-->
مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008 مجلة اتحاد كتاب الإنترنت المغاربة - 8 أكتوبر 2008


الآراء والأفكار الواردة في المقالات والأخبار تعبر عن رأي أصحابها وليس إدارة الموقع
recent

كولوار المجلة

recent
recent
جاري التحميل ...

أهنىء نفسي..!محمد بشكار

نشر باتفاق مع الكاتب 
أهنىء نفسي..!محمد بشكار
أهنِّىء نفسي إذْ أهنىء كل الأدباء الذين يُنعَتون مجازا شباباً، عِلماً أن الإبداع شعراً أو نثراً لا يتحدد بعُمر، و القلم الذي يكتب ما يجيش بدواخلنا جميعا، لا يشيخ و لو امتد في
الكتابة عصورا، أو صار عكازاً..!
أهنىء نفسي و أنا أنظر لأدبائنا المغاربة الجُدُد ساطعين في احتفالية التتويج بجائزة اتحاد كتاب المغرب، و لم ينصرفوا إلى بيوتهم في القصيدة مساءً، إلا بعد أن تحولوا كُتُباً أنيقة في الشعر بديواني " العهد اللذيذ" للشاعر عمر الأزمي و "عطش الخريف" للشاعرة لطيفة إدلمودن، و برواية "أوزيوالت" للكاتب سعيد زربيع، و بالأضمومتين القصصيتين "أنا لست لك" للكاتب مراد المساري و "نزيف آخر" للكاتبة كريمة حداد، و بمسرحية "البندقية و الذئاب" للكاتب عادل الضرسي، و بالدراستين الأدبيتين "رؤية الضحك في تجربة قصة حياتي لشارلي شابلن" للناقد عادل آيت أزكاغ و "سؤال التنظير إلى الممارسة النقدية" للناقد المُنوَّه بعمله عادل القريب، و بنص السيناريو" نصف إنسان" للكاتب معاد محال، و بالأضمومة القصصية للأطفال"بستان العم صابر" للكاتب زهير قاسيمي؛ أهنىء نفسي بكل هذه الأسماء المُبدعة التي رصَّعت بكتابها الأول الدَّرَج الأول في سُلم طويل يفضي بضوئه كأنه في الطريق للسماء، إلى منطقة الروح الأحوج لسحق ما تتهدَّدها من ظلامية في زمننا؛ أجل بكل هذه الأسماء التي تفتح دربها الأول للشمس أهنىء نفسي و أزيدها مديحاً وفرحاً بسطورهم الأدبية التي مدُّوا شرايينها لضخِّ دم جديد في الأدب المغربي الحداثي، فأشعر أن زمننا الثقافي يزداد بكل سطر يخُطُّونه ضاجّاً بعنفوان الحياة عُمراً..!
نحتاج في بلدنا لأكثر من جائزة تشجيعية نُخلِّدُ بأسمائها أعلامنا المفكرين و الشعراء و الروائيين و الفنانين الذين ما زالوا يَمضُون أدراج النسيان حُفاةً من كل ذكرى؛ أليست الجائزة بتقاليدها الرمزية العريقة أشبه بشارع في مُدن الإبداع الإنساني؟؛ ولكننا في بلدنا لمّا نزل نمشي تائهين بدون ذاكرة في شوارع مجهولة الهوية لا تحمل اسماً يُعيد إلى وعينا شاعراً نسي هو ذاته إسمه؛ لكأننا نرفض الإعتراف بأنفسنا؛ و لشَدَّ ما يحفر في القلب أخدوداً، أن تنظر لأصحاب المشاريع و الريع يوثرون أن يفتحوا أوراشا لا تُغلَقُ أبداً في البناء الذي لا ينشىء غير عمارات تكاد من طولها تجعلنا ننسى لون السماء و تخنق في رئاتنا الهواء، بَدَل أن يُشرعوا في الأفق، بتأسيس إحدى الجوائز، نافذةً لتعبرشمسٌ تغذي بأملاحها الإبداعية الجديدة، حرثنا الثقافي الأحوج إلى ما يحفزه و يقويه على نمو طبيعي لا يتوقف في عموده الفكري، و إلا فقدنا المستقبل و انحدرنا أقزاما..!
أهنىء نفسي بالأدباء الجُدد الذين فازوا بجائزة اتحاد كتاب المغرب أو بغيرها في الوطن العربي، و أفتح مع قلبي صفحات هذا الملحق ليُرصعوا جيدَهُ بأجمل ما صاغوه في منجم الشعر أو النثر من لآلىء ليس للزينة و المُباهاة فقط، إنما ليبعثوا الضوء رسائل أفصح من الذهب لكل العتمات التي تُعشش في البصائر، و لو اضطرت و هي تُمارسُ كيَّها الجريء في المعنى أن تُدمع الأبصار؛ أهنىء نفسي و أجزم أني بفوز هؤلاء الأدباء، استعدت في لمحة شِعر كل تاريخي الشخصي في الكتابة منذ أول قصيدة نشرتها خجولا بإحدى صفحات الشباب قبل عشرين عاما، و شعرتُ بأني أنا الفائز بروحي التي وجدتْ في الجيل الجديد للأدباء المغاربة، امتداداً رمزياً أوسع من أن يضيق في حلقوم، حتى إذا حضر الموت أرجأ وصيته الأخيرة ليُعلِّمنا كيف نبدأ الحياة..!
أهنىء نفسي و أهنىء مع نفسي القصيدة التي ما زالت تأتيني خِلسة حتى لا يكتُبنا أحدٌ و يُفسد الموعد..!

(افتتاحية ملحق "العلم الثقافي" ليومه الخميس 4 فبراير 2016)

عن الكاتب

ABDOUHAKKI




الفصـــل 25 من دستورالمملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي,والتقني مضمونة.

إتصل بنا