بينما فرض حظر التجول على كامل تراب الجمهورية، صرّح الرّئيس الباجي قايد السبسي ان بعض الصحافيين و وسائل الاعلام مسؤولون عن تدهور الازمة التي
تعيشها البلاد. تندّد مراسلون بلا حدود بهذه التصريحات المثيرة للقلق.
يوم 16 جانفي / يناير، في مدينة القصرين، في الوسط الغربي من البلاد التونسية، صعق الشاب رضا اليحياوي بالكهرباء بينما كان يتسلق صرحا كهربائيا احتجاجا على استبعاده من قوائم التشغيل في الوظيفة العمومية. بعد اسبوع من الحادثة لا يزال التوتّر ملموسا و في تصاعد : تطالب الاحتجاجات، التي امتدت الى كامل انحاء البلاد، من السلط التونسية مزيدا من العدالة الاجتماعية. في هذا السياق، اتّهم رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي في خطابه يوم 22 جانفي / يناير بعض وسائل الاعلام التونسية و الاجنبية بزيادة “تهييج” الاوضاع حيث صرّح انّه يوجد ” فلتان اعلامي مبالغ فيه ” من خلال ” استدعاء بعض الاشخاص الذين عوض التهدئة يزيدون الطين بلّة”.
في هذا الصدد يقول كريستوف دولوار، امين عام منظمة مراسلون بلا حدود ” انّ طريقة الباجي قائد السبسي في اعطاء دروس للاعلام و الاتهامات الموجهة له مقلقة للغاية، من المؤكّد انّ الصحافيين ليسوا سببا في الاحتجاجات الاجتماعية التي تعيشها البلاد اليوم. التّحجّج بمسؤوليتهم بهذه الطريقة هو تحميلهم وزر ازمة سياسيّة في حين كان اجدى بالسلط التنفيذيّة ان تسعى للدفاع عن حرّيّة الصحافة التي تبقى هشّة“.
يُذكر أن تونس تحتل المرتبة 126 عالمياً (من أصل 180 بلداً) على جدول تصنيف 2015 لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود مطلع هذا العام.