ضمن فعاليات معرض الدار البيضاء للكتاب تقام الجمعة القادم ندوة بعنوان "دور الاعلام في ترسيخ ثقافة القراءة" من تنظيم شبكة القراءة في المغرب ويشارك فيها عدد
من الأدباء والباحثين وهم ماريا اللطيفي،واسمهان عمور وإدريس الادريسي وياسين عدنان وعدنان الجازوني وعزيز المجذوب وعبده حقي، ويقدم الندوة الاعلامية فاطمة الافريقي
وتقام الندوة الجمعة القادم الساعة الرابعة مساءً بالمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني
أرضية الندوة دور الإعلام في ترسيخ ثقافة القراءة
يعتبر
الإعلام بمنابره المختلفة منافسا شرسا للكتاب ومؤثرا سلبياعلى عادات
القراءة، فقد كان لظهور وسائل الاعلام وتطورها - وخصوصا
السمعية البصرية
- تأثير مباشر وملموس على تفاقم التراجع التدريجي
لقيم القراءة والإقبال على مصادرالمعرفة العميقة، خصوصا في المجتمعات المتخلفة والهشة ثقافيا وسياسيا
واقتصاديا،
والتي وصلتها الحداثة التقنية الإعلامية قبل أن تتأهل تعليميا
وتنضج ثقافيا، وقبل أن تترسخ لدى أفرادها قيم القراءة
والمطالعة كسلوك ونمط حياة..
لكن رغم هذا التأثير
السلبي للإعلام على الكتاب وعلى فعل القراءة ،
فقد نجحت مجتمعات العلم والمعرفة في الإستفادة
الإجابية من وسائل الإعلام عبرتسخيرها لخدمة
الكتاب والثقافة والتحفيز على القراءة، وذلك عبر تسليط الضوء
و الإشعاع
الإعلامي على جديد النشر والكتب، و عبر الاحتفاء بنخب الثقافة والإبداع
بإنتاجات إعلامية تحرض المتلقي على
الفعل الثقافي، وتثير فضوله من أجل مزيد من الإطلاع والنهل من الكتب
ومصادر المعرفة العميقة، بل
وترسخ في ذهنه تمثلات إيجابية عن الكُتَّاب
والمثقفين.
في المغرب، حيث تعتبر أزمة القراءة بنيوية ومتجذرة، وحيث المواطن لا يصرف
من وقته إلا خمس دقائق للقراءة في
السنة مقابل
أربع ساعات يوميا
للتلفزيون، وحيث يغيب الوعي لدى الفاعل السياسي بدور الثقافة في
التنمية،
وحيث الأمية لا زالت منتشرة والمنظومة التعليمية متعثرة؛ صارالإعلام مجرد مرآة لهذه الأزمة، أو بالأحرى أحد
المتورطين في تعميقها. حيث
أصبحت أغلب وسائل الإعلام المغربية بمنابرها المختلفة تنساق مع اختيارات
الأغلبية ،
بمبرر رفع أرقام المبيعات
والنقرات والاستماع والمشاهدة، وذلك
بتقليص المساحات المخصصة للثقافة والمعرفة والكتاب
في هذه الندوة
، سنحاول مقاربة أزمة القراءة وتراجع الإقبال على
الكتاب في علاقتها مع وسائل الإعلام المختلفة
من خلال
الإشكالات والأسئلة التالية :
هل دور الإعلام هو أن يكون مجرد مرآة للواقع باختلالاته الاجتماعية
والثقافية يعيد تكريس التخلف المعرفي،
أم عليه أن يقوم بوظيفة التنوير
والتوعية وهدم القيم السلبية ؟
كيف يمكننا إبداع وصناعة خطاب إعلامي مغر وجذاب ومتجدد،
في محال الثقافة ، يضمن ولوجية الجمهور الواسع للمادة
الثقافية، ويحفزعلى الإقبال على القراءة عبرالتوظيف الذكي للتقنيات الإعلامية والجمالية الحديثة والمبتكرة في الكتابة
والصوت والصورة؟
أي دور للإعلام البديل ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للكتاب
والتشجيع على القراءة، وكيف يمكن للمثقف أن
يسخر هذه الفضاءات
التفاعلية في سبيل إشعاع أكبر للكتاب؟
و ما هي مسؤولية المثقفين
والفاعلين في النشر والكتاب في تحقيق التواصل الإعلامي ؟ وهل يمتلكون استراتيجية
تواصلية مدروسة وناجعة في التفاعل مع وسائل الاعلام والميديا الحديثة ؟؟
أسئلة وغيرها ستناقشها
الندوة بأسلوب تفاعلي بحضور إعلاميين ومثقفين وفاعلين في مجال النشر والكتاب .