أن تحمدي الله على أنني ما زلت أعيش معك ". اختلت بنفسها في حديقتها،كلماته القاسية
كادت أن تدمي روحها الطيبة من جديد لولا استنجادها بحديقتها. تأملتها مليا. ارتمت بين
أحضانها لساعات طوال. تسقيها من ماء وحب وفرح. بين ظلالها تتحول الى طفلة مرحة وتنسى
كل همومها ومآسيها. حرمت من عملها ومن ملاقاة أصدقائها ومن زيارة عائلتها. حاصرها بذكاء
شديد وهي الطيبة تحولت الى أسيرة لا حول لها و لا قوة.سرحت بناظريها يوما وهي جالسة
بين أزهارها وقالت لها " لم يعد لي أحد أشكي له وأتحدث اليه سواك."
من عادته أن يقفل الباب بالمفتاح كلما خرج أو دخل.
حول البيت الى سجن بنوافذ. ذات يوم عادي و شبيه بالأمس،رن هاتفهوخرج بسرعة لا يلوي
على شيء. الباب أمامها بدون مفتاح يكفي خطوة واحدة و تتخلص من كل هذا الجحيم و تعود
الى حياتها السابقة. تجمدت قدماها كأنهما مشدودتين بسلاسل من حديد هاجمها كلامه النابي
بكونها غير مرغوب فيها حتى من طرف عائلتها. اختلطت عليها الأوراق و كلامه و همسات صديقتها.
ظلت تتأمل في الفراغ بهلع كبير و أخيرا رمت بنفسهابين الأمواج البشرية و مشت مع الماشين دون ان تلتفت الى الوراء. مشت بسرعة وهي تخفي عينيها
تحت نظارة سوداء حتى لا يلاحظ أحد آثار اللكمات و الإزراق وتسلقها ألسنة الناس.مشت
كثيرا دون أن تدري أين تذهب. ارتبكت و خفق قلبها الى ماض لن يعود. قبل أن تدق الساعة
الرابعة وقت عودته كانت في البيت. نائمة بين أزهارها تسقي و تنزع عنهم الأشواك الضارة.
كانت خطواته قاسية كسيف حاد ، التفت اليها وقال لها بنوع من الازدراء: «مكانك هنا بين
هذه الأشواك. على الأقل هي ليست لها عيون ترى بها خلقتك القبيحة."
تحولت ليلى الى سجينة بإرادتها. لم تعد تسأل و لا تبالي بالزمن و لا بالليل
ولا بالنهار. جاءتهاذات يوم، صديقتها تسأل عنها. لم ترغب في رؤيتها. خافت من نظراتها
و أسئلتها. جلست و كل ملامح وجهها تريد أن تصرخ و تقول لليلى: ماذا حصل لك؟ لماذا أصبحت
هكذا؟
مسحت بيدها على رأسها و اختضتنهاطويلا و طبعت قبلة
على خدها و قالت لها:
- ليلى، لماذا لم تتصلي بي؟ كان قلبي يحدثني بأنكغير سعيدة، لكن ليس لهذه
الدرجة؟. لماذا يا ليلى؟
لم تجب. استمرت صديقتها في الحديث بصوت واثق :
- ستاتين معي. سنتصل ببعض الجمعيات النسائية لتدافع عنك ..و ستطلقين منه...
صديقتها مستمرة في تعداد الاجراءات التي يجب أن
تتخذها و هي تائهة بين السماء و الأرض و نظرها لا يحيد عن الحديقة. قبل أن تخرج معها
قالت لها كأنها تستعطفها:
- اتركيني قليلا مع أزهاري.
كانت لحظة قاسية و مليئة بالأسى و الحزن امتزج فيها
الماضي بالحاضر، الحلو بالمر، الجميل بالقبيح...خرجتا من المنزل و ليلى كئيبة، تجر
رجليها جرا و عينيها تبحثان عن شيء ما. لم تفهم صديقتها سبب صمتها عن كل هذا العنف
والتجريح و هي الفتاة المتعلمة. انكسرت و لم تعد تحتمل همسة تائهة تمر بجانبها. في
طريقهما، توقفت ليلى و رفضت الاستمرار في المشي. رأسها مطأطأ و عينيها شاردتين كأم
ضاع منها طفلها. قالت لها دون أن تنظر اليها :
-أزهاري ستموت ان أنا ذهبت. انه لا يحب الأزهار...لمن
سأتركها؟
ذهلت صديقتها من تفكيرها البعيد عن الواقع. قالت
لها بعنف شديد حتى تخلخل السكون الذي بداخلها:
- أنت تتكلمين بطرقة غريبة. ماذا فعل بك ذلك المجنون؟
لم تجب. مسحت دموعها و ابتسمت لصديقتها و شكرتها
بصدق و عادت من حيث أتت. ما ان فتحت وولجت للداخل حتى انتعشت ونامت بين أحضان أزهارها
و تألق وجهها و دبت الحياة في عروقها .
- ليلى، صاحت صديقتها التي لم تفهم لماذا تتصرف هكذا. صرختفي وجهها:
- أنت مجنونة.
التفتت اليها و كلها فرح كطفلة فرحة بلعبة العيد:
- أنا مجنونة بأزهاري. لقد عدت من اجل أزهاري.
أمــــــــــــينة شـــــــــــرادي
المــغرب