صدر هذا الكتاب سنة 2015 عن دار كنوز المعرفة الأردنية.
وهدفه الاستدلال على أن المنظور التراثي لمفهوم الكلام لم يكن وصفيا، ولكنه ربطه بهدفين
هما خدمة الدين
والعربية لغة وعلوما. والكتاب يستدل على هذا التصور ويفككه. وتضمن الكتاب
في محتوياته العناصر التالية:
مقدمة
القسم الأول: تعريب الكلام
1- سلطة الكلام على الكلام
2 ـ لغة الأصيل ولغة الدخيل
3- بين التعريب والتنازع حول حقل الكلام
1.3 ـ عربية العلوم
2.3- تنازع العلوم
القسم الثاني: تديين الكلام
1 مسألة الكلام في علم الكلام
1.1 - الكلام ومسألة التسمية
2.1- الكلام ومسألة الصفات والأفعال
2- كلام اللسان وكلام النفس
1.2 - تكلم اللسان
2.2- تكلم النفس
1.2.2ـ المدلول والدلالة
2.2.2ـ الكلام والفكر والحديث
3ـ معقولية الكلام
1.3ـ الشاهد والغائب
2.3- تطابق المعنى والدلالة
4- بين علوم السلف وعلوم الخلف
1.4- التأسيس المعرفي وتدافع العلوم
2.4- العلم النافع والعلم غير النافع
3.4- فضل الخلف على السلف
خلاصات
ومن مقدمة الكتاب: ينحصر اهتمامنا في هذا الكتاب
في المقصدين التعريبي والتدييني على أمل استكمال هذا المشروع في دراسات قادمة. وإنما
توقفنا عند المقصدين المذكورين لشموليتهما من جهة، ولكون المقصد التحسيني مرتبطا بهما
ارتباط العربية والكلام بهما. أما المقصد التعقيلي فمبحث فرعي يمكن تلمس بعض تجلياته
في الدراسات التي بحثت في علاقة المنطق بالنحو واللغة والفكر والبلاغة والنقد... في
التراث العربي الإسلامي.
ولعل مجرد قولنا في هذا العصر بالتراث العربي الإسلامي
، يوضح كيف أن خطاباتنا المعاصرة حول الكلام التراثي، موصولة بدورها بالمقصدين المذكورين،
وأنهما يشكلان آلية من آليات استراتيجياتنا الخِطابية. لأننا بتحديدنا للتراث بكونه
عربيا نتبنى المقصد التعريبي، وبإضافة صفة الإسلامي إليه، نتبنى المقصد التدييني، ونحن
نعرف مع ذلك أن تراثنا القديم، به ما هو مكتوب بغير العربية، وبه ما ليس إسلاميا، كما
أن المكتوب بالعربية، به ما هو عربي تفكيرا وهوية، وبه ما هو عربي لغة فقط.
ولذلك نعتبر أن تفكيك الخطابات التراثية بالوقوف
عند المقاصد المؤسسة لها، سيساعدنا على فهم أفضل لتراثنا، ولعله ينير لنا مسالك جديدة
للبحث فيه بالمراجعة والمجادلة بناء على حاجاتنا التبالغية معه، ومقاصدنا منه بعد قرون
منفرطة على قرونه الزاهرة.
وقد قسمنا هذا الكتاب إلى قسمين، قسم خصصناه لتعريب
الكلام، وقسم أفردناه لتديينه. فضمَّنا القسم الأول ثلاثة فصول، تناول فصلان منها مفهوم
"الكلام على الكلام" بمعنى الخطاب حول العربية وتأسيسها النحوي وتركيبها
لغة، وتناول الثالث الخطاب التعريبي حول موضوعات العلوم الكلامية وتصنيفاتها ضمن العلوم
المنشدّة إلى الكلام العربي بحثا وأهدافا.
أما القسم الثاني فأفردناه للمقصد التدييني للكلام،
وركزنا فيه على علم الكلام بوصف كلاما على كلام بدوره، فتتبعنا خطاب علم الكلام على
الكلام، وكيف حضر فيه الضابط الديني في تعريف الكلام ذاته. بينما نظر الفصل الأخير
في التصور التدييني الذي يربط العلوم بوظائفها الدينية، واتخذ لذلك نموذجا ببعض التصورات
السلفية، ورتبنا عليها تصورنا النقدي لأخذ تلك التصورات بمقولة انقسام العلوم إلى نافعة
وغير نافعة وما تقتضيه من مراجعة في ضوء حاجاتنا المعرفية المعاصرة.