بهية أنت..وإن تهت.
وإن داست حوافر الجاهلية
فكابرت أو خنعت
بهيًة أنت..
يا ذات الأسماء الورديًة..
والتباريح الشرقية..
يا عناوين في مذكرة
وأرقاما في مفكرة..
تبًت أيدي النخاسين..
تلك التي بالأساور والقلائد..
والأبخرة...
وشمت طريقك
على خارطة تائهة..
دُقًت عليها خدور السلاطين
والصعاليك
والجبابرة..
خطًا مرقونا في الصحائف
والصكوك..
وأسفار البدء وأسفار النشور
لعنة حرًى..
في النبوءات والأذكار..
لك المجد الخصيب..
يا فينوس وعشتار..
وسالومي وكل سبية..
في الغزوات العربية..
من يدرك أنك هزيمة التاريخ الأولى..
ونكسته..
ذاك الذي لا يرتضيك إلا عورة ..
أو قربانا أو بغيًا..
بهية أنت..يا جرح كربلاء..
وغنيمة الزلاًقة..
وظلاً لإبليس في تعاويذ الفقهاء..
بهية أنت..يا تمثالا من عطور..
وأصباغ يُبنى..
وبخرافة وفتوى يُهدم..
يا رعية يزني بها كل جلاًد..
وبها يُرشى ولصوتها يكمَم..
لا تثوري سيدتي..
فكل البهاء أن تكوني دمية لاتتكلم.
ولا تتمنًعي فبعض الذكاء..
أن ترضي فحولة الفجار والأتقياء..
على فراش أبكم..
وامنحي البطولة يابهية..
لكل من ضاجعك فادعى الفروسية..
ووسَمي بالدمع النقيَ كل البغاة..
وكل التقاة..
آلهة للجراح الأنثوية..
ولا تغضبي.
فالخطايا أنثى...والموت أنثى.
والأوبئة..
وكل الكوارث واللعنات في الضاد
تحمل همزة وتاء التأنيث الأبدية..
ودعك كما أنت سيدتي..
مرادفا للأزهار..
والعصافير..
والدوابَ المطيًة..
فصليبك يابهية..
ذاك الذي تحملين منذ البدء..
هو أنك أنثى..
والأنكى عربية..
بهية أنت...يا بهية.